الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / 11 جدال في شهر العسل – السيد حسين الحيدري

11 جدال في شهر العسل – السيد حسين الحيدري

الفصل العاشر

مرّتْ فترة طويلة بعد أداء الصلاة إلا أنّ هدى لم تخرج من غرفتها، اشتدّ قلق علي وازداد تشوّش باله، خصوصاً بعد أنْ ناداها فلم تجبه، احتمل أنْ تكون نائمة، لكنه تفاجأ بأنها جالسة وتكتب على ورقة صغيرة بعض الملاحظات، سلم عليها فلم تردّ، لانشغال فكرها بما تكتب، انتظر قليلاً حتى أتمّتْ كتابتها، ثم التفتتْ إليه قائلة: ما أكثر المواضيع التي تركتها ووعدتني البحث فيها مستقبلاً، ولكنكَ لم تفِ بوعدك.

علي: (ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة) عزيزتي هدى، إنّ المأمورَ معذورٌ كما يقولون، فأنا لستُ مخيّراً في غرفة التحقيق كما ترين، لأني كنتُ مطيعاً لِضابط التحقيق في كلِّ أوامرهِ، فإنْ قال: تكلـّم في الموضوع الفلاني أو اترك الموضوع العلاني، أو أجّله أو حدّثني باختصار، أو يكفي هذا أو عُدْ إلى الموضوع الأول، فليس لي إلا الطاعة فيما يأمر.

هدى: (تنزل هذه الكلمات كالماء البارد على القلب الصادي، وتهدأ قليلاً ثم تنفجر بالضحك عالياً) صدقتَ يا عزيزي في جميع ذلك، فأنا لم أتركْ لك خياراً، وكنتُ أوجِّهكَ حيثُ أريدُ أنا، وكنتَ تتلطـّف عليّ بمماشاتي دائماً.

علي: والآن أنا تحتَ أمر سيدتي، فأيّ موضوعٍ تريدين بحثه، تفضلي بفتح بابه، وطرحه على طاولة البحث والتشريح.

هدى: عفواً ومعذرةً لأني غفلتُ عن نفسي، وتصورتُ للحظاتٍ أنك المُقصِّـرُ فيها.

علي: لا بأس عليكِ، فحبُّكِ للتعرّفِ على الحقائق، وتشوّقكِ في طلب العلم، حَدَى بكِ لهذا الاهتمام والانفعال.

هدى: أحسنتَ، فإني أحبُّ معرفة كلِّ شيءٍ، وأتمنى التهام العلم بأسرع وقت.

علي: صدق النبي ص حيث يقول: (منهومان لا يشبعان طالب علمٍ وطالبُ مال).

هدى: بقي في الأذان موضوعٌ واحدٌ، وسوف أسجّل هدفَ النصر فيه هذه المرّة.

علي: أصبحنا بعد الزواج نفساً واحدةً، فكِلانا مُنتصران إذا توصّلنا إلى الحقيقة ثم اتبعناها، أما لو أصابنا التكبّر والعِناد عن قبول الحقّ، فهذا هو الخسران المبين.

هدى: حقاً وصدقاً ما تقول، والآن قل لي: ما هو دليلكم على الشهادة لعليٍّ بالولاية في الأذان، وهل هي جُزءٌ مِنَ الأذان؟

علي: الشهادة الثالثة لعليٍّ ع ليستْ جُزءاً مِنَ الأذان مطلقاً.

هدى: (مندهشة) ماذا تقول؟ إذن ما لكم تتمسكون بها في الأذان؟ أليس الأذان توقيفياً كما تفضلتَ سابقاً؟

علي: أولاً إنّ جميع فقهائنا قالوا بعدم جزئيتها في الأذان.

هدى: ورغم ذلك تلتزمون بها.

علي: وثانياً: الأذان لا يشبه الصلاة، رغم أنّ كلاهما عبادة.

هدى: وضِّحْ لي أكثر، فلم أفهم مرادك.

علي: دعيني أقرِّبُ لكِ الفِكرة، فلو أنك كنتِ تؤذنين للصلاة وسألتكِ عن حاجةٍ أفقدها، فأجبتيني بأنها في المكان الفلاني، فهل يبطل الأذان بجوابكِ؟

هدى: كلا.

علي: أمّا لو كنتِ تصلين، فهل ستجيبيني أثناءها؟

هدى: كلا، لأنّ الكلام العادي مُبطِلٌ للصلاة.

علي: أحسنتِ، فهناك فرقٌ بين الأذان والصلاة، وكذلك لو بادرتي فسألتيني أنتِ عن شيءٍ وأنتِ تؤذنين، فلا يبطل أذانكِ.

هدى: صحيحٌ ما تقول، ولكنكم مصرّون على الإتيان بها في الأذان.

علي: هناك سببٌ لالتزامنا بها، وهو ورود أحاديث نبوية عندنا تقول: (إذا ذكرتموني فاذكروا علياً مِنْ بعدي)، وهذا الأمرُ المستحبُّ عامٌ في كلِّ وقتٍ، ومِنْ ضِمْنِ تِلك الأوقات الأذان.

هدى: فتأتون به لِكونه مستحبٌ.

علي: قلتُ لكِ، نأتي به ليس للاستحباب الخاص في الأذان، ولكنْ لاستحبابه العام في كلِّ الأوقاتِ، ويشملُ ذلك وقتَ الأذان.

هدى: يَصْعُبُ عليّ فهمَ هذا التداخل في الأحكام، لِعدم وجود نظير له في الأحكام.

علي: بل هناك أمثلة شبيهة به، فقد ورد استحباب التوجُّهِ للقبلة في كلِّ الأوقاتِ، وهذا هو حكمٌ عامٌ، كما ورد استحبابُ التوجُّهِ للقبلة بشكلٍ خاص في تلاوة القرآن.

هدى: (مقاطعة إياه) إذا ورد استحباب التوجه للقبلة في تلاوة القرآن، فلا نحتاج إلى الحكم العام باستحباب التوجه للقبلة؟

علي: لكني لم أكمل كلامي بعدُ.

هدى: عفواً، أكملْ حديثك.

علي: أما في الوضوء، فلم تردْ رواية خاصة في استحباب التوجّه للقبلة أثناءه، فنستطيعُ التوجه للقبلة إذا توضأنا، لِوجود الاستحباب العام بالتوجّه نحوها بكلّ وقت.

هدى: حقاً إنه مثالٌ جميلٌ جداً، ولكنه نادرٌ، فهل يمكنك ذِكرُ مثال آخر؟

علي: في الأذان إذا أردنا أنْ نشهد لنبينا بالرسالة، فنحن نصلي عليه بعد ذكره.

هدى: ولكن لا أرى تشابهاً بما نحنُ فيه.

علي: ألم يرد أمرٌ في القرآن والسنة بالصلاة على النبي عندما نذكره؟

هدى: هذا صحيح.

علي: فإذا وصلنا في الأذان إلى الشهادة له بالرسالة، فهل تصلين عليه؟

هدى: طبعاً، وهذا الأمرُ مِنَ الواضحات بحيث لا يحتاج إلى سؤال.

علي: وهل ورد في فصول الأذان، الصلاة عليه عند ذكره؟

هدى: لا أعلم.

علي: أظن أنه لم يردْ استحبابٌ خاص في فصول الأذان، ولكنّ المسلمين يصلون عليه في الأذان، للاستحباب العام الوارد بالصلاة عليه عند ذكره في كلِّ وقت.

هدى: سبحان الله، ما كنتُ أتصور وجود مثل ذلك في الأحكام الشرعية، وأعتقد بأنّ مثال الصلاة على النبي في الأذان، هو أقرب لِمَا نحن فيه، وقد فهمتُ مِنْ كلامِكَ بأنه لا توجد عندكم أحاديث في الشهادة لعلي بالولاية في الأذان بالخصوص.

علي: بل وردتْ أحاديثٌ في ذلك، ولكنها ضعيفة السند.

هدى: فلا يمكن الاعتماد عليها في كونها مستحبة بالخصوص في الأذان.

علي: هناك مَبنى فقهي لدى بعض الفقهاء، يُسمّى باب (روايات مَنْ بَلغَهُ ثوابٌ على عمل)، واستناداً لهذا المَبنى الفقهيّ يُمكنُ الحكم باستحبابِ الشهادة الثالثة لعلي ع في الأذان، اعتماداً على هذه الروايات الضعيفة.

هدى: معناه أنّ أكثر فقهائكم يحكمون باستحبابها العام وليس الخاص في الأذان.

علي: صحيح.

هدى: ولكن يصعبُ على عامّة الناس مِثلَ هذه النية، فكيف تنوون الاستحباب العام وعدم جزئيتها حينما تأتون بها في الأذان؟

علي: لا حاجة لِمثل هذه النية، فلا يوجد أمرٌ شرعيٌ بذكر النية في أنّ ما نأتي به واجبٌ أو جزءٌ، وأنّ ذلك الجزء مُستحبٌ خاص وذاك مُستحبٌ عامٌ.

هدى: لماذا لا يجب التفصيل بالنية بين المُستحب والواجب مثلاً؟

علي: لأنّ النبي ص قال: (صلـّوا كما رأيتموني أصلي)، ومعلوم بأنّ بعض أفعال الصلاة واجبٌ وبعضها مستحبٌ، لكنه ص لم يأمرنا بأنْ ننوي هذا الفعل واجبٌ وذاك الفعل مستحبٌ.

هدى: صدقتَ يا عزيزي، فالأحاديثُ الواردةُ في صلاة النبي ص، هي ما رآه الصحابة من صلاتِهِ وبيان كيفيتها، دونَ تمييزٍ بين واجبٍ ومستحبٍ، ولكنْ متى بدأتم بزيادة الشهادة لعليٍّ في الأذان؟

علي: أعتقدُ بأنه قد نشأ في زمن معاوية.

هدى: ولماذا في زمن معاوية؟

علي: لمّا أمرَ معاوية بسبِّ عليٍّ ع ولعنِهِ على المنابر وفي صلوات الجُمَع، فكان شعاراً للدولة الأموية مدّة ثمانين عاماً، فأعلن الشيعة هذا الشعار لهم.

هدى: عجيب، وهل أمر معاوية بسبِّ رابع الخلفاء الراشدين؟

علي: روى مسلم في صحيحه ج2 ص360 (أنّ معاوية أمر سعد بن أبي وقاص فقال له: ما منعك أنْ تسبّ أبا تراب [ أي علياً ع ] فقال: أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسول الله ص فلنْ أسبّه ….).

هدى: قد يُقال لكم: بأنّ معاوية كان يستفسر مِنْ سعد عن عدم سبّه لعلي، لا أنه أمره بسبِّه، وإلا كيف يُعقل أنْ يسبّ معاوية صحابياً كبيراً كعلي؟

علي: أولاً: مَنْ كان مُستعداً لِحَربِ وقتالِ عليٍّ ع في صفين، ليس عجيباً عليه أنْ يسبّه ويلعنه، ثانياً: لقد فهم العلماء منه أنه أمره بسبه فرفض، فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة ج5 ص42: (وأما حديث سعد لمّا أمره معاوية بالسبِّ فأبى، فقال: ما منعك أنْ تسبّ علي بن أبي طالب، فقال: ثلاث قالهن رسول الله ص فلن أسبّه ….الحديث، فهذا حديثٌ صحيحٌ).

هدى: ما كنتُ أعلم بأنّ معاوية هو أولُ مَنْ سَنَّ سَبَّ الصحابة، ولكنْ لعلّ معاوية غضبَ مرةً وسبَّ، وليس الأمر مستمراً.

علي: روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص134 حديث 14740: (عن أبي عبد الله الجدلي قال‏:‏ دخلتُ على أمِّ سلمة فقالتْ لي‏:‏ أيُسبُّ رسولُ الله ص فيكم‏؟‏ قلتُ‏ُ:‏ معاذ الله،…. قالتْ‏:‏ سمعتُ رسول الله ص يقول‏:‏ ‏(‏مَنْ سَبَّ علياً فقد سَبَّني)‏‏، ثم قال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة‏.

وروى الألباني في السلسلة الصحيحة ج7 ص996: (قالت لي أم سلمة: أيسبُّ رسول الله ص بينكم على المنابر؟ قلتُ: سبحان الله وأنّى يُسبُّ رسولُ الله ص؟ قالتْ: أليس يُسبُّ عليُّ بن أبي طالب ومَنْ يحبّه، وأشهدُ أنّ رسولَ الله كان يحبه).  ‏

هدى: عجيب، فقد قالت أم سلمه: أيسبُّ رسول الله بينكم على المنابر؟ !!!

علي: وهل تعلمين لماذا قتلَ معاوية الصحابيَّ الجليل حجر بن عدي؟

هدى: كلا، وما هو السبب؟

علي: لأنه رفض أنْ يلعن علي بن أبي طالب ع.

هدى: يقتلُ صحابياً لأنه رفض أنْ يَسُبَّ صحابياً، هذا مما لا يمكن تصديقه.

علي: روى ذلك الطبري في تاريخه ج5 ص95 – 105، وابن الأثير في الكامل ج3 ص352 – 357 وغيرهما.

هدى: قتلُ صحابيٍّ كحجرٍ جريمة كبرى، وسبُّ صحابيٍّ عظيم كعلي جريمة أخرى.

علي: وهناك أفضع من ذلك، فقد أمر معاوية في مجلسه عبد الرحمن بن حسان العنزي أنْ يلعنَ علياً فأبى وامتنع، فأرسله معاوية إلى زياد وأمره أنْ يقتله قتلة ما قتلها أحدٌ في الإسلام، فدفنه زياد حياً.

هدى: (تضعُ يديها على أذنيها وكأنها لا تريدُ سماعَ مثلَ هذه الجرائم البشعة) الله أكبر .. الله أكبر، ماذا تقول؟ دفنه حياً لأنه لم يلعن علياً؟

علي: ولقد أشار لهذه الحادثة بعضُ المؤرخين، كابن خلدون في تاريخه ج3 ص13، وابن عساكر في تاريخ دمشق ج8 ص27، وج34 ص301، والزركلي في الأعلام ج3 ص303، وج4 ص207، وغيرهم.

يرتجف بدن هدى وتنهمر عيناها بالدموع وتجهش عالياً بالبكاء، لأنها لم تتحمل سماع هذه الوحشية المقززة للنفوس.

علي: (ينتظرُ مدةً حتى هدأتْ هدى، وكفكفتْ دموعها وابتسمتْ له) لنترك معاوية وجرائمَه، فهل عندكِ سؤالٌ آخر؟

هدى: لماذا تقولون: (أشهد أنّ علياً وليُّ الله) دون غيرها مِنَ العِبارات؟

علي: لأنّ الله تعالى قال: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ومعلوم بأنّ علياً قد تصدّقَ بخاتمه على فقير وهو في حال الركوع فنزلت الآية.

هدى: وهل ذكر أحدٌ مِنْ مفسرينا ذلك في تفسيرها؟

علي: أعتقد بأنّ إجماعَ المفسرين قد ذكروا ذلك.

هدى: إجماع مفسرينا، بينما لم يَطرُقْ سمعي ذلك أبداً !!!

علي: نعم، قال الآلوسي في تفسيره روح المعاني ج6 ص167، عند تفسير هذه الآية: (وغالب الأخباريين على أنها نزلتْ في علي كرم الله وجهه).

هدى: سبحان الله، أغلب رواة الأخبار رووا ذلك، ولكن ما هي الأخبار التي رووها؟

علي: روى ابن عباس أنّ النبي ص قال للسائل: فهل أعطاك أحدٌ شيئاً؟ قال: نعم، وأشار إلى علي بن أبي طالب، فقال ص: على أيّ حالٍ أعطاك؟ قال: وهو راكع، فكبّر النبي ص ثم تلا هذه الآية، فأنشأ حسان يقول:

أبـا حسنٍ تفديـك نفسي ومهجـتي  وكلّ بطيءٍ في الهدى ومسارعِ

فأنتَ الذي أعطيتَ إذ كنتَ راكعاً  زكاةً فدتكَ النفسُ يا خيرَ راكـعِ

فأنـزل فيـــك الله خيـــر ولايـــةٍ  وأثبتهـــا في محكمات الشرايـــعِ

هدى: وهل يكفي رواية الآلوسي وحدها؟

علي: رواها كثير من المفسرين، كالشوكاني في فتح القدير، وأبي السعود في تفسيره ج2 ص52، والواحدي في أسباب النزول ص114، والسيوطي في لباب النقول ص93، والزمخشري في الكشاف ج1 ص649، والبغوي في معالم التنزيل ج2 ص272، والجزري في جامع الأصول ج9 ص478 حديث 6503.

هدى: الله الله .. وما شاء الله، ما هذا البحر الهادر والموج الجارف، توقف يرحمك الله قبل أنْ يُغرقنا تيّاره، لقد فهمتُ منك بأنّ الآية المذكورة قد سمّتْ علياً وليَّ الله، لذلك اخترتم الشهادة له بالولاية.

علي: صحيح، وكذلك قال النبي ص يوم غدير خم بعد عودته من حجة الوداع: (مَنْ كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه) فسلم عليه المسلمون قائلين له: (بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحتَ مولاي ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة).

هدى: عجباً لي، فكم أنا جاهلة بتاريخ صدر الإسلام، حيث لم تطرق سمعي أكثر هذه الأمور، فكم أحتاج مِنَ الوقت لِتتضحَ لديّ كلّ الحقائق، ولكن أليس غريباً أنْ يقول الصحابة لشخص: أصبحتَ مولاي؟

علي: أورد أحمد بن حنبل في مسنده ج4 ص281، وكذلك رواه ابن حنبل في كتاب فضائل الصحابة ج2 ص596، وغيره مِنَ الحفاظ، أنّ أبا بكر وعمر لمّا سمعا كلام النبي المتقدم قالا: (أمسيتَ يا ابن أبي طالب مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة).

هدى: سبحان الله، الخليفة الأول والثاني يقولان ذلك لعلي، ما أعظمها مِنْ منزلة، لقد قلتَ رواه غيره من الحفاظ، هلا ذكرتَ بعضهم.

علي: ورواه في أسد الغابة ج4 ص28، وتفسير الرازي ج12 ص49 – 50، وروح المعاني ج6 ص194، والصواعق المحرقة ص44، والرياض النضرة ج3 ص127، ومناقب ابن المغازلي ص19.

هدى: لقد نسيتُ أنْ أسألك عن أصل حديث الغدير (من كنت مولاه ….).

علي: حديث الغدير بلغ حدَّ التواتر عند المسلمين.

هدى: التواتر !!! فهو بمعنى آخر قطعيُّ الصدور عن النبي ص، فمن رواه؟

علي: بشكل إجمالي رواه 110 من الصحابة و80 من التابعين و360 من العلماء.

هدى: التواتر يحتاج لثبوته خمسة من الصحابة، وهنا رواه أكثر مِنْ مائة!!!

علي: فهو فوق حدِّ التواتر بأضعافٍ مضاعفة.

هدى: الرجاء منك ذكر مَنْ صرّح بتواتره.

علي: هناك ثلاثة طرق لإثبات تواتره: الأول: تتبع الأحاديث التي رواها الصحابة، وهو طريق صعب على أمثالنا، وقد قام الشيخ الأميني في موسوعته (الغدير) بهذه المُهمّة الصعبة، فإنْ أحببتِ التفصيل فراجعيه، والثاني: وجوده في كتب مختصّة بجمع الأحاديث المتواترة.

هدى: وماذا تقصد بهذا الطريق؟

علي: لقد ألف علماؤكم كتباً عن الأحاديث المتواترة، وأدرجوا حديث الغدير فيها، كالسيوطي والزبيدي والكتاني والمتقي الهندي وعلي القاري.

هدى: وماذا عن الطريق الثالث؟

علي: الطريق الثالث: هو البحث عمن صرّح بتواتره من العلماء، كالذهبي كما نقل عنه ابن كثير في تاريخه ج5 ص213، وقال في سير أعلام النبلاء ج8 ص335 عنه: (هذا حديث حسن عال جدا، ومتنه فمتواتر)، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ج5 ص213، وابن الجزري في أسنى المطالب ص3 ـ 4، والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر ج1 ص269، وشعيب الأرنؤوط في تعليقته على مسند أحمد  ج1 ص330، والألباني في السلسلة الصحيحة ج4 ص249.

هدى: ما شاء الله، فليس فوق التواتر منزلة، وأتصور أنه لم تبقَ لديّ ملاحظاتٌ عن الصلاة، والآن لنرجع إلى الموضوع المهم الذي شغل بالي وأرقني كثيراً، وهو موضوع افتراق الأمّة إلى فِرقٍ كثيرة، والناجي منها واحدة.

علي: لننام مبكراً الليلة، وغداً ننظر في الموضوع.

هدى: أتعدني ببحثه ومناقشته؟

علي: نصبح وتصبحون ونرى مزاجنا وأحوالنا، فإنْ كان مساعداً بحثناه.

هدى: تصبح على خير.

علي: وتصبحين على ألف خير.


 

شاهد أيضاً

كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم عليك؟

” اللهم صل على محمد وآل ومحمد ”  الصلاة على النبي وآله 1 – حدثنا قيس بن حفص وموسى ...