(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون) كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله . (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض) بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله: (أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها)
العدد 021
طبقات البدن العشر، العظام، الأعصاب:
ثم إن الجسم البشري يتألف من عشر طبقات: الأولى الرأس، الثانية الرقبة، الثالثة الصدر، الرابعة الجوف (وهو محل القلب والكبد)، الخامسة البطن، السادسة المقعد، السابعة الوركان، الثامنة الفخذان، التاسعة الساقان،
والعاشرة الرجلان. هذا البدن هو كالبناء يتألّف من عدة طبقات ركبت فوق بعضها البعض بواسطة المفاصل. أنظروا إلى رسغ الرّجل قد إتصل بالساق بواسطة مفصل راحة القدم، إلى الفخذ والمقعد كيف ربط بينهما مفصل.
إن عرض هذ البناء العجيب المؤلف من عشر طبقات قد جعل فوق 248 عموداً. هل نظرتم إلى عمود الخيمة كيف يحافظ عليها قائمة. إن في بناء الجسد248 عموداً لو فقد واحد منها لإعتبر البناء ناقصاً،
تماماً كالعمارة التي تبنى إذا فقدت منها دعامة واحدة إعتبرت ناقصة، كذلك الأمر في البدن إذا نقص منه واحد من الـ (248) عظماً، إعتبر ناقصاً.
وكما أنّ الأربطة والحبال في الخيمة ضرورية لترابطها وإستقرارها، كذلك الأمر في هذا البناء العجيب فقد جعل فيه الله جل وعلا(750) رباطاً لا أدق ولا أرق وهي عبارة عن الأعصاب. ومن ناحية اخرى فإن الترابط والإرتباط بين هذه الأعصاب ولا أعجب منه.
فذلك العصب الموجود في راحة القدم يرتبط بالدماغ الموجود في الرأس. فلو أنّ شوكة غرزت في راحة قدمك، فكيف تشعر بها على الفور؟ بسبب إرتباط الأعصاب بالدماغ الذي مقره الرأس والذي هو مركز الإدراكات.
إنّ ما تلاحظونه من تخرر الأعصاب عقب حقنها بالإبر يعني أنّ الإرتباط بينها وبين الدماغ قد قطع مؤقتاً.
حتى الأسنان فكل واحد من الـ (34) سناً مربوط بالدماغ بواسطة عصب من الأعصاب وهذا العصب الموجود في وسط كلّ واحدٍ من الأسنان هو أدق من الخيط لدرجة أنه لو وضع عدد منها فوق بعضه البعض لما بلغ في سماكته سمك شعرة واحدة.
بواسطة هذا العصب يشعر الإنسان بألم سنه فيقلعه إن كان قد خرب لو تلف العصب لما أدرك فساد سنّه. إن كلّ عمل يقدم به الدّماغ ما هو إلاّ ردّة فعل لواحد من هذه الأعصاب الـ(750) التي هي أدق من الخيط.