الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران – الشيخ جعفر السبحاني

الامثال في القران – الشيخ جعفر السبحاني

( 47 )

14. (وَالبَلَدُ الطَّيّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرّفُ الآياتِ لِقَومٍ يَشْكُرُونَ ) . (1)
15. (وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ *وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الاََرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ * ساءَ مَثَلاً القَومُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ ) . (2)
16. (إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الاََرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالاََنْعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الاََرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرنا لَيلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصيداً كأنْ لَمْ تغنَ بِالاََمْسِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ ). (3)
17. (مَثَلُ الفَريقَينِ كَالاََعْمى وَالاََصَمِّ وَالْبَصيرِ وَالسَّميعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ ). (4)
18. (لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ وَالَّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَمَا دُعاءُ الكَافِرينَ إِلا في ضَلالٍ).(5)
____________
1 ـ الاَعراف:58.
2 ـ الاَعراف:175ـ 177.
3 ـ يونس:24.
4 ـ هود:24.
5 ـ الرعد:14.


( 48 )

19. (أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمّا يُوقِدُونَ عَلَيِهِ فِي النّار ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنْفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ في الاََرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الاََمْثَالَ ). (1)
20. (مَثَلُ الْجَنَّةِ الّتي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْري مِنْ تَحْتِها الاََنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الكافِرِينَ النّارُ ). (2)
21. (مَثَلُ الّذينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرّيحُ في يَومٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا على شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعيد ). (3)
22. (أَلَمْ تَرَ كيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُوَْتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بِإِذْنِ رَبّها وَيَضْرِبُ اللهُ الاََمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ). (4)
23. (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوقِ الاََرْضِ مَالَها مِنْ قَرار ).(5)
24. (وَسَكَنْتُمْ في مَساكِنِ الّذينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الاََمْثالَ ). (6)

____________
1 ـ الرعد:17.
2 ـ الرعد:35.
3 ـ إبراهيم:18.
4 ـ إبراهيم:24ـ 25.
5 ـ إبراهيم:26.
6 ـ إبراهيم:45.


( 49 )

25. (للَّذِينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَة مَثَلُ السَّوْءِ وَللهِ المَثَلُ الاََعلى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ). (1)
26. (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ على شَىءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوونَ الحَمدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).(2)
27. (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شىءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَولاهُ أَيْنَمَا يُوَجّههُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ). (3)
28. (وَلاتَكُونُوا كَالَّتي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ الله بِهِ وَلَيُبيّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ ). (4)
29. (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلّ مَكانٍ فَكَفَرتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالخَوفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ).(5)
30. (وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لاََحَدِهِمَا جَنَّتَينِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُما زَرْعاً *كِلْتَا الْجَنَّتينِ آَتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَرَاً * وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً *وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبيدَ هذه أَبَداً *وَما أَظُنُّ
____________
1 ـ النحل:60.
2 ـ النحل:75.
3 ـ النحل:76.
4 ـ النحل:92.
5 ـ النحل:112.


( 50 )

السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبّي لاَجِدَنَّ خَيراً مِنْها مُنْقَلَباً * قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالّذي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً *لَكِنّا هُوَ اللهُ رَبّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبّي أَحَداً * وَلَولا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاّ باللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً *فَعَسى رَبّي أَنْ يُوَتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتصبِحَ صَعيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاوَهَا غَوراً فَلَنْ تَسْتَطيعَ لَهُ طَلَباً *وَأُحِيطَ بِثَمَرهِ فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفقَ فِيهَا وَهِىَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَني لَمْ أُشْرِكَ بِرَبّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصراً *هُنالِكَ الولايَةُ للهِ الحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً ).(1)
31. (وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنْيَا كَماءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الاََرْضِ فَأَصْبَحَ هَشيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَىْءٍ مُقْتَدِراً ). (2)
32. (يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنّ الّذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذباباً وَلَوِ اجْتَمعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ ). (3)
33. (اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالاََرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ المِصْباحُ في زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأْنَّها كَوكَبٌ دُرِيّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرةٍ مُبارَكةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقيةٍ وَلا غَرْبيةٍ يَكادُ زَيْتُها يُِضِيءُ وَلَوْ لَمْ تمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَِهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الاََمْثالَ لِلنّاسِ وَاللهُ بِكُلّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ). (4)

____________
1 ـ الكهف:32 ـ 44.
2 ـ الكهف:45.
3 ـ الحج:73.
4 ـ النور:35.


( 51 )

34. (وَالَّذينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآن ماءً حَتّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفّاهُُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الحِسابِ ). (1)
35. (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّىٍّ يَغْشاهُ مَوجٌ مِنْ فَوقِهِ مَوجٌ مِنْ فَوقِهِ سَحابٌ ظُلماتٌ بَعْضُها فَوقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ). (2)
36. (مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَولياءَ كَمَثلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ). (3)
37. (وَهُوَ الَّذي يَبْدَوَُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الاََعْلى فِي السَّمواتِ وَالاََرْضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ ).(4)
38. (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ في ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعقِلُونَ ). (5)
39. (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرى الْفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ). (6)

____________
1 ـ النور:39.
2 ـ النور: 40.
3 ـ العنكبوت:41.
4 ـ الروم:27.
5 ـ الروم:28.
6 ـ فاطر:12.


( 52 )

40. (وَما يَسْتَوي الاََعْمى وَالْبَصيرُ * وَلا الظُّلُماتُ وَلاَ النُّورُ * وَلا الظّلُّ وَلا الحَرُورُ * وَما يَسْتَوِي الاََحْياءُ وَلا الاََمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ). (1)
41. (وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَها الْمُرْسَلُونَ *إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ *قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَىْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ *قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنّا إِلَيْكُمْ لمُرسَلُونَ * وَما عَلَيْنا إِلا الْبَلاغُ الْمُبينُ *قالُوا إِنّا تَطَيَّرنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمسَّنكُمْ مِنّا عَذابٌ أَليمٌ *قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُسْرِفُونَ * وَجاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قالَ يا قَومِ اتَّبعُوا الْمُرسَلينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَماليَ لا أَعْبُدُ الَّذي فَطَرني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنّي شَفاعَتُهُم شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونَ * إِنّي إِذاً لَفي ضَلالٍ مُبينٍ * إِنّي آمَنْتُ بِرَبّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَومي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لي رَبّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمين * وَما أَنْزَلْنا عَلى قَومِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنْزِلينَ * إِنْ كانَتْ إِلا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ * يا حَسْرَةً عَلَى العِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ). (2)
42. (أَوَلَمْ يَرَ الاِِنْسانُ أنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبينٌ * وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظامَ وَهِيَ رَميمٌ * قُلْ يُحْيِيها الَّذي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلّ خَلْقٍ عَليمٌ ). (3)

____________
1 ـ فاطر:19ـ22.
2 ـ يس:13ـ30.
3 ـ يس:77ـ 79.


( 53 )

43. (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فيهِ شُركاءُ مُتَشاكِسونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَويانِ مَثلاً الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ). (1)
44. (وَإِذا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجهُهُ مُسْودّاً وَهُوَ كَظيمٌ * أَوَ مَنْ يُنَشَّوَُا في الحِلْيَةِ وَهُوَ في الخِصامِ غَيْرُ مُبينٍ ). (2)
45. (فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعين * فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثلاً للآخِرِينَ ). (3)
46. (وَلَما ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثلاً إذا قَومُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقالُوا أآلهتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدلاً بَلْ هُمْ قَومٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثلاً لِبَني إِسْرائيلَ ). (4)
47. (ذلِكَ بِأنَّ الَّذينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ وَأَنَّ الَّذينَ آمَنُوا اتَّبعُوا الحَقَّ مِنْ رَبّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ ). (5)
48. (مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَير آسنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّر طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّى وَلَهُمْ فيها مِنْ كُلّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقُوا ماءً حَميماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ). (6)

____________
1 ـ الزمر:29.
2 ـ الزخرف:17ـ 18.
3 ـ الزخرف: 55ـ 56.
4 ـ الزخرف:57ـ 59.
5 ـ محمد:3.
6 ـ محمد:15.


( 54 )

49. (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سيماهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ في التَّوراةِ وَمَثَلُهُمْ في الاِِنْجِيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطأهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُّ الزرّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظيماً ). (1)
50. (اعْلَمُوا أنَّما الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الاََمْوالِ وَالاََولادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَما الحَياةُ الدُّنيا إِلا مَتاعُ الْغُرُورِ ).(2)
51. (كَمَثَلِ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَريباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ ) . (3)
52. (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ للاِنْسانِ اكْفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إِنّي بَريءٌ مِنْكَ إِنّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمينَ ).(4)
53. (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصدّعاً مِنْ خَشيةِ اللهِ وَتِلْكَ الاََمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ). (5)

____________
1 ـ الفتح:29.
2 ـ الحديد:20.
3 ـ الحشر:15.
4 ـ الحشر:16.
5 ـ الحشر:21.


( 55 )

54. (مَثَلُ الَّذينَ حُمّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدي القَومَ الظّالِمينَ ) . (1)
55. (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَ امْرَأة لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلينَ ). (2)
56. (وَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ آمَنُوا امْرأةَ فِرْعَونَ إِذْ قالَتْ رَبّ ابْنِ لى عِنْدَكَ بَيْتاً في الجَنَّةِ وَنَجّني مِنْ فِرْعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجّني مِنَ الْقَومِ الظّالِمينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرانَ الّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلماتِ رَبّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ القانِتين ). (3)
57. (وَما جَعَلَنا أَصحابَ النّارِ إِلا مَلائِكةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلّذينَ كَفَروا لِيَسْتَيقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذينَ آمَنُوا إِيماناً ولا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكتابَ وَالْمُوَْمِنُونَ وَلِيَقولَ الّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنودَ رَبّكَ إِلا هُوَ وَما هِيَ إِلا ذِكْرى لِلْبَشَرِ ). (4)
هذا ما ذكره الكاتب، ولكنّه غير جامع إذ هناك آيات تتضمن تمثيلاً وإن لم
____________
1 ـ الجمعة:5.
2 ـ التحريم:10.
3 ـ التحريم:11ـ 12.
4 ـ المدثر:31.


( 56 )

يشتمل على لفظ المثل أو حرف التشبيه ولكن التمثيل برَّمة أركانه موجود فيها، قال سبحانه: (الّذينَ يَأْكُلُونَ الرّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسّ ) (1) فشبّه آكل الربا بمن مسَّه الجن فصار مذعوراً لا يملك عقله ونفسه. إلى غير ذلك من الآيات.
قال بعض العلماء: ضرب الاَمثال في القرآن يستفاد منه أُمور كثيرة: التذكير ، والوعظ، والحث والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فانّ الاَمثال تصوّر المعاني بصورة الاَشخاص، لاَنّها أثبت في الذهن لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثمّ كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجليّ و الغائب بالشاهد.
وتأتى أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الاَجر، وعلى المدح والذم، وعلى الثواب والعقاب، وعلى تفخيم الاَمر وتحقيره، وعلى تحقيق أمر أو إبطاله.(2)
ثمّ إنّ الآيات التي جاء فيها التصريح بالمثل، عبارة عن الآيات التالية:
1. (وَلَقَدْ صَرَّفنا لِلنّاسِ في هذا القُرآنِ مِنْ كُلّ مَثَل ). (3)
2. (وَلَقَدْ صَرّفنا في هذَا القُرآنِ لِلنّاسِ مِنْ كُلّ مَثَل ). (4)
3. (وَللهِ الْمَثَلُ الاَعْلى وَهُوَ الْعَزيزُ الحَكِيمُ ). (5)

____________
1 ـ البقرة:275.
2 ـ رياض السالكين:5|461.
3 ـ الاِسراء:89.
4 ـ الكهف:54.
5 ـ النحل:60.


( 57 )

4. (وَلَهُ المَثَلُ الاََعْلى فِي السَّمواتِ وَالاََرْضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيم ). (1)
5. (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ في هذا الْقُرآنِ مِنْ كُلّ مَثَل ). (2)
6. (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ في هذا القُرآن مِنْ كُلّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذكَّرون ). (3)
7. (كَذلِكَ يَضْرِب اللهُ الاََمْثال ). (4)
8. (وَيَضْرِبُ اللهُ الاََمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذكَّرون ). (5)
9. (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِم وَضَرَبْنا لَكُمُ الاََمْثال ). (6)
10. (وَيَضْرِبُ اللهُ الاََمْثالَ لِلنّاسِ وَاللهُ بِكُلّ شَىءٍ عَليم ). (7)
11. (وَتِلْكَ الاََمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلا الْعالمون ). (8)
12. (وَتِلْكَ الاََمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتفَكَّرُونَ ). (9)
13. (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ ). (10)
14. (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبيّناتٍ وَمَثلاً مِنَ الّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوعِظَةً لِلْمُتَّقين ). (11)
15. (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاّ جِئْناكَ بِالحَقّ وَأَحْسَنَ تَفسيراً ). (12)
ولكن الاَمثال أعم مما ورد فيه لفظ المثل أو كاف التشبيه كما مرّ .

____________
1 ـ الروم:27. 2 ـ الروم:58. 3 ـ الزمر:27. 4 ـ الرعد:17.
5 ـ إبراهيم:25. 6 ـ إبراهيم:45. 7 ـ النور:35. 8 ـ العنكبوت:43.
9 ـ الحشر:21. 10 ـ محمد:3. 11 ـ النور:34. 12 ـ الفرقان:33.


( 58 )

الثالث عشر: الآيات التي تجري مجرى المثل
القرآن الكريم كلّه حكمة وعظة، بلاغ وعبرة، وقد قام غير واحد من المحقّقين باستخراج الحكم الواردة فيه التي صارت أمثالاً سائرة عبر القرون لتداولها على الاَلسن في حياتهم العملية. وقد سبق منّا القول إنّ هذه الآيات لم تنزل بوصف المثل، لاَنّ المثل عبارة عن كلام تداولته الاَلسن فصار به أمثالاً سائرة دارجة، ومن الواضح أنّ الحكم الواردة في القرآن نزلت من دون سبق مثال لها، فلم تكن يوم نزولها موصوفة بوصف المثل، وانّما أُضفي عليها هذا الوصف عبر مرّ الزمان وتداول الاَلسن.
ثم إنّ جعفر بن شمس الخلافة (1)المتوفّى عام 226هـ) عقد باباً في ألفاظ القرآن الجارية مجرى المثل، ونقله السيوطي عنه في كتاب “الاِتقان”، وقال: وهذا هو النوع البديعي المسمّى بإرسال المثل.
وإليك ما أورده من هذا الباب:
1. (وَعَسى أَنْ تكرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ). (2)
2. (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَة ). (3)
3. (لا يُكَلّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها ). (4)

____________
1 ـ هو أبو الفضل جعفر بن محمد شمس الخلافة الاَفضلي البصري المتولّد عام 543هـ، ترجمه ابن خلكان في “وفيات الاَعيان” موَلف كتاب “الآداب” وهو كتاب وجيز في الحكم والاَمثال من النثر والنظم طبع في مصر عام 1349هـ.
2 ـ البقرة:216.
3 ـ البقره:249.
4 ـ البقرة:286.


( 59 )

4. (لَنْ تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّون ). (1)
5. (ما عَلى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ ). (2)
6. (قُلْ لا يَسْتَوي الْخَبيثُ وَالطَّيّب ). (3)
7. (لِكُلّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٍ ). (4)
8. (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيراً لاَسمَعَهُمْْ ). (5)
9. (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيل ). (6)
10. (الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قبلُ ). (7)
11. (أَلَيْسَ الصُّبحُ بِقَرِيب ). (8)
12. (قُضِي الاََمْرُ الَّذى فِيهِ تَسْتَفْتِيان ). (9)
13. (الآن حَصْحَصَ الحَقّ ). (10)
14. (قُلْ كُلّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه ). (11)
15. (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداك ). (12)
16. (ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوب ). (13)
17. (كُلُّ حِزبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون ). (14)

____________
1 ـ آل عمران:92. 2 ـ المائدة:99. 3 ـ المائدة:100. 4 ـ الاَنعام:67.
5 ـ الاَنفال:23. 6 ـ التوبة:91. 7 ـ يونس:91. 8 ـ هود:81.
9 ـ يوسف:41. 10 ـ يوسف:51. 11 ـ الاِسراء:84. 12 ـ الحج:10.
13 ـ الحج:73. 14 ـ الروم:32.


( 60 )

18. (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي البَرّ وَالْبَحْر ). (1)
19. (وَقليلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُور ). (2)
20. (وَحيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُون ). (3)
21. (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبير ). (4)
22. (وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيّءُ إِلا بِأَهْلِهِ ). (5)
23. (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ ). (6)
24. (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُون ). (7)
25. (وَقَليلٌ ما هُمْ ). (8)
26. (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ الله كاشِفَة ). (9)
27. (هَلْ جَزاءُ الاِِحْسان إِلاّ الاِِحْسان ). (10)
28. (فَاعْتَبِرُوا يا أُولي الا ََبْصار ). (11)
29. (تَحْسَبُهُمْ جَميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّى ). (12)
30. (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَة ). (13)

____________
1 ـ الروم:41. 2 ـ سبأ:13. 3 ـ سبأ:54. 4 ـ فاطر:14. 5 ـ فاطر:43.
6 ـ يس:78. 7 ـ الصافات:61. 8 ـ ص:24. 9 ـ النجم:58.
10 ـ الرحمن:60. 11 ـ الحشر:2. 12 ـ الحشر:14. 13 ـ المدثر:38.


( 61 )

هذا ما نقله السيوطى في “الاِتقان “عن كتاب “الآداب” لجعفر بن شمس الخلافة، ولكن المذكور في كتاب “الآداب” ما يناهز 69 آية، وقد صارت هذه الآيات في عصره أمثالاً سائرة. (1)
ثمّ إنّ شهاب الدين محمد بن أحمد أبا الفتح الابشيهي المحلي (790ـ 850هـ) في كتابه “المستطرف في كل فن مستظرف” ذكر من حِكم القرآن التي تجري مجرى الاَمثال أكثر مما نقله السيوطي في إتقانه عن كتاب الآداب.
قال صاحب المستطرف: إنَّ الاَمثال من أشرف ما وصل به اللبيب خطابه، وحلّى بجواهره كتابه، وقد نطق كتاب الله تعالى وهو أشرف الكتب المنزلة بكثير منها، ولم يخلُ كلام سيدنا رسول الله 6عنها، وهو أفصح العرب لساناً وأكملهم بياناً، فكم في إيراده وإصداره من مثل يعجز عن مباراته في البلاغة كلّ بطل،…. فمن أمثال كتاب الله ، قوله تعالى: (لَنْ تَنالُوا البِرّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّون)، (الآن حَصْحَصَ الحَق )، و (قُضِي الاََمْرُ الذي فيهِ تَسْتَفْتِيان )إلى آخر ما ذكره. (2)
ثمّ إنّ بعض من ألّف في أمثال القرآن، استدرك عليهما الحِكم التي صارت مثلاً بين الناس والتي يربو عددها على 245 آية. (3)
كما أنّ الدكتور محمدحسين الصغير ذكر في خاتمة كتابه من هذه المقولة فبلغ 495 آية. (4)
ولكن الذي فاتهم هو التركيز على أنَّ هذه الآيات لم تكن أمثالاً يوم
____________
1 ـ الاِتقان:2|1046النوع السادس والستون.
2 ـ المستطرف في كلّ فن مستظرف:1|27.
3 ـ َمثال القرآن، علي أصغر حكمت.
4 ـ الصورة الفنّية في المثل القرآني:387ـ 402.


( 62 )

نزولها، بل كانت حِكماً وإنّما جاءت مثلاً حسب مرّ الزمان.
وأخيراً نزيد أنّ هناك آيات أُخرى غير ما تقدَّم أكثر تداولاً على الاَلسن في أكثر البلاد الاِسلامية نشير إلى قسم منها، وربما يوجد بعض منها فيما ذكره موَلف الآداب، وهذه الآيات هي:
1. (كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ). (1)
2. (هذا فراقٌ بَيْنِى وَبَيْنِك ). (2)
3. (نُورٌ عَلى نُور ). (3)
4. (وَ ما عَلى الرَّسُولِ إِلاّ البَلاغ ). (4)
5. (يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيّتِ وَيُخْرِجُ المَيّتَ مِنَ الحَيّ ). (5)
6. (هَلْ يَسْتَوي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لا يَعْلَمُون ). (6)
7. (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ ). (7)
8. (هَلْ جَزاء الاِِحْسانِ إِلاّ الاِِحسانُ ). (8)
9. (لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُون ). (9)
10. (لَكُمْ دِينُـكُمْ وََلِي دِين ). (10)
هذه آيات عشر صارت مثلاً سائراً بين أكثر المسلمين.

____________
1 ـ الاَعراف:31.
2 ـ الكهف:78. 3 ـ النور:35. 4 ـ النور:54. 5 ـ الروم:19. 6 ـ الزمر:9.
7 ـ الفتح:10. 8 ـ الرحمن:60. 9 ـ الصف:2. 10 ـ الكافرون:6.


( 63 )

ثم إنّ المحقّق بهاء الدين العاملي (953 ـ1030هـ) عقد فصلاً تحت عنوان “فيما ورد من كتاب الله تعالى مناسباً لكلام العرب” ويريد بذلك انّ هناك معادلات في كلام العرب لما جاء في القرآن من الحكم، وذكر الآيات والاَمثال التالية:
أ: العرب تقول في وضوح الاَمر:”قد وضح الصبح لذي عينين”.
وقال الله تعالى: (الآن حَصْحَصَ الحَقّ ). (1)
ب: وتقول العرب في فوات الاَمر: “سبق السيف العذل”.
قال الله تعالى: (قُضِيَ الاََمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتيان ). (2)
ج: وتقول في تلافي الاِساءة “عاد غيث على ما أفسد”.
قال الله تعالى: (مكانَ السَّيئةِ الحَسنة ). (3)
د: وتقول في الاِساءة لمن لا يقبل الاِحسان:”اعط أخاك ثمرة فإن أبى فجمرة”.
وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين).(4)
هـ: وتقول في فائدة المجازاة : “القتل أنفى للقتل”.
وقال تعالى: (وَلَكُمْ فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أُولى الاََلْباب ). (5)

____________
1 ـ يوسف:51.
2 ـ يوسف:41.
3 ـ الاَعراف:95.
4 ـ الزخرف:36.
5 ـ البقرة:179.


( 64 )

و : وتقول في اختصاص الصلح: “لكّل مقام مقال”.
وقال تعالى: (لِكُلّ نَبأٍ مُسْتَقر ) (1) (2)
ثمّ إنّ بهاء الدين العاملى عاد إلى الموضوع في كتابه “المخلاة” ونقل شيئاً من أمثال العرب التي استفادها العرب من القرآن الكريم، فأوضح أنّ القرآن هو المنبع المهم لهذه الاَمثال، قال:
أ: قولهم: ما تزرع تحصد: (مَنْ يَعْمَل سُوءاً يُجْزَ بِهِ ). (3)
ب: قولهم: للحيطان آذان: (وَفيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ ). (4)
ج: قولهم: احذر شرَّ من أحسنت إليه: (وَما نَقَمُوا إِلاّ أنْ أغناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ). (5)
د: وقولهم: لا تلد الحيّة إلاّ حيّة: (وَلا يَلِدُوا إِلاّ فاجِراً كفّاراً ) (6) (7)
وما ذكره شيخنا العاملى هو الذي سبق ذكره في كلام الآخرين تحت عنوان “الاَمثال الكامنة”.
ولعلّ ما ذكره ابن شمس الخلافة والسيوطى والبهائى ليس إلاّ جزءاً يسيراً من الحكم التي سارت بين الناس، أو صارت نموذجاً لصبّ بقية الاَمثال في قالبها، وهذا من القرآن ليس ببعيد.
كيف وقد وصفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : “لا تُحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه”. (8)

____________
1 ـ الاَنعام:67.
2 ـ أسرار البلاغة:616ـ 617.
3 ـ النساء:123.
4 ـ التوبة:47.
5 ـ التوبة:74.
6 ـ نوح:27.
7 ـ المخلاة: 307.
8 ـ الكافي: 2|599، كتاب فضل القرآن، الحديث 2.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...