خلال يومين فقط تم احصاء ما يقرب من 243 صفحة تم انشاؤها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وهي تدعو جميعا للعنف وتشجع عليه وتروج لثقافته بشكل مروع للغاية .
تلك الصفحات تمول بشكل مناسب وهناك بالتاكيد جهات راعية لها تدفع الثمن وتشرف عليها وتجهزها بالمواد الصالة لتسويق مادتها الدعائية التخريبية .
واذا عرفنا ان كلفة تمويل الصفحة الاولى وانشاؤها قد يتراوح بين عشرة الى خمسة عشر الف دولار . فعلينا ان نتخيل جميعا حجم الانفاق الكبير والتمويل العالي لتلك الصفحات من قبل جهات مجهولة لا تريد للعراق الخير واهله !
لكن من هي تلك الجهات وماهي ارتباطاتها المشبوهة وكيف تتحرك على الارض وفي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ يعطي الدليل والمؤشر الواضح على ان ثمة تواطؤ دولي يقوم بتوجيه الاحداث نحو منعطف معين لا يقود بالبلاد الى حيث اللارجعة والى حيث لا يمكن تدارك الامور .صحيح ان فضاء الانترنت مفتوح للجميع وهو واجهة يمكن ان نستغلها جميعا من اجل ان نقول ما نفكر به او نشعر فيه ازاء القضايا المختلفة لكن المشكلة انه قد يكون كماشة تمسك اعناقنا وتقبض على ارادتنا وتحرك توجهاتنا نحو الوجهة الخطا التي هي ليست الطريق الامثل نحو انتشال البلاد من مشكلاتها ومازقها الكبيرة والكثيرة .
لارجعة عن ذات المنهج الذي يحاول الاخرون زج البلاد فيه لتحويلها الى مستنقع دموي كبير ، وهذا الاصرار هو جوهر المشكلة الكبيرة التي نعاني منها اليوم .هي مشكلة وجود دول ذات توجهات معادية للعراق تملك من المال الكافي ما يحرق قارة باكملها وليس بلدا كالعراق وهي التي عملت سابقا على ان يتم هذا الحرق بواسطة السيارات المفخخة او الانتحاريين او غيره.
الاوضاع التي يتم التهيئة لها ليست جزءا من حراك شعبي مطلبي بل هو عملية فرض لارادة شريرة تحرق الاخضر واليابس وتفتك بالناس وتقود بهم الى المجهول في نهاية المطاف .
.