الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 109 أبوزينب الحسناوي – الشهيد فتّاح محسن ‌حسن

109 أبوزينب الحسناوي – الشهيد فتّاح محسن ‌حسن

في قرية آلبوگزار — ناحية الكِفِل التابعة لمحافظة بابل، ولد عام1954م. تربّى في أحضان أسرة مؤمنة، تعلّم منها الكثير، ورشف منها السجايا الحسنة والأخلاق الحميدة.
أڪمل دراسته الابتدائية، ثم انخرط في السلك العسكري وكان برتبة رئيس عرفاء سرية.
تزوج فرزقه الله زينب، وولدا بعد هجرته وكان قد أوصاهم أن يسموه صادق.
دخل الجيش وكان هدفه الدفاع عن وطنه من شرور وأطماع أعداء الأمة الإسلام
ية، اليهود والمستكبرين، لكنه رأى أن هذا الجيش قد زُج في حرب خاسرة، لاناقة له فيها ولاجمل، حرب خُطّط لها في أروقة البيت الأبيض، وشجعتها ودعمتها بعض الدول العربية، ونفّذها النظام الصدامي المقبور، ودفع ضريبتها الشعبان المسلمان الجاران العراقي والإيراني. 
رفض فتاج الحرب، وكان يشجّع الجنود وضباط الصف بترك الجبهة وعدم المشاركة فيها، وحين سنحت له الفرصة ترك الجبهة رغم المخاطر والتجأ إلى الجمهورية الإسلامية بتاريخ21/5/1982م.
التحق بمعسكر المجاهدين بتاريخ17/8/1983م، ضمن أفراد الدورة الرابعة( ) لقوات بدر، وبعد أن انهى دورة عسكرية عقائدية كُلف بواجب على مشارف مدينة البصرة، ثم شارك مع المجاهدين في هور الحويزة للسيطرة على مناطق واسعة منه بما فيها منطقة باب الهوى، أبوصخير، مخفر الترابة، وجميع الممرات المائية في تلك المناطق. ولم يقف المجاهدون الى ذلك الحد بل كان هدفهم السيطرة على كافة مناطق هور الحويزة بما فيها بحيرة أم النعاج لموقعها المهم والجامع للممرات المائية فنفذوا عمليتين: القدس في 23/7/1985م، وعاشوراء في 24/10/1985 فقد سيطر المجاهدون فيهما على أهدافهم بسرعة فائقة، فالعمليتين كانتا نوعية في التخطيط والأداء وسرعة العمل، ففي الأولى تمت السيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج، ، وفي الثانية النصف الآخر منها.
كان الحسناوي في كلتا العمليتين آمرا لأحد فصائل فوج الشهيد الصدر وكان له الدور الفاعل فيهما.
استمر مشاركا في كل العمليات التي خاضها فوج الشهيد الصدر في جنوب العراق وفي كردستان.
في1/9/1986م، نفّذ المجاهدون عملية بطولية على مرتفعات حاج عمران سميت كربلاء الثانية، فكانت بحق ملحمة من ملاحم الجهاد والشهادة، وكان لأبي زينب دور بطولي في تلك المعركة وهو يقود فصيله للسيطرة على هدفه، لكنه جُرح جرحا بليغا في بطنه، ونقل إلى المستشفى.
عاد إلى صفوف المجاهدين ليشترك في تحرير مدينة حلبچة يوم31/3/1988م، حيث سيطر المجاهدون فيها على أهدافهم رغم وعورة الطريق وهطول الامطار الغزيرة، وكان فيها معاونا لآمر إحدى السرايا.
لعب دورا في معركة شاخ شميران 31/5/1988م حيث كان آمرا لإحدى السرايا.
لم يكلْ أبوزينب لطول المدة، ولم يتراجع لوعورة الطريق وصعوبته، لكنه اشتاق إلى إخوته الذين سبقوه إلى رضوان الله، اشتاق إلى أبي طارق البصري وأبي ياسين البصري، إلى أبي ظاهر العبادي وأبي حسن العلي، إلى أبي صباح المخابر وجعفر الجعفري، و…
أُعلن وقف إطلاق النار، والحرب أوشكت أن تضع أوزارها، ولكن الاستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا أم الفساد والإرهاب، والتي دخلت الحرب إلى جانب صنيعتها صدام ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، قد جمعت كل أراذلها وأذنابها من شذّاذ الأرض، وجهّزتهم لدخول إيران لإسقاط نظامها الإسلامي، وبدعم من دول الجوار وبتنفيذ من صدام المقبور، ولكن شاء الله أن يذلهم ويخزيهم، لقد جاءت بهم مناياهم وساقتهم أحلامهم وأماني أسيادهم للقضاء على الدولة الإسلامية، فكانت سرايا فوج الشهيد الصدر وأفواج بدر الأخرى لهم بالمرصاد، إذ أذاقوا أعداء الله الموت الأحمر، وهزِموهم شر هزيمة، ففروا تاركين أشلاء قتلاهم، وبقايا آلياتهم المحترقة،
في تلك العمليات أبلى ابوزينب والثلة المؤمنة المجاهدة من إخوانه بلاء حسنا، حتى سقط شهيدا مضرجا بدمه الطاهر يوم27/7/1988م، بعد إصابته برصاصة، فعرجت روحه إلى أعلى عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
من وصيته إلى زوجته (زوجتي العزيزة أم صادق، اعلمي أن الحياة في هذا العالم ليست إلا اختبارا وامتحانا، ولن ينجح في هذا الامتحان إلا من كان هدفه رضا الله سبحانه وتعالى، وإني إنْ كنت عازما على كسب الفضائل، كان لابد لي من سلوك الطريق الذي اخترته لحياتي الأبدية، وهو طريق الشهادة، وأستقبله بصدر رحب. إنّ من يختار هذا الطريق لايبالي بالدنيا وزخارفها، فكل متاع الدنيا لايساوي لحظة من سعادة الآخرة).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا
1

الشهيد أبوزينب على اليمين وعلى يمينه الشهيد أبوعمار العلي