الشعب العراقي وأد فتنة ايتام صدام
9 أكتوبر,2019
تقاريـــر
882 زيارة
جمال كامل
انتهت التظاهرات المطلبية في العراق، وبدات الحكومة في العمل على تلبية مطالب المتظاهرين في سرعة تبدو قياسية، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه، ولابد ان تتوقف امامه المرجعية الدينية والحكومة العراقية والبرلمان والسلطة القضائية والقوات المسلحة والحشد الشعبي والنخب الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وقبل كل هؤلاء الشعب العراقي، هو لماذا وجد البعث الصدامي مجالا على هامش هذه التظاهرات ليردد شعاراته الشوفينية والعنصرية المقززة؟ ولماذا سقط هذا العدد الكبير من القتلى بين المتظاهرين دون اي مبرر وفي فترة قياسية جدا؟.
لسنا هنا في وارد مناقشة لماذا نزل العراقيون الى الشوارع، فهذا النزول هو حق قانوني للمواطنين، بالاضافة الى كونه حالة صحية تعكس وعي الجماهير التي تعمل من خلال هذا النزول الى اسماع صوتها للحكومة ومحاولة الضغط عليها لتحقيق مطالبها المشروعة، بعد ان فشلت الوسائل الاخرى في تحقيق هذا الهدف، ولكن ما نحن بصدده، كيف تمكن أيتام المجرم صدام، المعروفون بتاريخهم الاجرامي الاسود، وبارتزاقهم الفاضح على المال السعودي والخليجي، وبعمالتهم الذليلة للسفارة الامريكية، وبسقوطهم الاخلاقي المعلن، من ان يجدوا لهم هامشا في هذه التظاهرات، وان يقنعوا البعض بأنهم اصحاب تأثير في المشهد العراقي؟!.
تظاهرات الايام القليلة الماضية التي شهدتها بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، رغم كل مآسيها، كشفت عن اشياء في غاية الخطورة للعراقيين اجمعهم، وهو ان أيتام المجرم صدام، وإن كانوا لا يشكلون خطرا على العملية السياسية كما يرى البعض، فعراق اليوم ليس عراق “البيان رقم واحد”، الا ان هذه الفيروسات (ايتام المجرم صدام)، تم تبنيها من قبل المخابرات الامريكية و”الاسرائيلية” والسعودية، من اجل الضغط على الحكومات العراقية اذا ما تجرأت على التمرد على الاوامر الامريكية، أو من اجل التشويش على العلاقة التي باتت تترسخ وتتعمق يوما بعد يوم بين الشعبين العراقي والايراني.
كان بالامكان ان نمر مرور الكرام من امام دور أيتام المجرم صدام على هامش التظاهرات، مثل الإساءة للمرجعية الدينية العليا وشخص آية الله السيد علي السيستاني دام ظله، والى الشعائر الحسينية ولا سيما زيارة الاربعين، رفع شعارهم المقيت في التمجيد بطاغية العراق المقبور، او التنفيس عن حقدهم المرضي والعنصري الذي ينخر بصدورهم ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، او التعرض للحشد الشعبي الذي أقبر حلمهم بالعودة الى السلطة على اكتاف رفاقهم بالاجرام “الدواعش”، او شحنهم من مختلف مدن بعض الدول الاوروبية، بتخطيط امريكي “اسرائيلي” وبتمويل سعودي، وتكديسهم امام سفارات العراق، او تضخيم ما قاموا به من قبل الاخطبوط الاعلامي الامريكي “الاسرائيلي” الخليجي، فمثل هذه الممارسات باتت مكشوفة ومعروفة للعراقيين، فهي تعكس حقدهم وعجزهم ليس إلا، ولكن ما قام به هؤلاء من نشر فرق القناصة في المناطق التي شهدت التظاهرات، لقتل المتظاهرين، يتطلب ان تعيد الحكومة سياستها ازاء التعامل مع هؤلاء المجرمين الذين ازهقوا ارواح 110 من المتظاهرين السلميين الابرياء.
ان الارهاب المسلح، لن يجد طريقه الى التطبيق لو لم يسبقه ارهاب فكري وغسيل ادمغة يمارس بشكل ممنهج ومدروس من قبل جهات باتت معروفة للحكومة والشعب العراقي، ولم يعد مسموحا التغاضي على دور زعماء الارهاب الفكري من البعثيين الذين احتضنهم المال السعودي القذر بعد ان جندتهم امريكا و”اسرائيل”، واللافت في الفتنة التي شهدها العراق مؤخرا، هو انك لا تجد صوتا واحدا من ابناء المناطق الغربية من العراق رغم كل الضجة المفتعلة لأيتام المجرم صدام، فكل الاصوات التي حاولت ان تضخم دور أيتام المجرم صدام هي اصوات “شيعية”!!، تم تجنيدها من قبل الاستخبارات الامريكية و”الاسرائيلية” والسعودية، ويكفي ان يبحث اي شخص عن خلفية زعماء الفتنة التي شهدها العراق مؤخرا حتى يجد كما هائلا من المعلومات بالصوت والصورة، حتى ان بعضهم يعترف وامام جمع غفير لعمالته للموساد، كالمدعو غيث التميمي، فمثل هؤلاء لا يمكن التعامل مع ارهابهم على انه حرية تعبير، وعلى الحكومة العراقية ان تطلب عبر القنوات القانونية من الدول التي تحتضن رؤوس الفتنة هؤلاء، ان تكف شرهم عن العراقيين، بعد ان تسببوا بقتل الشباب العراقي، من اجل احداث فتنة في المجتمع العراقي.
من العراقيين من لا يعرف التاريخ الاسود المتخم بالعار والخيانة والارتزاق والسقوط الاخلاقي لامثال انور الحمداني واحمد البشير وهاشم العقابي واياد جمال الدين وغيث التميمي وفائق دعبول وناجح الميزان ورهد السليمان ومحمد جمال الدين، فهؤلاء لم يثيروا الفتنة عبر الكلام التحريضي والفتنوي والحاقد، بل هم من غطى على القناصة والمجرمين الذي قتلوا الشباب العراقي، وما زالوا يفعلون ذلك حتى بعد ان اخمدت الفتنة، فبالامس الثلاثاء، استشهد رجل امن واصيب اربعة اخرون بجروح بينهم ضابطان عندما تعرض رجال الامن في مدينة الصدر لاطلاق نار من قبل قناصة، خلال تأمين الحماية للمجلس البلدي والمحكمة والمتظاهرين.
ما شهده العراق خلال الايام القليلة الماضية، يجب ان يغير نظرة الحكومة الى ما كان يسوق حتى الان على انه حرية تعبير واعلام وصحافة، بعد ان جندت جهات معروف فضائيات مثل الشرقية والبغدادية والرافدين ودجلة و..، أيتام صدام ليضربوا امن واستقرار العراق ويثيروا الفتن في ربوعه، ويحرضوا العراقيين على بعضهم البعض عبر خطاب عنصري طائفي حاقد، ويتعرضوا للشعائر الحسينية ومراجع الدين، ويتهموا القوات الامنية بجرائم القتل التي ارتكبها جناحهم العسكري ضد المواطنين الابرياء، فلا يوجد بلد في العالم مهما ادعى الديمقراطية والحرية، يسمح ان يعكر صفو سلمه الاهلي من قبل اي كان، وعادة ما تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالاقتراب من الخطوط الحمراء، لذا على العراقيين ان يحذروا أيتام صدام، فهم والفضيلة والعفة والاخلاق على طرفي نقيض.
#الشعب_ العراقي 2019-10-09