الرئيسية / من / طرائف الحكم / ما هو الفرق بين علم العرفان والأخلاق ؟

ما هو الفرق بين علم العرفان والأخلاق ؟

الإجابة

الأخ السيد محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علم العرفان هو علم السير والسلوك, أي العلم الذي يترقى فيه العبد في درجات العبودية لمعرفة الله تعالى بمعرفة آياته الافاقية والأنفسية, وهو يستلزم خلوص النية في العمل والألتزام بالفرائض والنوافل كصلاة الليل والذكر والدعاء وقراءة القران ومخالفة الهوى وقلة الأكل وقلة الكلام وقلة النوم وقلة المخالطة مع ابناء الدنيا, ويستحسن للسالك أن يكون مطلعا على علم العرفان النظري قبل المبادرة الى السير والسلوك العملي, كما ينبغي له أن يتحرى طريقة أهل البيت (عليهم السلام) في السلوك, ويجتنب طريقة المتصوفة وعرفاء التصوف وليعلم بان غاية السلوك هو تحصيل مقام القرب بمعرفة حقيقة النفس (من عرف نفسه فقد عرف ربه), وليس غاية السلوك هو الاتحاد بالله تعالى أو تحصيل ما يسمى مقامات السكر والصحو والمحو وغيرها فإن الجهل بالمقامات وما يرد فيها من الواردات يؤدي الى عقائد فاسدة كوحدة الوجود… وليكن السالك متحريا منهج آل محمد عليهم السلام.

وأن يجعل شيخه حكيما تابعا لآل محمد وليس تابعا لابن عربي أو غيره من المتصوفة, فأن في ذلك خطرا عظيما على الاعتقاد .

وأما علم الأخلاق فهو علم التحلية بالفضائل والتخلية من الرذائل, والوصول الى أمهات الفضائل وهي العفة والحكمة والشجاعة والعدالة, ويبدأ منهج الأخلاق بالمراقبة والمشارطة والمحاسبة ؛ يراقب نفسه على مدار الساعة, ويشارطها على عدم اقتراف الذنوب ويحاسبها إن فرّطت في الامتثال وخرجت عن صد الاعتدال, والأخلاق الفاضلة عادات وملكات أي لابد في تحصيل أية فضيلة من الفضائل من اقتلاع ضدها في النفس ثم الاعتياد على ممارسة الفضيلة حتى تصبح ملكة راسخة يسهل معها الفعل المترتب عليها.

فمثلا من كان يبتغي تحصيل ملكة العفة, فعليه أولا أن يقتلع من قلبه الفسق بهجر الأعمال المغرية له كالنظر الى ما حرم الله تعالى ونحوه, فإذا تمكن من هجر الفسق فعليه أن يزاول العفة بممارسة الأفعال التي يمارسها العفيف كغض البصر والحياء في محضر الناس ومحضر الخالق والزهد في المأكل والملبس ونحوها …. فبهذه الأفعال تحصل لديه ملكة العفة بعد طول الممارسة. وأعلم أن علم الأخلاق هو مقدمة لعلم العرفان, فما لم تحصل لدى الأنسان الفضائل ويتجرد عن الرذائل فما الشاق والعسير جدا أن يشرع في السير والسلوك.

ودمتم في رعاية الله

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...