لقد شهدت العقود الماضية شخصية عظيمة تعتبر من أهم الشخصيات المأثرة في المجتمع حيث استطاع أن يبدل عقلية المجتمع المسلم ويبعث الأمل في نفوس شبابه بالتغيير الإيجابي تحت راية الإسلام التي أصيبت بالتخدير بفعل شبهات الأعداء ودسائسهم وظلت خانعة لفترة طويلة لا تهتدي إلى ركن وثيق.
حتى برزت شخصية الإمام الخميني الفذة الواعية المتمسكة بالإيمان بالله تعالى وبقدرة الإسلام على إحداث فجوة في وجدان الشعوب لتكون بعد ذلك نبراس حق ومشعل نصر يضيء الطريق أمام المستضعفين في العالم نحو بوادر التحرير من براثن المحتلين والمستعمرين.
وبالفعل لقد استطاع هذا القائد التاريخي أن يفجر حناجر الجماهير بصوت الرفض للطغاة وأن يقلب صفحة تاريخ المسلمين من الخنوع والخضوع إلى العزة والكرامة والانتصار ويسطر بعد هذه الثورة فتحا عظيما قضى بموجبه على أعتا أزلام التبعية للغرب،
وفتح عقول المسلمين على حقيقة ناصعة حية تبعث الأمل في نفوسهم نحو قيام دولة لهم لا شرقية ولا غربية، بعد أن أوحى لهم الأعداء باستحالة العيش من دون التبعية للغرب أو للشرق، وهنا تبرز أهمية الثورة التي قام بها الشعب المسلم في إيران تحت نظر الله تعالى ورعاية الإسلام وبتوجه من قائده العظيم والرجل الرباني الذي لا تأخذه في الله المآخذ.
نعم لقد فتحت الثورة الإسلامية الإيرانية عقول المسلمين والمستضعفين في كل العالم لتقول لهم أن الظلم لا يطول بل يصول صولة ويهمد ويأتي بعد ذلك دور الحق ليصول صولات في مجال إحياء كلمة العدالة والكرامة، وهذا هو معنى تصدير الثورة الإسلامية إلى كل العالم فعندما يقول الإمام الخميني(قدس سره) أن ثورتنا يجب أن تصدر إلى كل العالم يعني بذلك تصدير دروسها ومفاهيمها ومعطياتها التي نتجت عنها لا تصدير السلاح والمذهب كما يوحى ويصرح بذلك المستكبرين حتى لا يصدر الإسلام الأصيل إلى شعوب العالم المظلومة.
تنبأ الإمام الخميني لشمولية الصحوة الإسلامية وتأثيرها المستقبلي على مجريات الأمور وحسابات الأعداء واعتبرها وعد الله تعالى للمستضعفين ودعا إلى نسيان الهزائم والتحضير لزمن النصر ورفعة الأمة وعزتها.
وعندما يعتبر الإمام الخميني أن الأقطار الإسلامية جميعا جزءا من وجدانه ويريد لها أن تنعم بالأمن والسلام والاستقلال عن الاستكبار وقطع يده عن سرقة خيراتها فهذا ينبأ عن مدى تعلقه بقضايا العالم الإسلامي ومدى حزنه على أوضاعهم وعمله على تحريرهم من التبعية المذلة للغرب بتصدير مفاهيم الثورة الإسلامية لهم حتى ينعموا بتجربة ناجحة فيستفيدوا منها الدروس والعبر.
حتى أن الإمام الخميني يعتبر نفسه وثورته في خدمة الإسلام بل كل ما قام به يعتبره تكليفا إلهيا يوصله لنيل رضا الله تعالى لا للمناصب الدنيوية كما هو السائد في قادة هذا الزمان فنراهم يضحون بالغالي والنفيس للوصول إلى كرسي الحكم، وهذه الثورة التي قامت تحت راعية وتوجهات الإمام الخميني كان من أبرز أهدافها إحياء تعاليم الإسلام والحفاظ عليه حتى يقف في وجه الهجمة الشرسة المفروضة عليه من قبل دول الغرب وأزلامها، ولم يرى أن الهجمة التي شنت على إيران الدولة الإسلامية هي لأجل كسر إيران بل رآها هجمة على الإسلام لإضعافه وجعله يغرق في الفقر والتخلف والتبعية للغرب.
وتنبأ الإمام الخميني لشمولية الصحوة الإسلامية وتأثيرها المستقبلي على مجريات الأمور وحسابات الأعداء واعتبرها وعد الله تعالى للمستضعفين ودعا إلى نسيان الهزائم والتحضير لزمن النصر ورفعة الأمة وعزتها، كما أنه بشر بسقوط المجموعة الشيوعية الملحدة، وحثّ الشعوب المظلومة على المقاومة والاستمرار حتى تحقيق غاياتها المشروعة واستبشر بوعي ويقظة الشباب وأنها سارية بسرعة لتصل إلى نتائجها الحتمية فتقطع أيدي المستكبرين الأجانب عن بلادها وخيرات أجيالها.
ولا يمكن أن نرض بالذل ونحن نملك طاقات شابة عظيمة تستطيع أن توصل الإسلام إلى البلاد والعباد وتنقذها من النظريات الملحدة والمشركة، ونستطيع أن نقطع أيدي الأعداء عن بلادنا ونصل إلى أوج العظمة والعزة بشرط أن تبذل تلك الطاقات في طريق الحق والجهاد،
وعندئذ تتحول إلى طاقة أبدية في أيدي الشعوب المسلمة تفتخر بها الأبناء وتحافظ عليها لتصل إلى أجيال المستقبل، وأن الإسلام هو المنتصر إن نهض أبنائه وهبوا لرفع صوتهم في وجه الطغاة والمستكبرين، وعلى الشعوب أن تخرج من غفلتها لدفع المخاطر المحدقة بها من كل جانب والمتكالبة على خيراتها في كل العصور.
ومن أهم الأمور التي أكد عليها الإمام الخميني في توجهاته المليئة بالعنفوان والروح الإسلامية هو الوعي واليقظة والتواجد في الساحات لمتابعة مجريات الخطط الاستعمارية التي يراد تنفيذها في بلادنا الإسلامية، وأعلن نصرته للشعب الفلسطيني طوال حياته وقدم الدعم لقضيته في كل المناسبات واعتبر إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها من الوجود.
هذا شيء قليل من توجهات هذه الشخصية العظيمة حول الصحوة الإسلامية وحول لا بدية وقوعها ونصرتها على المستكبرين ومن يقرأ القليل في حياة هذا القائد العظيم يستطيع أن يخرج بنتيجة قاطعة تشير إلى مدى أمل هذا الرجل بالصحوة وقطعه بحصولها وطوقه لمشاهدة منجزاتها. وقد ترك لنا هذا العظيم توصيات وتعليمات تفيدنا في تطبيق وترشيد وتصحيح مسار صحوتنا لا بد لنا من الإطلاع عليها والاستفادة منها وفاء لروحه التي ضحت بكل شيء لأجل رفعة الأمة وعزتها.