من هم الأميين الذين بُعث فيهم الرسول ( ص ) ؟ بقلم سالم الصباغ
28 مارس، 2018 938 زيارة
من هم الأميين الذين بُعث فيهم الرسول ( ص ) ؟ بقلم سالم الصباغ
في ذكرى المبعث النبوي الشريف
من هم الأميين الذين بُعث فيهم الرسول ( ص ) ..؟
قراءة وتدبر في سورة الجمعة المباركة
ونحن في شهر رجب المكرم وعلى أبواب المبعث النبوي الشريف نحاول أن نستنطق اَيات الكتاب الكريم تدبراَ وتفكراَ لعلنا نجد إجابة على بعض مايدور في أذهاننا من تساؤلات وسنبدأ بالسورة المباركة الجمعة :
السؤال الأول الذي سنحاول الإجابة عليه في هذا البحث هو :
من هم ( الأميين ) الذين بُعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وأله ..؟
******************************************************
في قوله تعالى في سورة الجمعة المباركة :
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الجمعة ..
ولسوف أستبق البحث وأجيب على السؤال المذكور ، ثم نشرح ونبين كيف وصلنا إلى هذه الإجابة ، فأقول وبالله التوفيق :
إن هذا البحث بعد التدبر سيخرج بمعنى جديد على البعض لكلمة ( الأميين ) فلا يسارعنَّ البعض بهجره ورفضه بل ليته يتأمله ويتدبره ويفكر فيه ويقلبه على كافة جوانبه ويسبر غوره .
والمعنى الجديد هو أن المقصود بالأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو رسول منهم هم الأئمة من آل محمد عليهم السلام ، فلا تتعجب فإن القرآن وصفه صلوات الله عليه وآله بالرسول النبي الأمي ، فهم أيضاً الذين وصفهم الله بالأميين , وهو منهم حسب النص الشريف في سورة الجمعة .
فإن أحسنت فمن الله وإليه ، وإن أسأت فمن نفسي وعليها .
ونبدأ بحثنا بطرح بعض الأسئلة حول الآيات الشريفة :
ـ فمن هم ( الأميين ) الذين بُعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله ؟
ـ ومن هم ( الآخرين منهم ) و ( لما يلحقوا بهم ) ؟
ـ وما معنى عطفهم على (الأميين) ؟
حيث إن هذا العطف يعني أن الرسول صلوات الله عليه وآله له بعثتان ، مرة في (الأميين) وأخرى سيبعث في (الآخرين منهم ) أي من الأميين أيضا ؟
ـ ولم بُعث (فيهم) ولم يقل بُعث (إليهم) كما ورد في ثلاث آيات أخريات سنذكرها لاحقا ؟
ـ وكما في حال موسى عليه السلام ، فإنه قال: (ورسولاً (إلى) بني إسرائيل وليس (فيهم) ؟!
ـ وهل هي بعثة (خاصة) بخلاف البعثة العامة للناس كافة أو للناس جميعاً ، كما في قوله تعالى :
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ (إِلَيْكُمْ) جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 158 الأعراف
ـ لم استعمل مع (الأميين) كلمة (فيكم) ومع (الناس) كلمة (إليكم) ؟!
ـ وبالإجابة عن الأسئلة السابقة .. نحاول البحث عن تفسير ما يجري حولنا من أحداث .
المبحث الأول
ـ من الأميون المبعوث فيهم رسول منهم ؟
وحيث أن القرأن يُفسر بعضه بعضاَ ، فلنستعرض الأيات التي ذكرت المبعث النبوي الشريف ونربطها ببعضها ..
لقد تكررت آية بعثة الرسول صلوات الله عليه وآله ثلاث مرات :
1- ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ) 2/سورة الجمعة
2- (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ) 129/سورة البقرة
وهي تتحدث عن دعوة إبراهيم عليه السلام لذريته كما في قوله تعالى :
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة
3- (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ )164/آل عمران
نلاحظ أن هذه الآيات الثلاثة الكريمة تتحدث عن موضوع واحد وهو المبعث النبوي الشريف، وتكاد تتشابه آياتها تماما مع بعض الاختلافات في الألفاظ وهي تخدم ذات الموضوع، ومن خلال هذه الآيات نستطيع أن نقول أن المبعوث فيهم رسولا منهم لهم ثلاث صفات :
ـ الصفة الأولى : أنهم ( الأميين ) والرسول منهم وبعث فيهم .. سورة الجمعة .
ـ الصفة الثانية : أنهم من (ذرية إبراهيم وإسماعيل) والرسول منهم وبعث فيهم .. آل عمران.
ـ الصفة الثالثة : أنهم (المؤمنين) والرسول من (أنفسهم) ، وبعث فيهم .
ـ بالجمع بين الآيات الثلاث وباختصار نستنتج أن :
الأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو (منهم)،
هم في نفس الوقت (المؤمنين) الذين منَّ الله عليهم والرسول منهم وبعث فيهم ،
كذلك هم ( من ذرية إبراهيم وإسماعيل ) في دعوة إبراهيم ( عليه السلام )
وهم في هذه الامة محمد وآل محمد ( عليهم السلام ) والرسول منهم وبعث فيهم أيضاً .
وللحديث بقية وللتفكر تتمة في المقال الثاني بإذن الله تعالى