الرئيسية / الاسلام والحياة / المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

خلع الحجاب ثقافة غربية

إنّ عالم الغرب الفاسد أراد أن يحشو أذهان العالم حول تعرّي المرأة وشخصيّتها من خلال الأساليب الخاطئة والمنحرفة التي تتلازم مع تحقير جنس المرأة: فلأجل أن تظهر المرأة شخصيتها ينبغي أن تمتّع أنظار الرجال. فهل هذه هي شخصية المرأة؟! وأن تضع حجاب العفاف جانباً وتتظاهر لكي يستمتع الرجال. فهل هذا تعظيمٌ أم تحقيرٌ للمرأة؟ هذا الغرب المستغرق في سكرته وخباله لا يعرف شيئاً ممّا يجري، وتحت تأثير الأيادي الصهيونية رفع ذلك كعنوان لإجلال

المرأة، وقد صدّق بعض الناس هذا الأمر[1].

 

إنّ الغرب بصدد تصدير ثقافته إلى كلّ البلاد، وإنّ الثقافة الغربية تعني ثقافة الفساد والعُري. هذه الصورة الفظيعة لحياة بعض النساء في المجتمعات الغربية، ليست شاملة ـ وللّه الحمد ـ لجميع النساء هناك، بل إنّ هذه الحالة هي نتيجة للإعلام الخاطئ والمتزايد يوماً بعد يوم. فقبل 40 ـ 50 سنة لم يكن الفساد في المجتمعات الغربية بالصورة التي هو عليها اليوم، والغرب ينوي تصدير هذا الفساد الواقع فيه إلى الدول الإسلامية. إنّنا لا نريد ذلك، فهذا يعود بالضرر على حياتنا الاجتماعيّة وعلى حياتهم الاجتماعيّة أيضاً. إنّ الحياة الإسلامية هي أفضل أسلوب حياة لنا[2].

 

لقد مرّ زمن أغمض (فيه) المبهورون بالغرب عيونهم داعين لاستلهام كلّ شيء من الغرب. فما الذي تعلّمه هؤلاء من الغرب؟ ومن المزايا الجديدة لدى الأوربيين؟، وهي كانت منطلق نجاحاتهم، فهل تعلّم المبهورون بالغرب تلك الميزة وجلبوها إلى إيران؟ هل أصبحت لدى الإيرانيين قابلية المخاطرة؟ ومن مزايا الأوربيين الجيدة أيضاً مثابرتهم وعدم التهرّب من العمل، فهل جاء “المتغرّبون” بذلك إلى إيران؟ لقد كان أكابر العلماء والمخترعين في الغرب وأكثرهم

مهارة من أولئك الذين عاشوا حياة قاسية، وانهمكوا سنوات طوالاً في حُجَرهم حتّى أفلحوا في تحقيق الاختراعات. وحينما يتصفّح المرء حياتهم تتّضح أمامه الطريقة التي عاشوا فيها. فهل جاؤوا بهذه الروحية التي لا تعرف الكلل من أجل أن يعرفها الشعب الإيرانيّ فقط؟ هذه جوانب صالحة من الثقافة الغربية لم يأت بها هؤلاء، فما الذي جاؤوا به يا ترى؟! لقد جاؤوا بالاختلاط بين الرجل والمرأة، والحرية الجنسية، والتربّع وراء طاولات العمل، والاهتمام باللذات والشهوات!

 

لمّا أراد الطاغية رضا خان المجيء لنا بهدايا الغرب كان أوّل ما جلبه خلع الحجاب وفرضه (المنع) بقوّة حرابه وعنجهيته، وفرض أن يكون اللباس قصيراً وأن يكون ارتداء القبّعة وفق طريقة معينة، ثمّ تغيّرت فيما بعد، بل لا بدّ من أن تكون القبّعة على الطريقة الـ”شاپو”! وكل من يتجرّأ ويرتدي غير القبعة البهلوية التي اشتهرت وقتذاك أو يرتدي الملابس الطويلة (من النساء) فإنّه يواجه الضرب والطرد، ولم يكن مسموحاً للنساء بارتداء الحجاب، ليس فقط العباءة التي مُنعت يومذاك، بل حتّى لو غطّت النسوة رؤوسهنّ بالخمار وأخفين مقدّمة شعورهنّ فإنّهن يتعرّضن للضرب، فلم ذاك؟! إنّه نتيجة السفور الذي ظهرت به المرأة في الغرب! وهذا ما جلبوه لنا من الغرب، إنّهم لم يأتوا بما هو ضروريّ للشعب الإيرانيّ، فلم يجلبوا العلم والخبرة والجدّ والاجتهاد والمثابرة والمخاطرة – وبطبيعة الحال فإنّ لكلّ شعب

خصالاً جيدة – إنّهم لم يأتوا بكلّ تلك الخصال، وما جاؤوا به من فكر وعلم تقبّلوه دون تردد بعيداً عن التحليل، قائلين بوجوب تقبّله لأنّه صادر عن الغرب، فلا بدّ من القبول بطريقة الملبس والطعام والتكلّم والمشي لأنّها وصفة غربية ولا مجال في ذلك للنقاش! وهذا بمثابة أخطر سمّ يتناوله أيّ شعب[3].

 

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ذكرى ولادة السيدة زينب عليها السلام ويوم الممرضة، في طهران، بحضور جمع غفير من الممرضات النموذجيات، بتاريخ 21/04/2010م.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة السيدة زينب الكبرى عليها السلام، في طهران، بحضور حشود من الأخوات، بتاريخ 05/05/1415ه.ق.

[3] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة زيارة محافظة جيلان، في مدينة رشت، بحضور الآلاف من شباب محافظة جيلان، بتاريخ 08/02/ 1422ه.ق.

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...