الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

تدوين السنة الشريفة

بدايته المبكرة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

ومصيره في عهود الخلفاء إلى نهاية القرن الأول

– السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

هذا البحث جدير بالقراءة والتمعن.

2 – وفي كتاب عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: دخل علي أناس من أهل البصرة، فسألوني عن أحاديث، فكتبوها، فما يمنعكم من الكتاب؟.
أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا (1).
ولنا بيان لهذا الحديث سنذكره في الفصل الرابع من القسم الثاني (2).
3 – وعن حسين الأحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
القلب يتكل على الكتاب (3).
4 – وعن عبيد بن زرارة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها (4).
5 – عن سيف بن هارون مولى آل جعدة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك، ولا تمد الباء حتى ترفع السين (5).
6 – وعن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم لفلان) ولا بأس أن تكتب على

(١) كتاب عاصم الحناط، مطبوع مع الأصول الستة عشر (ص 34) الكافي (1 / 42) ح 9 والبحار (2 / 153).
(2) أنظر (ص 377) من هذا الكتاب.
(3) الكافي (1 / 42) ح (8) بحار الأنوار (2 / 152).
(4) الكافي (1 / 42) ح (10) البحار (2 / 152) ح (40).
(5) الكافي (2 / 493) كتاب العشرة، الحديث (1).
(١٦٠)

مفاتيح البحث: أبو بصير (1)، أبو عبد الله (2)، الحسن بن السري (1)، سيف بن هارون (1)، مدينة البصرة (1)، عبيد بن زرارة (1)، عاصم بن حميد (1)، كتاب بحار الأنوار (1)، عاصم الحناط (1)

ظهر الكتاب لفلان (1).
7 – وقال الإمام الصادق عليه السلام للمفضل بن عمر في كتاب التوحيد: تأمل – يا مفضل – ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره، وما يخطر بقلبه، ونتيجة فكره، وبه يفهم عن غيره ما في نفسه.
وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين، وأخبار الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرهما، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحسابات، ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، وأخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم، وضاعت الآداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وما روي لهم مما لا يسعهم جهله (2).
8 – وفي كتاب مصباح الشريعة، المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام، قال: على كل جزء من أجزائك زكاة واجبة لله عز وجل…
وزكاة اليد: البذل والعطاء والسخاء بما أنعم الله عليك به، وتحريكها بكتبة العلوم، ومنافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله تعالى، والقبض عن الشرور (3).

(1) الكافي (2 / 494) الحديث (2).
(2) توحيد المفضل (ص 79 – 80) بحار الأنوار (3 / 82).
(3) بحار الأنوار (96 / 7).
(١٦١)
البلدان وأكثرها غريبة غير متداولة، فمن البعيد أن يحفظها أبو بصير بإلقاء واحد، وسماع مرة.
وهذا يدل على أن مثل هذا الحديث – في الطول والاشتمال على ألفاظ غريبة – كانوا يأخذون له مزيدا من الاحتياط بالضبط والتسجيل والكتابة والتدوين.
كما أن قوله عليه السلام: أين صاحبك الذي يكتب لك؟
يدل على أن أبا بصير الذي كان فاقد البصر، كما هو المعروف، كان قد اتخذ لنفسه كاتبا يكتب له الحديث.
ودلالة هذا الخبر على جواز كتابة الحديث، وعلى اهتمام الإمام عليه السلام بذلك واضحة جدا.
11 – وفي حديث زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، قال الصادق عليه السلام لابن مارد: اكتب هذا الحديث بماء الذهب (1).
قال الحر العاملي: فيه الأمر بكتابة الحديث بماء الذهب… ولعله كناية عن تعظيمه والاعتناء والاهتمام بتدوينه وحفظه (2).
ب – في المؤلفات:
لقد كان الإمام الصادق عليه السلام كثير الاهتمام بأمر الكتب وتدوينها يفصح عن ذلك في كل موقف وزمان، مستغلا الفرص المتاحة لمثل هذا الإعلان.

(1) تهذيب الأحكام، للطوسي (6 / 21) ح 49.
(2) وسائل الشيعة، كتاب الحج، أبواب المزار باب 23 ح 3 تسلسل 19421.
(١٦٣)
قال محمد عجاج: كان عند جعفر الصادق بن محمد الباقر عليهما السلام رسائل وأحاديث ونسخ (1).
وقد أثار هذا الجانب حفيظة بعضهم، فكان يشير إلى الإمام الصادق عليه السلام بأنه صحفي، أي: يأخذ علمه من الكتب.
وكان الإمام عليه السلام يفتخر بذلك، فلما بلغه كلام أبي حنيفة – هذا – ضحك، وقال:… أما في قوله: أنا رجل صحفي، فقد صدق ! قرأت صحف آبائي، وإبراهيم، وموسى… (2).
ويدل على أن علم أهل البيت عليهم السلام مخزون موروث غير مبدل الكلمات ولا محرف النقاط، بخلاف ما كان يجده أبو حنيفة من نقص في ما بأيديهم من النصوص، حتى التجأوا إلى الرأي والأخذ بالقياس والاستحسان، مما أدى بهم إلى الابتعاد عن الحق (3).
وقد بقي مما نسب إليه عليه السلام من المؤلفات ما يلي:
1 – التوحيد:
كتاب أملاه عليه السلام على المفضل بن عمر الجعفي الكوفي يحتوي على بيان عقيدة التوحيد بالنظر والفكر، ويسمى بكتاب (فكر)

(1) السنة قبل التدوين (ص 358) عن تهذيب التهذيب (2 / 104).
(2) لاحظ روضات الجنات للخونساري (8 / 169) وقاموس الرجال (ترجمة: محمد بن عبد الله بن الحسن) (8 / 243).
(3) أنظر تاريخ بغداد (13 / 323) ترجمة أبي حنيفة النعمان.
(١٦٤)
لأن الإمام عليه السلام يقول فيه للمفضل مكررا: فكر يا مفضل (1).
وهو مشهور متداول، ويعد من أفضل الكتب المؤلفة في باب التوحيد المرشدة إلى الاعتقاد بوحدانية البارئ تعالى ذكره.
وقد طبع مكررا باسم توحيد المفضل، وأدرجه المجلسي في بحار الأنوار مع الشرح والبيان (2).
وشرحه العالم الطبيب الشيخ محمد الخليلي النجفي مفصلا باسم (من أمالي الإمام الصادق عليه السلام) في أربعة أجزاء مطبوعة.
2 – الإهليلجة في التوحيد:
رسالة كتبها الإمام الصادق عليه السلام ردا على الملحدين المنكرين للربوبية، احتجاجا عليهم، وأرسلها إلى المفضل بن عمر، المذكور (3) وقد أوردها المجلسي – أيضا – في البحار (4).
2 – الأهوازية:
رسالة مفصلة كتبها الإمام عليه السلام جوابا لأسئلة عبد الله النجاشي والي الأهواز، تحتوي على جملة من التعاليم الأخلاقية.

(١) رجال النجاشي (ص 416) رقم (113) والذريعة (4 / 482) رقم (2156).
(2) بحار الأنوار (3 / 57 – 151).
(3) الذريعة (2 / 484).
(4) بحار الأنوار (3 / 152 – 196).
(١٦٥)

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...