عندما نتابع دور المملكة السعودية في المنطقة سنجد انه يتسم بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال دعم تلك المملكة لأطراف معينة في أحداث ما يسمى بالربيع العربي وفق اجندات تحرض على إثارة الفتن الطائفية، وهناك وثائق وأدلة تثبت هذه الحقيقة اضافة الى وجود المدارس الفكرية السعودية التي تروج لمفاهيم التكفير والكراهية التي كانت سببا رئيسيا في احداث العنف.
هذا الدور لم يكن بعيدا عن أحداث العراق حيث تابع الجميع تأثير الافكار التكفيرية على وحدة المجتمع العراقي وتدخل السعودية في شؤونه الداخلية عبر مواقف عديدة منها استقبال المدان الهاشمي وإطلاق التصريحات الطائفية التي تروج للفتنة الطائفية إضافة الى الفتاوى التكفيرية التي كلفت العراقيين الكثير من الدماء لتكون تدخلا سافرا في الشأن العراقي منذ سقوط النظام وحتى اليوم، وهذه مؤشرات على ان السعودية أصبحت في قائمة الدول المعادية للتجربة العراقية.
ولقد جاءت الصراعات السياسية في العراق بسبب التحريض الخارجي وسياسة الاستقواء بالخارج وكل هذا يسير باتجاه تنفيذ الأجندة السعودية والتركية في العراق حيث تسعى الأجندات الخارجية الى إفشال العملية السياسية بعد ان تمكنت الحكومة العراقية وقواتها الأمنية من إفشال مخططاتها الإرهابية، حيث دعمت السعودية وحلفاؤها الإرهاب في العراق بالمال والسلاح والرجال والفتاوى من اجل قتل العراقيين وإفشال التجربة الديمقراطية خوفا من ان يستعيد العراق دوره الريادي والمحوري في المنطقة.
اليوم تتعاون السعودية مع أطراف سياسية خارجية وداخلية من اجل تنفيذ مشروعها الطائفي ومخططها الرامي لتغيير خارطة الشرق الأوسط باتجاه إضعاف العراق ومصر وسوريا ومصادرة القرار العربي لصالح السعودية التي تحاول التدخل في الشأن الداخلي للدول لكي تقود محور التطرف المذهبي لضرب باقي المكونات.
لقد ذاق العراقيون مرارة الفتنة الطائفية وجرائم القتل على الهوية وأحداث القتل والخطف والتهجير في كل مكان من العراق، فأخذوا درسا بليغا من كل ذلك واكتشفوا زيف الشعارات الفضفاضة التي يحملها البعض، فعاد العراقيون الى الهوية الوطنية وتمكنوا من استعادة اللحمة الوطنية ورفضوا جميع دعوات التقسيم على أساس طائفي ومذهبي ومن هنا يأتي رفض العراقيين لأن تكون مدنهم مسرحا للعنف الطائفي لأنهم عاشوا بعد قبر الفتنة الطائفية سنوات من التعايش والأمن والاستقرار بما يجعلهم يدركون المخططات والأجندات الخارجية التي تسعى السعودية وتركيا لتنفيذها على حساب امن واستقرار المواطن العراقي.
وأخيرا نقول لابد ان تتخذ الحكومات المتضررة من السياسة السعودية موقفا قويا من هذه التدخلات عبر تدويل القضية وتقديم شكوى الى مجلس الأمن من اجل وضع حد لسياسة التدخل وإثارة العنف والإرهاب عبر وضع السعودية تحت طائلة الفصل السابع واستخدام القوة في حال استمرارها في تمويل الإرهاب الدولي.
شاهد أيضاً
صواريخ تعالج مواقع سعودية بنجران وآليات هاربة!
نشرت القوات اليمنية المشتركة مشاهد لسيطرتها على معسكرات سعودية مطلة على نجران داخل المملكة وجثث ...