10-ط-المجتمع في مواجهة الظالمين على أبواب الشام وقف يودع أهلها . . . و كان جمع غفير من الطيبين قد تجمهروا لوداعه في مظاهرة واضحة على جور معاوية – وإلى الخليفة في البلاد .
هناك وقف أبو ذر يخطب فيهم قائلاً :
” أيها الناس : إني موصيكم بما ينفعكم ، و تارك الخطب و التشقيق .
احمدوا الله عز وجل .
فقال الناس : الحمد لله .
ثم قال : أشهد أن لا إله الله و أن محمد عبده و رسوله ، فأجابوه بمثل ما قال .
فقال : أشهد أن البعث حق ، و أن الجنة حق ، و أن النار حق و اقر بما جاء من عند الله و أشهدوا عليّ بذلك .
فقال الناس : نحن على ذلك من الشاهدين .
قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله و كرامته ما لم يكن للمجرمين ظهبراً ، و لا لأعمال الظلمة مصلحاً ، و لا لهم معيناً .
أيها الناس : اجمعوا مع صلاتكم و صومكم غضاً لله عز وجل إذا عصي في الأرض ، و لا ترضوا أئمتكم بسخط الله ، و إن أحدثوا ما تعرفون فجانبوهم ، و ازرئوا عليهم ، و إن عذبتم و حرمتم و سيرتم ، حتى يرضى الله عز وجل ، فإن الله أعلى و أجل ، و لا ينبغي أن يسخط برضى المخلوقين ، غفر الله لي و لكم .
استودعكم الله ، و أقرء عليكم السلام و رحمة الله .