الرئيسية / الاسلام والحياة / كشف التحريفات (61): تحريف رواية تبيّن كتمان بعض الصحابة حديث الغدير وما جرى عليهم بعد ذلك

كشف التحريفات (61): تحريف رواية تبيّن كتمان بعض الصحابة حديث الغدير وما جرى عليهم بعد ذلك

كشف التحريفات (61): تحريف رواية تبيّن كتمان بعض الصحابة حديث الغدير وما جرى عليهم بعد ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن الأثير الجزري (ت: 630 هـ) في كتابه (أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج3، ص487، رقم الترجمة 3388، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت) في ترجمة الصحابي عبد الرحمن بن مدلج: (أورده ابن عقدة، وروى بإسناده، عن أبي غيلان سعد بن أبي طالب، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، ويزيد بن يثيع وسعد بن وهب، وهانئ بن هانئ، قال أبو إسحاق: وحدثني من لا أحصي أن علياً نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»، فقام نفر شهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا، وأصابتهم آفة، منهم: يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن بن مدلج. أخرجه أبو موسى).
وهذا الخبر نقله ابن الأثير عن شيخه الحافظ أبي موسى المديني الأصفهاني الذي نقل الخبر عن الحافظ ابن عقدة الكوفيّ، وفيه أنّ بعض الصحابة قد كتموا شهادة الحقّ بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، ..إلخ»، فأصابهم بعد الكتمان ما أصابهم من العمى والآفة جزاءً بما قاموا به.
وقد نقل الحافظُ الذهبي (ت: 748 هـ) هذا الخبر عن ابن عقدة في كتابه (طرق حديث من كنت مولاه)، فقال: (ابن عقدة، بنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود الكندي، بنا جعفر بن محمد بن يحيى، حدثني موسى بن النضر الجعفي، حدثني أبو غيلان سعد بن طالب، بنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، وهانئ بن هانئ ومن لا أحصي أن علياً نشد الناس عند الرحبة من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟» فقام نفر – فقال بعضهم: ستة وقال بعضهم: ثلاثة – فشهدوا بذلك، وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا أو أصابتهم آفة، منهم يزيد بن وديعة وعبد الرحمن بن مدلج)، [انظر: طرق حديث من كنت مولاه، ص30-31، رقم الحديث 24] وسيأتي توثيقه من المخطوط المحفوظ في المكتبة المركزية لجامعة طهران، وهي النسخة الوحيدة على ما يبدو، قال السيد المحقق عبد العزيز الطباطبائي في مقدمة تحقيقه للكتاب: (وأما رسالته هذه «طرق حديث من كنت مولاه» فقد عثرنا على مخطوطة له في المكتبة المركزية لجامعة طهران، كُتبت في القرن الثاني عشر، ضمن المجموعة رقم 1080، من الورقة 211-223 ب، ذُكرت في فهرسها 3/523، وقد حققته وأعددته للنشر).

ولكنّ الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ) نقل هذا الخبر مصاباً بتغييراتٍ عجيبةٍ غيَّرت معالمه، وهذا نصُّ نقله، قالَ في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة، ج6، ص564، رقم الترجمة 5220، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر):

(عبد الرحمن بن مدلج: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب «الموالاة»، وأخرج من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي، حدثني سعد بن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي أنّ عليّا نشد الناس في الرحبة: من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقام نفر منهم عبد الرحمن بن مدلج، فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وأخرجه ابن شاهين، عن ابن عقدة. واستدركه أبو موسى).

وهنا يبدو التغيير جلياً، إذ جُعِلَ عبد الرحمن بن مدلج من الشهود، في حين أنه من كاتمي الشهادة، كما حُذِفَ اسم يزيد بن وديعة من الرواية، ولم يُذكر فيها أنّ هناك كاتمين أصابتهم الآفة والعمى.

 

الرواية في (أسد الغابة في معرفة الصحابة) قبل التحريف

الرواية في (طرق حديث من كنت مولاه) قبل التحريف

 

الرواية في (الإصابة في تمييز الصحابة) بعد التحريف

 

2222444

 

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...