مصباح الشريعة للإمام جعفر الصادق عليه السلام
17 نوفمبر,2019
صوتي ومرئي متنوع, كلامكم نور
1,062 زيارة
24
الباب الرابع والعشرون
في الذكر
قال الصادق ( ع ) : من كان ذاكرا لله تعالى على
الحقيقة فهو مطيع ومن كان غافلا عنه فهو عاص والطاعة
علامة الهداية والمعصية علامة الضلالة واصلهما الذكر
والغفلة فاجعل قلبك قبله للسانك لا تحركه بإشارة
القلب وموافقة العقل ورضى الايمان فإن تعالى عالم
بسرك وجهرك وكن كالنازع روحه كالواقف في العرض
الأكبر غير شاغل نفسك عما عناك بما كلفك به ربك
في امره ونهيه ووعده ووعيده ولا تشغلها بدون ما كلف
به ربك واغسل قلبك بماء الحزن والخوف واجعل ذكر الله
تعالى من اجل ذكره إياك فإنه ذكرك وهو غني عنك
فذكره لك أجل وأشهى وأثنى وأتم من ذكرك وأسبق
ومعرفتك بذكره لك تورثك الخضوع والاستحياء
والانكسار ويتولد من ذلك رؤية كرمه وفضله السابق
وتصغر عند ذلك طاعتك وان كثرت في جنب منته
وتخلص لوجهه ورؤيتك ذكرك له تورثك الرياء والعجب
والسفه والغلظة في خلقه وهو استكثار الطاعة ونسيان
فضله وكرمه ولا تزداد بذلك بعدا ولا تستجلب به
على معنى الأيام إلا وحشة
والذكر ذكران : ذكر خالص بموافقة القلب وذكر
صادف لك بنفي غيره كما قال رسول الله ( ص ) انا لا
احصى ثناء أنت كما أثنيت على نفسك فرسول الله
( ص ) لم يجعل لذكر الله تعالى مقدارا عند علمه بحقيقة
سابقة الله عز وجل من قبل ذكره له ومن دونه أولى
فمن أراد يذكر الله تعالى فليعلم انه ما لم يذكر الله العبد
بالتوفيق لذكره لا يقدر العبد على ذكره
2019-11-17