عاد الاعلام السعودي من جديد للحديث عن معارك وهمية واخبار عن بدء عمليات وغارات لتدمير ما اسماه الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة في صنعاء هذا بينما كان قد اعلن قبل اربع سنوات انه دمر تسعين بالمئة من مخزون الصواريخ وانه اصبح يسيطر على كل شيء ومنها 85 بالمئة من اراضي الجمهورية اليمنية.
وقد منعت غارات السعودية الجديدة على صنعاء الاطفال من الذهاب الى مدارسهم كما احدثت حالة من الرعب في قلوب الاطفال والنساء خاصة وان هذه الغارات استهدفت مناطق آهلة بالسكن. الجميع هنا في صنعاء ابدووا استياءهم من التصعيد السعودي وقالوا ان هذه الغارات مجرد بالونات دعائية يريد النظام السعودي والاماراتي من خلالها ايصال رسائل لسكان صنعاء ان الطيران لازال يحلق في سماء المدينة وبوسعة ارتكاب العديد من المجازر بحق الاطفال والنساء.
الضجة الاعلامية الاخيرة للعدوان السعودي تأتي في ظل تطورات عسكرية مهمة لا يوجد شك انها كسرت ظهر العدوان واضعفته وسفّهته عند من يناصره، من المغرر بهم والمرتزقة، حيث تلقى النظامان السعودي والاماراتي صغعتين قويتين في محافظتي الضالع والبيضاء وسط اليمن.
ففي الضالع جنوب اليمن تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من استعادة مناطق عدة وتطهير وتأمين ثلاث جبهات استراتيجية في ايام قليلة استطاعوا من خلالها تطهير جبهات العود والخشبة وحمك بمساحة تقدر بـ 250 كيلو متر مربع تم فيها تحرير أكثر من 100 قرية سكنية وعشرات المواقع التي كان يتمركز فيها المرتزقة وذكر بيان لناطق الجيش اليمني العميد يحيى سريع مصرع عشرات المرتزقة بينهم قيادات وأن هناك مجاميع لا تزال محاصرة خلال العمليات النوعية بالإضافة الى إعطاب وتدمير عدد من الآليات التابعة للمرتزقة الذين تم تزويدهم بها من قبل دول العدوان، ودعت القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية المرتزقة المحاصرين إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم والعودة إلى قراهم ومنازلهم.
محافظة البيضاء ايضا كانت مسرحا لهزيمة كبيرة للتحالف السعودي خاصة وانها كسرت اكبر جبهة لتنظيم القاعدة الارهابي المدعوم من السعودية والامارات حيث استطاع الجيش اليمني اسقاط جبهة ذو ناعم بالبيضاء واحكم مقاتلو الجيش واللجان الشعبية السيطرة الكاملة على جبل حلموص الاستراتيجي وطهروا أكثر من 20 موقعا أبرزها مواقع شبكة صباح وشبكة الدرعيا وقرية الدرعيا وقرية صلواع ومواقع موجه بمساحة تقدر ب 12 كيلو متر مربع تقريبا، ويعتبر هذا انجازا كبيرا نظرا للوضع في البيضاء وتواجد فصائل مختلفة من داعش والقاعدة ومقاتلي حزب الاصلاح الاخواني والجماعات السلفية. وتدعم الرياض وابوظبي بقوة هذه الجبهات واستطاعت ان تجمع جميع الفصائل الارهابية في البيضاء تحت راية واحدة، لكن هذه الفصائل رغم الاستماتة التي أبدتها في المعارك، لم تستطع ان تحقق انتصارا استراتيجيا، ليس هذا فحسب بل فقدت ما استطاعت التقدم فيه خلال الايام الماضية وقُتل العشرات من مسلحيها وقادتها.
ومع فشل النظام السعودي والاماراتي في حسم الحرب التي روج لها وقتله الالاف من المدنيين وكذلك تدميره لليمن ارضا وانسانا يبدو ان التحالفات الداخلية التي راهن عليها بدأت تنفرط كما انفرطت التحالفات الدولية حيث بدأ قطار المصالحات يدور في اغلب جبهات القتال وكانت الانتصارات التي حققها الجيش في الضالع والبيضاء واب تاتي بعد توافق وتاييد من ابناء هذه المناطق الذين يعلنون تاييدهم للجيش اليمني ورفضهم تواجد المرتزقة في مناطقهم كما ان هناك انباء متواترة عن عودة بعض المشائخ والشخصيات الاجتماعية الى صنعاء واعلان تاييدهم للجيش واللجان الشعبية كما ان هناك انباء عن انشقاق بعض الضباط اليمنيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف العدوان وعودتهم الى صنعاء وتاتي هذه التطورات في ظل الانسداد السياسي والعسكري الذي وصل اليه العدوان السعودي الاماراتي في اليمن.
نشر المغرد الشهير “مجتهد” عددا من الوثائق المسربة التي وصفها بأنها شكوى وصلته من عناصر الحرس الوطني في الخطوط الأمامية بالحد الجنوبي، والتي تعكس بدورها واقعا محبطا وحالة أقرب للانهيار النفسي بين الجنود السعوديين.
وقال “مجتهد” في سلسلة تغريدات له على حسابه بتويتر حيث يتابعه أكثر من 2 مليون شخص، إن هذه الحالة لدى جنود المملكة لم تنتج من ضغط وقصف انصار الله بل من سوء معاملتهم من قبل القادة وغياب أو ضعف الدعم اللوجستي وتعريض عوائلهم لمشاكل السكن وإيقاف الخدمات.
وعن تفاصيل هذه الشكوى نقل مجتهد أنه في الميدان يدفع بالجنود للجبهة دون خطة ولا خبرة ولا يبالي القادة بالإصابات.
وتابع: ”والبركسات الخلفية بدون كهرباء ولا دورات مياه، كما لا توجد وسائل نقل بين خطوط الجبهة والإمداد، ومن المضحك المبكي أنهم يتوسلون بشكل فردي للقوات البرية في الجيش لمساعدتهم في الوصول للجبهة”.
ويرفض القادة السماح للجنود بالإجازات رغم حقهم فيها طبقا للنظام، وبعض الأحيان يتحايل القادة بإعطائهم إجازة ثم ينسقون مع نقط تفتيش السليل بإعادتهم بحجج واهية، مع أن معظم القادة يرفضون الحضور للجبهة وهم أول الهاربين عند حصول هجوم يمني.. بحسب “مجتهد”.
وأوضح المغرد الشهير أيضا أن ما ينشر في الإعلام عن تكريم أسر القتلى ودفع تعويضات لهم، مجرد شو إعلامي وأمر لا يتم في الحقيقة، هذا إضافة لكذب مزاعم إلغاء إيقاف الخدمات حيث لا تزال خدماتهم موقوفة وعوائلهم تطرد من السكن بسبب العجز عن دفع الإيجار.
وذكر مجتهد أن أسوأ شيء في الشكوى هو أن من يتظلم منهم لجهة عليا يعاقب ويؤمر بإعادته إلى مرجعه فيكون مرجعه هو الخصم والحكم كما تؤكد الوثيقة المرفقة.
واختتم مجتهد تغريداته بالإشارة إلى أنه بسبب كثرة القتلى والإصابات تتقرر إعادة المفصولين من الجيش بسبب المخدرات للتعويض عن القتاى والمصابين.
يشار إلى أنه في فبراير الماضي تداول ناشطون بموقع التواصل تويتر تسجيلا صوتيا، لجندي سعودي مشارك بحرب اليمن في الحد الجنوبي يروي بأسى وحزن سبب الخسائر الفادحة بصفوف الجيش السعودي وارتفاع عدد القتلى بينهم نتيجة خيانة القادة وهروبهم من المواجهة خوفا.
ووفقا للمقطع المتداول على نطاق واسع يحكي الجندي أن ما يسوق عن حرب اليمن أنها حرب للدين والوطن كذب و”شو إعلامي”، قائلا:” تعالوا شوفوا الحقيقة هنا القادة جاؤوا لربح المال والترقيات من المكافآت وعند المواجهة يهربون”.
وعدد الجندي السعودي حينها بعض الوقائع والمشاهد التي حوصر فيها الجنود السعوديين من أنصار الله دون دعم من الجيش السعودي مع هروب للقادة ما أدى لمقتل العديد من الجنود السعوديين.