الرئيسية / من / الشعر والادب / ابيات مفعمة بالولاء لاهل البيت (عليهم السلام )- مدين الموسوي

ابيات مفعمة بالولاء لاهل البيت (عليهم السلام )- مدين الموسوي

نافلة الولاء

ايها الصارخون حد الصمت ..

من ذا الذي يقرضني قطرة حبر …

امزجها ببحور الشعر لتسكبها على كل ضفة من ضفاف الولاء؟

مـن ذا الـذي يمهلني لحظة ..

لاجمع كل الكلمات والحروف والاصداء, ثم ارشها على قطرة عرق تتحدر من جبين الشمس على موكب الطائفين بقبر الحسين ؟

من ذا الذي يمنحني دقيقة صمت احشد فيها كل قرون العذاب حول مئذنة الكوفة , لتردد اصداء علي وهو يؤذن لصلاة الفجر؟

من ذا الذي يقرض اللّه قرضا حسنا.. فيفسح لي ان اجوز الى اكمام الرماح وضفاف النصال , في محظورة الرفض التابعة لجعفر بن محمد؟

امهلوني قليلا.. ساحشد كل الليالي الحمراء ورائي , واجر الاقمار المذبوحة بحبل مشنقتي , لارجم فلول الشياطين المموهة بالطلاء, والمعقوفة على صلبان السلام واوراق الزيتون .

ساسكب كل بحور الشعر على ارتال المقاصل وهي تومى للمزيد من المتهمين بال محمد. ساقول بمل ء ما انطوت عليه المسافات الشاحبة قهرا وحرمانا: انني انا الشعر الذي اقول , وانني انا الحزن الذي تفح بي شرايين كربلاء. دعوا خشبتي على كتفي .

لاتوقظوا كل صوتي .. دعوا بعض هذا الذي لم يزل نائما. اتريدون ايها المرابطون على حافات التاريخ ان تنشدوا معي ؟ اذن ابعدوا عني الشمس قليلا, لاكشف وجه العذاب . انـا كل هذا الشعر ..

وبعضي يتمم بعضي , وكل الذي نضحت به وريقات الاس عند طلوع الفجر ..

كان انا, لانني الملم منذ بدا التاريخ نثار الصورة التي التقطتها السماء لعلي وهو يسبغ الوضوء, واجمع كل الاشلاء المنهوبة لانحت منها تمثالا لضلوع الحسين , واوقظ نافورات الدمع لتغسل وجوه السبايا في كل ارض كربلاء. انني اغرس ارض الشعر زغردة للقادم البعيد..

ثم اصيخ السمع .. ليمتلى جوفي من تمتمات جعفر بن محمد: ((من قال فينا بيتا من الشعر بنى اللّه له بيتا في الجنة )).

فتنهمر الاصداء من الاعماق المغمورة بالحب الازلي . لهم الشعر ..

ولي الحب والولاء. والحب هو الجنة ..

والجنة هي الولاء. لهم الشعر .. والجنة .. والولاء. مدين الموسوي/ 8 رجب 1414 هـ

بسمه تعالى

سارية الامة القادمة

حملتك في يوم الفداء لواءا —– ايد تفيض مع الدماء ولاءا
راحت تخوض بك الزمان جلالة —– فتثير في جسد الحياة بقاءا
تلك التي رويت اول بذرة —– منها وكان ندى جبينك ماءا
وسقيتها في ساعة الظما التي —– تركت اكف الهاطلات ظماءا
وحيا وكان على يديك رواؤها —– حتى غدت تهب الحياة رواءا
الهمتها وحي الجهاد فاتخمت —– يوم النزال عزيمة ومضاءا
تخبو المنايا في مواكب عزها —– لتظل في صوت الضلال رثاءا
تندي بصيحتك الزمان فينثني —– خضلا يحرك راحتيه عطاءا
وعلى يديها من هداك مشاعل —– اضحت لاكتاف المتيه رداءا
عادت توشم بالدماء شموسها —– ومن الضحايا تصنع الافياءا
تعطي الدماء لاجل دينك فدية —– لتكون كاس الظالمين دماءا
يا باعث النور البهيج بامة —– عاشت على وهج السنا ظلماءا
من بعد ما دب الضلال واصبحت —– قيم العدالة بينهم فحشاءا
وتطاولت كف القوي لترتوي —– بدم الضعيف مدامة صهباءا
وتناثرت تحت التراب مكارم —– وادا لتدفن بالتراب حياءا
والبغي عاث فلم يعد شبر بها —– الا وضج مفاسدا وبغاءا
وتجمعت ظلم الجهالة حوله —– تخفي السنا وتلملم الاجواءا
تلك الرؤوس تطاولت عن ربها —– وغدت تجل حجارة صماءا
عاشوا نياما لايرون باعين —– نسجت لها كف الضلال غشاءا
جعلوا اصابعهم على آذانهم —– حتى تعود مداخلا عمياءا
وصغوا الى وحي النفوس يقودهم —– نحو الهوى ويشلهم اعياءا
حتى اذا الفوا الظلام وادمنت —– ابصارهم وجه المتيه لقاءا
اشرقت في مهد النبوة منقذا —– تجلو الظلام وتنثر الاضواءا
وطلعت تعصف بالضلالة ماحقا —– فتهيج تحت يد الهدى صفراءا
وجلوت من تلك الرعاة قلوبهم —– وبها حملت رسالة عصماءا
من هذه الانقاض قمت بدعوة —– وبعثتهم من موتهم احياءا
وبنيت من تلك الرمال حضارة —– لم تدنها كف الخيال بناءا
قربت هذي الارض من وجه السما —– حتى صنعت من التراب سماءا
حلمت بك الدنيا فكنت محمدا —– وغدت تضمك رحمة ورجاءا
اكبرت يومك فرحة وعطاءا —– وبكيت نهجك محنة وعناءا
وحملت من ذكراك الف ندية —– تهب الوجود مسرة ورخاءا
ياصاحب الصوت الذي امنت به —– كل القلوب واصبحت اصداءا
اني تصفحت الرسالة ناثرا —– فوق السنين حروفها الخرساءا
فوجدت جرحك لايزال مخضبا —– يهب الجراح كرامة حمراءا
من يوم ان واجهت قومك ناصحا —– ونشرت فيهم مصحفا ولواءا
رفعوا عليك سيوفهم وتضافرت —– كل الاكف تحديا وعداءا
فدعوتهم للسلم حين تنافخوا —– تهب القلوب محبة واخاءا
ودعوتهم للحب وهو رسالة —– من فيضها يرد الكرام سخاءا
لوكان صوتك بالجبال لهدمت —– قلل بها وتناثرت اشلاءا
او كان وحيك بالبحار لهاجها —– وحي السماء واصبحت بيداءا
لكنهم شهروا السيوف ضلالة —– ليقاتلوك مخافة وجزاءا
فعرجت تقطع بالسيوف سيوفهم —– كيما تطهر بالدماء دماءا
وقصدت اقصى الظالمين بعقره —– حتى قطعت له يدا حمقاءا
لتقول ان الحرب سلم خبات —– تحت السيوف ظلالها الخضراءا
واليوم اذ رفعت لواك فوراس —– لتعيد شوطك عزة وفداءا
عادت قريش وعاد في افنائها —– صنم الحطيم يدنس الاسماءا
وله على كل الجباه ضرائب —– لما يفيض على العطاش سقاءا
وتالبت كل العروش لصدها —– حتى تزيل رسالة سمحاءا
لكنها تابى الخضوع وان سقت —– بدمائها وجه التراب نقاءا
ستظل تحمل للرسالة سيفها —– لتضمها كل الجراح دواءا
وتعيد صوتك هاديا ومحذرا —– كل الطغاة وان غدت صماءا
ان تافل الدنيا فسيفك فجرها —– ليطل فوق ربوعها وضاءا
وتعود باسمك للعدالة صيحة —– يحنى لها راس الزمان حياءا

(( صوتي … واسماع الزمان ))

((1)) اطل وجهك قبل الفجر وضاحا —– وراح ينثر وجه الكون اصلاحا
رؤاك جل الذي اعطاك عزته —– تزيد من همسات الفجر افصاحا
زهت فاينع منها الجدب وانبعثت —– منابت الورد تهدي الارض قداحا
رسمت خارطة الدنيا ورحت بها —– تجوب تنثر روحا منك فواحا
قلبت احزانها شوقا يؤرقها —– وقبلهاملئت رعبا واشباحا
ابحرت في افقها نجما فكنت لها —– شراعها ساعة الجلى وملا حا
وما نزلت على شاطي الهدى قمرا —– الا واسرجت من انوارك الساحا
فانت في صادق الرؤيا محمدها —– ملات بالحب اجسادا وارواحا
يا هابطا من اعالي الغيب هل خطفت —– برقا يداك على عرش العلى لاحا
فرحت تمسح وجه الليل عن زمن —– هوى مع الظلمات السود وانباحا
للّه ماكان يخفي رحم آمنة —– من عاصف غمر الدنيا ليجتاحا
وكيف اشرق من ليل الحجاز سنا —– وصار في عتمات الدهر مصباحا
سالت مكة كيف انجاب حالكها —– وكيف هل عليها الفجر بواحا
كيف استحال بداة الغزو سادتها —– وكيف صاروا على التاريخ اقحاحا
وكيف من وادوا الانثى غدوا قمما —– تطاول الافق اقمارا واقزاحا
وكيف من جل في انظارها هبل —– غدت تمد الى وجه السما راحا
وجدت صوتك صحاها وايقظها —– فهب منها قويم الفكر جماحا
لانت اسوتها ان ضاق في يدها —– قيد الزمان وصارت للردى ساحا
وانت رحمتها ان تغزها نوب —– تزيل عن جفنها سهدا واتراحا
اتيت ترفعها للّه شاهدة —– تشق بحرا من الاهواء طفاحا
ورحت تنقذها من كل هابطة —– هوت بها او لها درب الهوى راحا
رفعتها من حضيض كان يطمرها —– حتى بنيت لها في النجم اصراحا
وقدتها نحو وجه اللّه يدفعها —– اليه عشق اذا داعي الفدى صاحا
يا ناثرا في الرمال السمر سنبله —– وساقيا بالدماء الطهر الواحا
قصدت يومك استجديه من وله —– شيئامن الرحب يعطي الضيق افساحا
وكنت اكرم من يعطي بلامنن —– اسخى من الغيث عند الشح مناحا
وقد تراكم في دنياي من وجعي —– ما يثقل الجسد الواهي اذا اجتاحا
انا المعنى انا المقتول من زمن —– اريك جـرحا نـدي القيح سياحا
ماخلفته اكف كنت احذرها —– ولا خشيت شبا للدم سفاحـا
ولااشتكيت يدا نكراء شامتة —– مدت اليه ولا ارتاب جراحا
لكن من زعم الاشفاء خلفه —– زورا تقدم يوم الجد طواحا
كانما هي اصوات مزخرفة —– تلك التي زرعت للموت ارماحا
كانما هي اصباغ قد اصطبغت —– دما من الشهداء الطهر نضاحا
فعاد يحملها من كان في زمن —– لم يدر عاد خيال الحق ام راحا
نعماك ان سيوفا كنت تصنعها —– وتنتضيها ليوم المجد مفتاحا
غدت من الخدر الغافي باعينها —– سكرى تعب من الاوهام اقداحا
وتستفيق لتغفو بعد صحوتها —– وتحسب المدلهم الليل اصباحا
من اين ابدا والاوراق شاحبة —– تخاف من لفتات الامس ايضاحا
مابين صوتي واسماع الزمان صدى —– يذيب حنجرتي الثكلى اذا باحا
اواه بين ضلوعي الف صارخة —– ضجت تفجر منها الغيظ ملحاحا
واريتها رغم انف الصبر فانفجرت —– حمراء تحمل للتاريخ افصاحا
وقد راتك على صيحاتها حكما —– لها تعيد الذي من حقها طاحا
ايام كنا وكان المجد يلثم من —– اقدامنا الخطو انى مال وانزاحا
نخال اقدارنا تاتي طواعية —– الى يدينا تدر الضرع نضاحا
وان اي فم ماحل من شفة —– الا يكيل الينا الفضل مداحا
حيث المواكب والاعلام مشرعة —– تطوف حاملة وعدا وانجاحا
وحيث كانت رؤوس غثها اءنف —– تابى من الشمس اءن تغدو لها ساحا
تظن ان الذي ما قدرته يد —– الا يداها سيزهي الافق افراحا
وحين طال مخاض كان ايسره —– ان نشهد الافق بالميلاد لماحا
وانجاب عنا ضباب الفجر وانبلجت —– انواره وغزانا الصبح مفضاحا
خنثى ولدناه لا انثـى ولا ذكرا —– فـظ المـلامح ثـر الدمـع نواحا
اعوذ بالشهداء الالف من صلف —– ان كنت في كلمات السـر بواحا
اني يفجرني جرحي فانثر من —– قلبي شظاياه سرا بات صياحا
اني لياكلني حزني على قمم —– هوت لتغدو لقعر الذل ضحضاحا
اني يمزقني ثار, يذوب بلا —– يد تثور ولاسيف له لاحا
نغفو على خدر الاوهام من ملل —– ونـغمض الجفن عن ريب ليرتاحا
تدافعت لتقود الركب لملمة —– من الفتات وخاضت بالرؤى الساحا
تصنف الناس حسب الذوق ذاك له —– شان وهذا هوى وارتاب وانزاحا
وذاك اقرب للتقوى وان عصفت —– به الغمار وذا ما كان سباحا
حتى غدونا هشيما راح ينثره —– عصف يوزع في الافاق ارياحا
(لا يصلح القوم فوضى . لاسراة لهم —– ولاسراة اذا) ركب الهوى ساحا

11 ـ 1985 لبنان

وقفت وفي حلقي شجا

وقفت على قبر النبي واعيني —– تقارب ان تاتي عليها دموعها
وارخيت اجفاني لتسكب عبرة —– تفجر من ارض العراق نقيعها
بكيت بها حزنا لال محمد —– وقد راعني في كل ارض مضيعها
لماذا عفت منهم قبور وغيرهم —– تلالا نورا بالنعيم شموعها
لماذا خبت منهم شموس وغيبت —– بدور مع القرآن كان طلوعها
وقفت وفي حلقي شجا يستفزني —– وقد هد من تلك العماد رفيعها
اسائلها الزهراء كيف تروعت —– عشية خلف الباب رضت ضلوعها
اسائل عن نار ببابك لم تزل —– تحرق اكبادا تضرى صديعها
اسائل عن ارض وقد ضم تربها —– طهارة اجداث عبيرا تضوعها
فما راعني الا صدى جاوب الصدى —– وقد صم من تلك القلوب سميعها
هي الان قاع صفصف غير انها —– تحشد املاك السماء ربوعها
سلاما ابا الزهراء ان عصابة —– تتالت على ايذاك ساء صنيعها
وان يدا اعفت قبورا بطيبة —– وباسمك بعد اللّه زال خنوعها
لها من اكف سالفات وراثة —– غداة احاطت بالحسين جموعها
وان اكفا اضرمت باب حيدر —– بنار وللزهراء راحت تروعها
هي الان تمري الضرع سما تدوفه —– فتقطر من حقد علينا ضروعها
تبادلنا كاسا بكاس نقيعة —– فنسكرها حبا ويطغى نقيعها
لقد رويت منا دماء ولم يزل —– يطارد اشلاء الملايين جوعها
وقد قطعت منا رؤوسا كريمة —– وقد اضرمت نارا ترامى وسيعها
فمنا بكوفان ابيحت حرائر —– وبغداد ما زالت تسيل صدوعها
وفي كربلا حيث الزمان تفصمت —– عراه وقد جلى السماء صريعها
وفي ارض فخ لا تزال جماجم —– معلقة مالت عليها جذوعها
وقد حسبت انـا اذا السيف حكمت —– قواعده فينا يطول قطوعها
وقد حسبت انـا اذا غاب بعضنا —– واخلى لها دربا يسود جميعها
وما علمت انـا بقية صرخة —– تردد في صم الزمان رجيعها
وانـا غراس ثابتات باصلها —– وقد ناطحت هام السماء فروعها
عزاء ابا الزهراء لست معزيا —– سواك بمن يوم الحساب شفيعها
بامة ظلم اجمعت فيك رايها —– وعنك تخلى جلفها ومطيعها
وطال بوجه اللّه عمدا وقوفها —– وفي حضرة الشيطان دام ركوعها
غداة ازاحت عن علاها عليها —– ورفع من جهل عليها وضيعها
وراحت تكافيك الصنيع فتارة —– بنار واخرى سمها ونقيعها
وفي كربلا لم تبق منك بقية —– ليفنى عليها شيخها ورضيعها
واخرى وقد لاحت لالك قبة —– يلامس ابراج السماء سطوعها
عفتها لتعفو نورها وسموها —– وقد خاب الا ان تطول صنيعها
عزاء ابا الزهراء في كل بقعة —– تساوى عليها طفها وبقيعها

المدينة المنورة/ ذوالقعــدة 1413 هـ

موكب النور

((2))

هاك قلبي بعد القطيعة عهدا —– واتخذه لنصل حبك غمدا
وافترش اضلعي لروحك ماوى —– ان في اضلعي لوجدك مهدا
بدمي خضت تستبيح كياني —– فدمي قد غدا لنهجك وردا
انت علمته ولاك فاضحى —– يملا العمر من رحابك رشدا
يا امير الندى وحسبك مجدا —– ان يكون الندى لكفك مجدا
انت الهمتني هواك فراحت —– اعيني من هدى مسارك تندى
كلما زادني هداك اقترابا —– زادني عن يد الصغائر بعدا
يا سمي الاله حسبك مجدا —– ان يكون العلى اليك مجدا
انت مولى لكل قلب ابي —– صاغ اوراده لنهجك عقدا
وانا عدت من رحابك اجلو —– عن عيون الدجى لنورك بردا
احمل الجمر في هواك نعيما —– وارى الذم في ولائك حمدا
اي عيد بك استهل وجدا —– كنت اعطيته على الدهر خلدا
حينما بلغ الرسول وافشى —– سر ماشاءت السماء وابدى
قال هذا ابو الحسين وصي —– يكمل الشوط والمسار المفدى
وهو مولى للمؤمنين وكهف —– وامام له الصحائف تهدى
وهو عندي كما لهارون موسى —– حامل حجتي ليحفظ عهدا
فاستجاشت نفوس قوم وهاجت —– نار حقد بها تبيت ردا
وسعت السن تبايع جهرا —– وهي تغلي من الكراهة حقدا
ولك امتدت الاكف بوعد —– اضمرت سرها لتخلف وعدا
بداوها من السقيفة حربا —– تتوارى بها الضغائن حشدا
ثم قادوك بالحمائل عدوا —– نحو نار غدت سلاما وبردا
واستراحت لهم اكف لئام —– عرسها ان ترى بكفك قيدا
لعبة الدهر اذ تقودك كف —– انت اطلقتها من القيد عمدا
ويد تستبي يديك وقبلا —– تحتمي منهما لتسلم جلدا
يوم قادوك بالحمائل فردا —– ليتهم ادركوا ستخلد فردا
ليتهم ادركوا بصمتك سرا —– انه في غد سيصبح رعدا
رب صمت يكون فيه صراخ —– يملا الدهر ان تغافل رشدا
ولقد كنت كالجبال وكانوا —– كسحاء سعوا لسفحك صعدا
دفنوا مجدهم وعدت عليا —– تتعالى مع الكواكب مجدا
يا ابا ذي الفقار حسبك سيفا —– حده يحصد الاسنة حصدا
كم قميص ملطخ بدماء —– كذب اخرجوا لنهجك سدا
وادعى سيفهم يطالب ثارا —– لقتيل مضى وعاد يفدى
وسعت تحمل السلاح نساء —– كنت افريت من حشاهن كبدا
وجباه من السجود غلاظ —– رفعت راية لتحشد جندا
واستشاطت من الشام قلوب —– كاسها علقم وقد كان شهدا
كلها اجمعت عليك ولكن —– جعلتها يد المنافع فردا
لالشي ء سوى العداء لحق —– فاض اخذا على يديك وردا
طالق عندك الحياة اذا ما —– صغت فيها من العدالة عقدا
فمضى سيفك الهصور يلاقي —– كل من صار للرسالة ندا
فلديك القوي قزم صغير —– حينما يحمل المطامع قصدا
ولديك الضعيف ركن متين —– عندما ينهل الرسالة وردا
لم تبت متخما وحولك غرثى —– تتلوى وليست تحصل قدا
عجب العدل كيف تملا كف —– راحتيه بما يحاول جهدا
ان يرى نصف ما يريد مجابا —– ويرى بعض مايراد مردا
كذب الدهر لن يكرر كفا —– هي امضى من القواطع حدا
يا ابا ذي الفقار عندي عتاب —– حز في اضلعي واصبح بنـدا
ان سيفا لديك جز رقابا —– سمنت من دم الضعيف واردى
كل داع يرى من الظلم لهوا —– واشتهاء لدى الغرائز رفدا
انت يا من اجبت صوتا لطفل —– ارعبته يد لوغد تعدى
وتحاملت حين يسلب قرط —– لفتاة وان تعفر خدا
يستبيح الانبار وغد فتضرى —– حسرة مرة وتفتل زندا
وترى الموت من حياتك خيرا —– حينما تستبى الحريم وتبدى
هل سمعت الصراخ حولك يدمي —– من صداه القلوب حين تصدى
هل بصرت القلوب تطحن جرحا —– نز من اضلع الصدور وندى
هل رايت العيون تملا دمعا —– يشتكي خفية ويامل ردا
هل عرفت السجون حولك ملاى —– باكف كانت لنهجك جندا
هل نظرت النساء وهي عرايا —– تتمنى لويصبح السجن لحدا
هل سمعت الايتام عندك ضجت —– حرقة ترتجي لسيفك حدا
الف قرط هوى بكف لئيم —– صار في غابة الجريمة قردا
الف طفل لديك يصرخ ظلما —– وله صارت المجاهل مهدا
يا ابا ذي الفقار اينك عنها —– وهي ترنو لحد سيفك وعدا
كيف تغفو جفون سيفك صبرا —– وهي قد اتعبت عداتك سهدا
مزق القبر واخترقه فانا —– كل كف لنا لكفك تفدى

9 / 1984 دمشق

امير بيوت الوحي

((3))

افض في يدي من كل قافية بحرا —– لعل بحور الشعر تلهمني شعرا
ورد الى عيني رؤاها فانها —– بحبك لازالت مغيبة سكرى
وفك يدي من اسرها فيك ساعة —– فمارغبت الا على يدك الاسرا
ولم تر اندى منك للحب منبتا —– ولم تلق وجدا من ضرامته اضرى
لانك مل ء الروح تهتز كالرؤى —– اذا جنحت يوما تعود بها دهرا
سددت علي القول لا انت مانع —– وحاشا يديك البحر ان تمنع القطرا
ولكن ارى للحب سلطان كافر —– اذا آمنت روح يطيش بها كفرا
فهات الرؤى محرورة الطيف تنحني —– على نبعك المعهود يلهمها سحرا
لارسم وجدي فيك عذرا مجملا —– وآخر همي فيك ان ابلغ العذرا
((امير بيوت الوحي )) لست مغاليا —– ولا ناطقا زهوا ولاقائلا هجرا
اغالب فيك الوجد ليلا منورا —– وصبحا مندى اعشب الجدب والقفرا
لاني وجدت اللّه فيك فشدني —– لطلعته غيب وكشف لي سترا
فما بين روح ايقظت في رفيفها —– هواك وقلب اذهل الروح والفكرا
وقفت اءجيل الفكر حولك معجزا —– وسحرا تداعى فيك كي يبطل السحرا
فلوح لي في كل افق غمرته —– بنورك اعجاز وغيب لي غمرا
واسرح في معناك فيضا مطهرا —– وابحر في المعنى فياخذني المجرى
واقرا في دنياك سفرا كتبته —– بحد حسام صار في حده سفرا
وقاربت فيك الخلد اكشف سره —– فنازعني في كل مكتومة سرا
توحدت في ذات الرسول فكنتها —– لتملا من صدر الرسول بك الصدرا
وكنت كمثل الظل ترعاه يافعا —– وتحرسه شبلا وتحمي له قدرا
الى ان دعا داعي الخطوب وكبرت —– ماذنه واغتاظ شانئه كبرا
حملت بكف ذو الفقار مجليا —– به كربا محمومة الملتقى نكرا
وفي يدك الاخرى بلاغا ومصحفا —– به شارحا من كل ذي عنت صدرا
ومالت لزنديك القلوب تحوطها —– ذراعاك تفري دونها مهجة حرى
ففي يوم بدر اظلم الكون حولها —– فكان لها ليلا وكنت به بدرا
وفي يوم احد ماجت الارض تحتها —– ودارت رحاها كي تكون لها قطرا
ويوم حنين , والرجال تناهبت —– خطاها رمال البيد واجمة حيرى
وقفت لها طودا تباعد همه —– ويمناه عند الروع تسبقها البشرى
وغائلة الاحزاب فاضت بخندق —– الى اليوم لم تدرك لخندقها القعرا
لقد صوبت فيك السماء سهامها —– وكنت لمرماها كنانتها البكرا
فكنت كتاب اللّه يحكي رسالة —– ينوء بها صمتا, وتنطقها جهرا
لتفخر بالقرآن نهجا وثورة —– ويحملك القرآن في يده فخرا
واءسري في علياك مجدا مخلدا —– الى آخر الدنيا فسبحان من اءسرى
تجلى لنا يوم الغدير رسالة —– مكتمة لم ترو حرفا ولاسطرا
تكالبت الدنيا عليه مغيظة —– تضيق به خوفا وتطعنه غدرا
كما الشمس تعطيها السحائب هالة —– لتنشرها نورا وتمنحها طهرا
تجملت الصحراء تلبس عريها —– وليس من الصحراء انقى اذا تعرى
لتحضر عرس الوحي يحمل صوته —– بلاغ رسول تمم النعمة الكبرى
ومرت بك الايدي تصافيك ودها —– واضلاعها تغلي واعينها عبرى
لانك ما ابقيت عينا ظميئة —– الى عمه الا ورويتها خسرا
والسنة افضت بما تحت طرفها —– ليغدو رماد الغدر في يدها جمرا
فرب يد تسقي من الشهد اكؤسا —– وفي زندها الواري تابطت الشرا
اذا لم تكن كف سرى الوحي حولها —– طوافا كما يسري بكعبته الغرا
احق بامر اللّه تؤتيه حقه —– لتمضي به في كل مانعة امرا
فمن ذا يقيل الركب غير امامة —– مسددة لم تخش مسلكها الوعرا
ومن ذا يرويها قلوبا واكبدا —– اذا لفظت بعد الظما صابها المرا
سوى راحة تقضي مع اللّه ليلها —– وقبل طلوع الفجر تبسطها فجرا
تجاذب فيك الحق اطراف عمره —– فكنت له في كل نازلة عمرا
اطلت بك الاخرى بريقا مطهرا —– تفيض على الدنيا كان لها نذرا
فامسك سيف يرهب الدهر حده —– ويومك حد زاد عن امسه بترا
وما بين يوميك العصيين جنة —– من الخلق الوهاج يغمرها عطرا
تجملت الدنيا تريك نعيمها —– ومرت على عينيك يانعة خضرا
وارخت على كفيك وافر درها —– لتحلبها ضرعا وتركبها ظهرا
فطلقتها لم تدنها منك زينة —– تجملها البيضا وتفتنها الصفرا
وغيرك يهواها قيانا ودلة —– تهز له في كل سانحة خصرا
فبين اكف نازلتك سقيمة —– تدير كؤوس الليل مترعة خمرا
وبين يد تؤوي من الجوع اهله —– لتغمرهم ودا وتوسعهم برا
وعينين عين تحرس اليتم ليلها —– واخرى بقصر الشام غافية سكرا
ارى امة ضاعت وتاهت دروبها —– تضيق بها صحرا وتلفظها صحرا
اليك امير المؤمنين اءفيضه —– ولاء صفا لم يبغ حمدا ولاشكرا
وهبت له عشرا عجافا ولم ازل —– ارى فيه بعض الاجر لم يكمل الاجرا
مزجت به في غربتي الف ليلة —– مخضبة للان لم تطلع الفجرا
ومازلت ادعوها نعيما وجنة —– وفيها مخاض العسر احسبه يسرا
ولاؤك لي عرس يزف مع النهى —– ثريا هوى يزهو بها الليل والمسرى
وان طلبت مهرا ثرياك غاليا —– وكان دمي مهرا فما ارخص المهرا

 

شاهد أيضاً

الرد الإيراني و النجاحات السياسية القطبية – فتحي الذاري

استراتيجية الرد الإيراني ذات أبعاد مترامية الأطراف ونجاحات سياسية قطبية تمثل جزءاً هاماً من السياسة ...