قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين
25 فبراير,2020
صوتي ومرئي متنوع, قصص وعبر
1,265 زيارة
هذا هو الذهب الحقيقي
نقل لي استاذي سماحة العلامة السيد الحاج أحمد المددي نقلا عن المرحوم آية الله الحاج أحمد الزنجاني الشيبري أنه قال كنت مع واحد من كبار العلماء في حرم الإمام الرضا (ع) فرأينا العالم الرباني الشيخ حسن علي الأصفهاني المعروف ( نخودكي) نسبة إلى قريته القريبة من مشهد المقدسة والذي عرف ببعض العلوم الغريبة مثل تحويل النحاس إلى الذهب بعملية كيماوية (لا تخلو من أدعية خاصة )
فطلبنا من الشيخ أن يوافق على تعليمنا هذا العلم
فقال :أنا الآن منصرف إلى الزيارة اذهبا إلى الصحن سآتيكما ونتحدث في الموضوع
ذهبنا وانتظرناه حتى أتى
فقال لصاحبي حيث كان أكثر مني إصرارا : إذا علمتك وأخذت تصنع الذهب ماذا ستفعل به بعدئذ؟
أجاب صاحبي: أصرفها في إنجاز مشاريع تخدم الإسلام
فقال الشيخ: أواثق من نفسك بأن الثروة لا تغير نواياك هذه ؟
أجاب صاحبي بصراحة : أنا لست واثقا مائة في المائة
قال الشيخ :إذن اعذرني ,فإني لا أساهم فيما قد يؤدي إلى محاسبتي عند الله غدا
ولكن أعلمكما آية تقرءانها بعد كل فريضة ثلاث مرات إن التزمتا بها فسوف لا يقربكما طول الفقر وتلك هي قول الله تعالى :
«ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا»
يقول السيدالزنجاني : ولقد جربنا كلام الشيخ الأصفهاني والتزمنا بقراءة هذه الآية كما أمر فلم نبتل بالفقر في حياتنا قط
أقول هل تريد أن تعلم العالم الآخر الذي انطلق في موقفه الصريح من الآية القائلة :
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )
إنه الرجل الذي أثبت أن الدنيا ما غرته وقد ملك إيران بأسرها وملك قلوبا كان أصحابها رهن إشارته ولكنه عاش مستأجرا ومات من غير حاجة فتسابق أكثر من عشرة ملايين باكيا وباكية في طهران لتشييع جنازته ولم يسبق لهذا الرقم مثيل في تشييع جنائز العظماء في التاريخ
وكان هذاالرجل ــ كما شاهدته بنفسي في النجف الأشرف وقبلت أنامله ــ يتنقل في سيارة أجرة وبينما قدم له الكثير من الأثرياء المؤمنين اخر طراز السيارات ليركبها فأبى زاهدا
إنه الإمام الخميني ( رضوان الله عليه) وكذلك يكون المالكون لأنفسهم والمانعون لها أن تقودهم إلى حيث الدنيا.
2020-02-25