الرئيسية / اخبار العلماء / اتمنى ان لا يجرب صبرنا اي طرف لاننا سنفاجئ من يتجرأ على عبور الخطوط الحمراء وكرامتنا فوق كل شيئ

اتمنى ان لا يجرب صبرنا اي طرف لاننا سنفاجئ من يتجرأ على عبور الخطوط الحمراء وكرامتنا فوق كل شيئ

حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من فتح باب التسقيط السياسي لانه اذا فتح لن يستطيع احد ان يغلقه ، متوعدا “بمفاجئة اي معتدي على سمعة اي شخصية من الشخصيات السياسية لتيار شهيد المحراب ، مؤكدا ” حاجة العراق الى تعاون دولي جاد ودعم في كل المجالات لتحقيق الانتصار الناجز في معركته ضد الارهاب”.

ونقل بيان لرئاسة المجلس الاعلى  اليوم عن السيد الحكيم القول خلال كلمة له في الملتقى الثقافي الاسبوعي بمكتبه في بغداد  ان ” العلاقات مع الدول لاتبنى على اساس التمنيات والمعتقدات بل على اساس المشتركات والمصالح المتبادلة، داعيا الى “الاهتمام بانضمام اي دولة الى صف محاربي الارهاب ومجرّمي رموزه وافكاره وداعميه”.

وبين الحكيم ان ” العراقيين يقفون في الجبهة الاولى عالمياً لمحاربة الارهاب منذ سنوات وسوف يستمرون في هذه الحرب رغم اختلافاتهم السياسية ، وان الاختلاف السياسي ليس معياراً لمواقف العراقيين من الحرب على الارهابا لكن الخلافات السياسية والاجتماعية تخلق نقاط ضعف ومنافذ يتسلل منها الارهاب ، وان ذلك لا يعني تبادل الشركاء السياسيين الاتهامات فيما بينهم بدعم الارهاب او التواطئ معه” ، عادا انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب في بغداد “خطوة مهمة في الطريق الصحيح “، واصفا الارهاب بسمة العصر التي تمدد وتنتشر وتنمو مع البيئة الامنية لكل بلد، محذرا من استغلال الارهاب لاي نقطة ضعف او ثغرة امنية ، كما انه ينمو ويبرز عندما تكون البيئة السياسية مشدودة ومتقاطعة لاختباء مروجيه خلف واجهات ويافطات تحمل معاني سياسية او عقائدية معينة، وعلى الجميع ان يكونوا اكبر من اللحظة الوقتية التي يعيشونها ويحاولوا جاهدين لتشذيب اساليبهم الانتخابية ويبتعدوا عن التسقيط السياسي”.

واشار الى ان ” الارهاب يتبع الاستراتيجية الامنية فكلما كانت كاملة وشاملة كلما كان الارهاب محدوداً ومحدداً ومحاصراً وكلما كانت مجزئة ومبتورة وارتجالية كلما كانت الثغرات كبيرة وكان تمدد الارهاب اكبر، وان المساحة الاوسع من العراقيين يقفون ضد الارهاب وان الارهاب لايمثل خطراً على فئة او مذهب او دين او قومية او حزب او فرد بل هو خطر داهم يهدد الجميع ، لكن هناك اختلافات وتباينات حول اولويات الحرب على الارهاب والبعض يجتهد في تلك الاولويات وقد يكون مصيباً او مخطئاً، وتلك التباينات ليست مبرراً ابداً لتحويل الاختلاف الى نظرية “من ليس معي فهو مع داعش” ، منوها الى ان هذه التنظيمات الارهابية ليست معنية بالوطن وتحاول وتجبر من ينتمي اليها على التخلي عن الهوية الوطنية، وان العراقيين يعرفون من هو عدوهم في معركتهم مع الارهاب ويعرفون وسائله لخلق الحاضنات الشعبية له ويفهمون اليافطات السياسية والعقائدية التي يختبئ خلفها الارهاب المكشوف امام العراقيين ، معربا عن اسفه لغياب الاستراتيجية في مواجهته ،محذرا من ” منح الارهاب فرص التمدد بسبب ضعف الاستراتيجية مع ان هناك امكانيات تساعد في التضييق عليه ومحاصرته وتحقيق انتصارات نوعية في المعركة معه وبأقل الخسائر البشرية والمادية “.

وبين الحكيم ان ” الارهاب الذي نواجهه هو ارهاب ناتج عن فكر تكفيري يسعى الى قتل اكبر عدد من الناس واثارة الرعب دون تمييز او تركيز على اهداف محددة من العمليات الاجرامية التي يقوم بها، وندعو الاجهزة الامنية الى وضع استراتيجية بناءً على هذا الفهم”.

واعرب عن اسفه لعدم الاخذ بالتحذيرات المستمرة بضرورة تحصين مناطق محيط بغداد والانتباه الى المخططات الخبيثة التي يتبناها تنظيم “داعش” الارهابي بقطع اوصال البلاد بمناطق هشة امنياً”، مبينا ان ماحدث في سيطرة بابل كشف عن مخططات التنظيمات الارهابية لاضعاف الجهد الامني في المناطق الممتدة من شمال كربلاء وواسط وغرب ديالى وجنوب صلاح الدين وكركوك بالتزامن مع تطور الاحداث في الانبار وانشغال جزء كبير من قواتنا العسكرية والامنية بالمعارك هناك”.

وأكد الحكيم ان ” المؤشرات تدلل على أن التنظيم ليس اكبر حجماً من التوقعات الامنية لكنه اكثر مكراً في التعامل مع المتغيرات وانه لايزج بكل قوته في الانبار كما هو التصور السائد وانما يستخدم احداث الانبار لاشغال القوات العراقية واستنزافها في مواجهات تكتيكية على يد عدد من المسلحين بينما يحول قوته الاساسية الى مناطق محيط بغداد وجبال حمرين والموصل وشمال بابل وديالى”، داعيا الى ” الحذر والاستعداد لكل الاحتمالات الممكنة دون الاختباء خلف الاراء الشخصية والاجتهادات الفردية ، مشددا على ان الحرب مع الارهاب حرب الجميع من اجل الحياة والمستقبل والانتصار على الارهاب هو انتصار لكل العراقيين وانتصار من اجل العراق، مشيرا الى ان تفجير الحلة وعلى نقطة التفتيش في مدخل المدينة يثبت ان الارهاب الاسود يبحث عن اكبر تجمع بشري وليس عن هدف محدد”.

وتابع ان ” نقاط التفتيش وضعت في الاساس لأكتشاف الارهاب ومكافحته الا ان طريقة عمل هذه النقاط جعلت منها هدفاً للارهاب والارهابيين لانها توفر له البيئة التي يحتاجها كي يمارس ظلاميته واشباع غريزته المتعطشة لدماء ابناء شعبنا الصامد والصابر، ولابد من ابتعاد نقاط التفتيش عن الطرق الروتينية والتقليدية المكررة ” ، مشيدا ” بالجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة الامنية والعسكرية في مواجهة الارهاب والتضحيات الجسيمة التي تقدمها حفاظاً على امن الوطن والمواطن “، حاثا المؤسسة الامنية على ان “تكون صاحبة المبادرة وان تعيد النظر بالممارسات التقليدية التي تتبعها حاليا ، مشددا على وضع استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجانب الامني وانما ترافقها جوانب سياسية وثقافية واجتماعية وجوانب اقتصادية وتنموية، معللا تاكيده على ” الاسترتيجية الشاملة بان الارهاب ناتج عن فكر دموي منحرف ولابد من منعه من التمدد وصولا الى القضاء عليه نهائيا”.

ودعا الحكيم الجميع الى ان يكونوا اكبر من اللحظة الوقتية التي يعيشوها وان يحاولوا جاهدين لتشذيب اساليبهم الانتخابية ” ، محذرا من فتح باب التسقيط السياسي لانه اذا فتح لن يستطيع احد ان يغلقه ، مشيرا الى امكانية الجميع في الدفاع عن نفسه ، مؤكدا ان ” العمل السياسي هو التزام امام الله والضمائر الحية قبل ان يكون التزاماً اخلاقياً وقانونياً امام الدستور والقانون والشعب “.

واوضح ان ” من البساطة ان يفكر البعض في الانتخابات دون التفكير لما بعد الانتخابات ويتناسى ان الانتخابات انما هي وسيلة لانتاج برلمان جديد وحكومة جديدة فيركز على الوسيلة ويتناسى النتيجة “، مبينا ان ” هناك استفزاز للجمهور عند استخدام اشاعة هنا او تحريك ملف ملفق هناك او محاولة تسقيط شخصية سياسية عن طريق ترويج مواقف مفتعلة واستفزازية ولاسيما عندما تكون لهذه الشخصية اعتبارات دينية ومكانة اجتماعية” ، متسائلا “ماذا بعد استخدام هذه الوسائل غير الاخلاقية وغير الشرعية وماهية الية التعامل مع النتائج والجروح النفسية التي خلفتها مثل هذه الوسائل الرخيصة ؟ واي نموذج نقدم لشعبنا ونحن نسقّط بعضنا البعض الان ونبدأ بتقبيل بعضنا البعض بعد اسابيع “، مبينا ان ” الاكيد ان هناك رد على الطرف المعتدي الذي يلجأ الى التسقيط وافتعال ملفات كيدية ضد شخصيات سياسية وسيكون رداً حاسماً وقوياً وأوكد بأنه سيكون رداً مفاجئاً للجميع”.

واوضح ان ” تيار شهيد المحراب لا يعتبر نفسه في مواجهة مع اي طرف ولن ينجر الى مواجهة اي طرف، ونتمنى ان لا يجرب صبرنا اي طرف لاننا سنفاجئ من يتجرأ على عبور الخطوط الحمراء وكرامتنا فوق كل شيئ ولا قيمة لاي شئ دون الكرامة ولن نسمح لكائن من كان ان يلمس كرامة وسمعة اي شخصية من شخصياتنا السياسية والمعنوية وتحت اي ظرف او ذريعة “، مجددا “تاكيده على وحدة الصف، ولكن من موقع القوة والاحترام المتبادل ولن نقبل بالتبريرات مهما كان مصدرها ومهما كان حجمها”، داعيا الله ” لان يبقي للحكمة متسعاً في عقول الجميع وان لا يندفع البعض الى وسائل التسقيط السياسي ويعوّل عليها.

 

و اشار الى منادات المرجعية الرشيدة بمفهوم التغيير البنّاء ، مبينا انه يعني التغيير نحو الافضل ، موضحا ارتباط التغيير بحركة الانبياء والمصلحين ، وان المرجعية العليا تمثل امتدادا لحركة الانبياء وتدعو الى التغيير نحو الافضل لكي يكون المواطن العراقي متواصلا مع التغيير السياسي الذي عاصره في عام 2003 وانتقاله من نظام دكتاتوري شمولي الى نظام ديمقراطي تعددي ومن بيئة منغلقة احادية الفكر والمنهج الى بيئة متنوعة ومتشاركة وهنا يكسب التغيير معنى الاستمرارية في التجديد والتواصل مع النهج الجديد للمجتمع العراقي”.

وبين الحكيم ان”  التغيير يعني افكاراً وممارسات وفهماً جديداً للواقع وتصوراً جديداً للمستقبل يتم من خلاله معالجة الاخطاء وسدّ الثغرات وادارة البلاد ضمن رؤية واضحة وبرامج مدروسة وفريق منسجم “، متسائلا المواطن يريد ماذا يريد؟” يريد الامن والخدمات والتنمية والمستقبل الزاهر والسلام والامان والعيش برفاهية”، عادا ” ما يريده المواطن هو قيمة عليا يجب ان تترجم الى فعل على الارض وفي الوقت نفسه يتطلب من المواطن نفسه السعي الى تحقيق ارادته عبر صناديق الاقتراع” .

ووصف التغيير ” بالضرورة الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها في اي مجال من مجالات الحياة وفي السياسة تكتسب زخما مضاعفا لانها تمثل جوهر الفكر الديمقراطي فالتغيير نحو الافضل وليس التغيير لمجرد التغيير “، مشيرا الى ان الانسان بطبيعته يتحرك نحو الافضل واذا وجد صعوبات في طريقه فانه يتعامل معها ويواصل المسير متقدما الى الامام وساعياً الى الافضل وهذه هي الطبيعة الانسانية التي فطر الله الناس عليها”.

واشار الحكيم الى ان ” من النادر استسلام الانسان للواقع وهو يحدث عندما يكون الواقع مفروضاً عليه وبقوة ومع ذلك نجده ينتفض ويثور ويسعى الى التغيير فكيف الحال اذا كانت السبل متاحة والارضية جاهزة والحق مكفول للجميع في التحرك الى الامام وتحقيق التغيير نحو الافضل” ، مؤكدا انّ “التغيير يحتاج الى وسيلة وفي الحياة السياسية الحرة والديمقراطية تكون الانتخابات هي الوسيلة ، وان الجميع امام مسؤولية اخلاقية وانسانية ومجتمعية وشرعية لاننا نملك الوسيلة ونملك الحق باستخدامها” .