أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 10
6 أبريل,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
757 زيارة
* الارتقاء الاجتماعي والنفسي بين النساء المسلمات ( يلاحظ اختيار
الألفاظ المهذبة لتغطية المعنى المقصود فإن المبشرين المسيحيين
لا يهمهم في شئ ارتقاء النساء المسلمات ) .
وكان أخطرها حديث حديث زويمر أشار إلى أن عبد الحميد
( خليفة المسلمين ) سجين في سلانيك أشار إلى أنه لم يبق غير
800 , 128 , 27 مسلما تحت سلطة الحكومات الاسلامية وانتقلت
السلطة على الباقين من الخلافة الاسلامية إلى أيدي كل من إنجلترا
وفرنسا وروسيا وهولندا . أشار إلى أن عدد المسلمين الذي تحت سلطة
الدول النصرانية سيزداد كثيرا عقب انقلابات قريبة الحصول ؟ ؟
وكان من بين قرارات المؤتمر : ” من الضروري العاجل تأسيس مدرسة في مصر خاصة بالتبشير ” .
” دخول النساء في أعمال التبشير لتنصير النساء المسلمات
وأولادهن ( 2 ) .
وهم الآن يدعون المسلمين إلى المسيحية بل يحاولون تشويه
الاسلام وإضعاف قيمه ( 3 ) .
رابعا : تقطيع أوصال دولة الخلافة :
برغم كل ما أحدثه التبشير من تخريب لم يتخل الغرب المسيحي
عن العنف تأييدا لهذا التخريب العقلي والقلبي بالسند العسكري
والسياسي ، وإسهاما بهذه الوسيلة في تحقيق نفس الغاية .
واتفقت الدولتان العظيمتان في ذلك الحين على تقطيع أوصال دولة
الخلافة وتوزيع الأسلاب بينها
ففي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي سنة 1274 ه ( 1857 م )
تم استيلاء إنجلترا على الهند وانتقلت السلطة من شركة الهند الشرقية
إلى التاج البريطاني ، وزالت بذلك إحدى الدول الاسلامية الكبرى
التي قامت في مستهل القرن السادس عشر ( دولة المغول في الهند أو الدولة
التيمورية نسبة إلى تيمورلنك ) .
وفي نفس السنة كانت جيوش فرنسا تستكمل احتلال صحراء
الاسلام الغربية التي بدأت باحتلال الجزائر سنة 1246 ه ( 1830 م ) .
وبعد ذلك بقليل كان اقتطاع إنجلترا لدرة من دور الخلافة
كان احتلال مصر المسلمة سنة 1300 ه ( 1882 م ) .
ثم كان اقتطاع سورية ولبنان واحتلال فرنسا لهما بعد الحرب
العالمية الأولى سنة 1338 ه ( 1920 م ) ومع بوارج القتال كانت
بارجة تحمل ” مومسات ” ولما سئل القائد في دهشة أجاب إجابة العالم
ببواطن الأمور : أن تلك البوارج قد يزول أثرها أما هذه البارجة فإن
أثرها لن يزول .
وقبل ذلك . كانت جيوش إيطاليا تخترق البحر تجاه
أراضي ليبيا ترفع نشيدا فاشستيا مجرما يندد بالقرآن ويهزأ بالاسلام
ويتوعد أمته بالسحق والفناء وفيه : يا أماه ! أتمي صلاتك ولا تبكي
بل اضحكي وتأملي ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني وأنا أذهب إلى
طرابلس فرحا مسرورا لأبذل دمي لسحق الأمة الملعونة ولأحارب
الديانة الاسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان سأقاتل بكل
قوتي لأمحو القرآن ( 1 ) .
وهكذا اتنقل تصور المسألة الشرقية من كيف يوقف الغرب زحف
دولة الاسلام إلى داخله إلى كيف يقطع الغرب أوصال دولة الخلافة
الاسلامية يوزعها فيما بينه ثم يجهز على الرجل المريض .
ويأتي بعد ذلك واستكمالا للمخطط الأثيم . . القضاء على الخلافة
نفسها وقد نفذوا فيها توصية أحد مؤتمراتهم ألا يقطع الشجرة إلا أحد
أعضائها لكن القضاء على الخلافة سبقته بعض الخطوات أهمها
فصل الدين عن الدولة وهو موضوع المبحث الثاني من هذا الفصل .
المبحث الثاني
مرحلة إسقاط الخلافة الاسلامية
لا بد أن تسقط الخلافة الاسلامية قبل أن تقوم ” دولة ” إسرائيل ” .
ذلك ما تنبأ به نيلوس بعد أن اطلع على بروتوكولات حكماء صهيون
وذلك منذ سنة 1319 ه ( 1901 م ) ( 1 ) وذلك يؤكده طلب قرصو زعيم
اليهود في سالونيك إلى السلطان عبد الحميد إعطاء فلسطين لهم ليتخذوها
وطنا قوميا ، فلما رفض الخليفة توعده الزعيم اليهودي ( 2 ) وكان من بين
من سلمه قرار العزل بعد ذلك اثنان من زعماء اليهود ( 3 ) .
ولا بد أن يقطع الشجرة أحد أعضائها كما أوصى بذلك أحد مؤتمرات
التبشير . لكن قبل أن تقطع الشجرة التي أظلت بلاد الاسلام منذ عهد
النبوة وقبل أن يقضى على البطل الاسلامي السلطان عبد الحميد كان
ثمة تمهيد كان بث فكرة فصل الدين عن الدولة
أولا – فصل الدين عن الدولة :
أشار الكاتب الأمريكي وليام غاي كار ( 4 ) إلى أن فكرة فصل الدين
عن الدولة كانت من عمل اليهود ، وبصرف النظر عما قاله وليام غاي كار
فإن من الواضح في الشرق الاسلامي أن الفكرة كانت غريبة عنه
ومن ثم فإن الأيدي الأجنبية كانت وراءها سواء كانت أيدي الصليبية
المتعصبة أو اليهودية الحاقدة ذلك أن فقهنا الاسلامي ومن بعده فكرنا
الاسلامي لم يعرف مثل هذه الفكرة ولم يتصورها بل إنه على العكس
من ذلك يعرف أن قرآنه يحرم تجزئة الكتاب ويعتبر ذلك كفرا
وفتنة وجاهلية .
ويعرف أن الوظيفة الأولى لهذا القرآن أن يحكم لا أن يوضع
على الأرفف والمناضد أن تحشى به الجيوب والتمائم أو تتغنى به
وتتسلى بعض العمائم .
” اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ( 1 ) ” .
” كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن
ربهم ( 2 ) ” .
” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ( 3 ) ” .
” فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من
الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ( 4 ) ” .
” وأن احكم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن
يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ( 5 ) ” .
” أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم
يوقنون ( 6 ) ” .
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( 7 ) ” .
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ( 8 ) ” .
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ( 9 ) ” .
فالاسلام دين يحكم كل شئ
” ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ( 10 ) ” .
والدولة فيه قسم لا قسيم
فكما ينظم شؤون الفرد وينظم شؤون الأسرة ينظم شؤون الدولة
وينظم شؤون المجتمع الدولي ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ( 1 ) . ”
” وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( 2 ) ” .
ذلك فقه الاسلام
وفكرة الدولة جزء من الدين قسم له لا قسيم .
تاريخ الاسلام لم يعرف هذه التفرقة :
وليس في أحداثه ما يبررها
فلئن عرفها الغرب كرد فعل لاضطهاد الكنيسة لهم والعلماء
وافتئاتها على عقائد الناس وعقولهم حتى سولت لنفسها أن تصدر
صكوك الغفران وقرارات الحرمان عن هوى وتحكم إذا كان ذلك فإن
شرقنا الاسلامي لم يعرف اضطهاد العلم والعلماء بل حفظ لهم
الاسلام وحفظت لهم أمته أكرم مكانة وأعز دولة وكيف لا ؟
وهم ورثة محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على دينه وشرعه وميراثه ؟
ومن ثم فلم يكن هناك محل لا من الناحية الفكرية ولا من
الناحية التاريخية لبث فكرة فصل الدين عن الدولة .
لكن الأمر كان يدبر بليل
واعتنق حزب الاتحاد والترقي في تركيا الفكرة وعمل على ترويجها .
ثم عمل عن طريق ضباطه على عزل عبد الحميد ذلك الخليفة الذي
رفض أن يعطي فلسطين وطنا قوميا لليهود وبصق في وجه زعيمهم قرصو .
وصارت الحكومة المدنية في أنقرة هي التي تحكم والخليفة
في الآستانة بغير سلطان تطبيقا لفصل الدين عن الدولة
ثانيا – نشر القومية في مواجهة الخلافة :
كانت اليد الخفية التي تعمل على تقويض الخلافة ببث فكرة
فصل الدين عن الدولة تعمل من ناحية أخرى عن طريق القومية .
2019-04-06