دعت إحدى المنظمات الاستيطانية المتطرفة في الكيان الصهيوني إلى تنظيم عملية اقتحام واسعة النطاق للمسجد الأقصى المبارك، وهدم مسجد قبة الصخرة، فيما طالب عضوان في الكنيست الصهيوني بإعدام منفذي عمليات المقاومة، في حين واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها منفذة سلسلة اقتحامات واعتقالات في مناطق فلسطينية متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
وحدّدت ما يسمى بمنظمة “لاهافا” الاستيطانية يوم الأحد المقبل، كـ”يوم للبدء بهدم قبة الصخرة”، تزامنًا مع مناسبة ما يُسميه الصهاينة بـ “يوم القدس” والتي تحتفل بها المنظمات اليمينية المتطرفة في 28 أيار/ مايو بحسب التقويم العبري والذي يوافق هذا العام يوم الأحد المقبل، وهي المناسبة العبرية التي نظّم فيها اليمين المتطرف اقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان من العام الماضي، وأعقبها اندلاع معركة “سيف القدس”.
ودعت المنظمة الصهيونية في عدة بيانات نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، كلًا من منظمتي: “الهيكل” و”اليمين” الصهيوني، إلى حشد واسع الأحد، من أجل اقتحام ساحات المسجد الأقصى، وبدء مخطط هدم قبة الصخرة بغية الشروع في تشيّيد “الهيكل” المزعوم.
من جانبه، دعا رئيس منظمة “لاهافا” الاستيطانية بنتسي غوبشتاين، وأحد تلامذة الحاخام المتطرف مائير كهانا، إلى هدم قبة الصخرة من أجل بناء “الهيكل” اليهودي المزعوم، في ساحات المسجد الأقصى.
ونشر غوبشتاين على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات ودعوات للبدء بـ”هدم قبة الصخرة” يوم الأحد المقبل مصورًا آلية ضربت القبة في إشارة للتأكيد على نوايا هدمها.
يُشار إلى، أن اسم منظمة “لاهافا” مشتق من الأحرف الأولى لـ “منظمة منع ذوبان اليهود في الأرض المقدسة” باللغة العبرية، وهي تدعو بشكل صريح وعلني إلى تطهير عرقي وعنصري عبر طرد جميع العرب من أرض فلسطين التاريخية، ولديها برنامج لمنع الفتيات اليهوديات من الارتباط بغير اليهود “حفاظًا على نقاء الشعب اليهودي”.
وتحتفي “لاهافا” بمنفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي باروخ غولدشتاين، باعتباره “بطلًا”، وتعدّ إحدى أكثر منظمات “الهيكل” تطرفًا، وكان عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يتولى رئاستها قبل أن يتفرغ لحزب “عوتسما يهوديت” ويسلم رئاستها لغوبشتاين.
في سياق آخر، دعا اثنان من أعضاء الكنيست الصهيوني إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق منفذي عمليات المقاومة، وذكرت صحيفة “معاريف” الصهيونية، اليوم الأربعاء، أنّ عضوي الكنيست “إيتمار بن غفير” و”ماي جولان” سيقدمان مشروع قانون يسمح بتنفيذ “عقوبة الإعدام بحق منفذي العمليات” يوم الأحد المقبل للجنة الوزارية لشؤون التشريع.
وتأتي هذه الخطوة الخطيرة، بعد توجيهات من رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينت لجنوده باستباحة دماء الفلسطينيين واستخدام العنف بحقهم.
في غضون ذلك أقدمت مجموعة كبيرة من المستوطنين الصهاينة تقدر بنحو 200 صهيوني اليوم الأربعاء على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشدّدة من شرطة الاحتلال الصهيوني، حيث أدّوا طقوسًا تلمودية في باحاته. في تحدٍ استفزازي لمشاعر المسلمين عمومًا والفلسطينيين خصوصًا.
“حماس” تحذر
وفي السياق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الدعوات لهدم قبة الصخرة المشرّفة في 29 أيار/مايو، لعبٌ بالنار سيرتدّ على الاحتلال الذي نحمّله كامل المسؤولية.
وقالت الحركة إنَّ دعوة رئيس منظمة “لاهافا” الصهيونية، لقطعان المستوطنين بهدم قبَّة الصخرة المشرَّفة وبناء هيكلهم المزعوم، في يوم ما يُسمّى “توحيد القدس” يعدُّ استفزازاً مباشراً لمشاعر شعبنا وأمَّتنا، وتصعيداً خطيراً ضدَّ هُويتنا وقيمنا ومقدساتنا، وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته، فنارُ اللّهب التي تعبث بها هذه الجماعات المتطرّفة، سترتدّ على قادة الاحتلال وحكومته، وتَحْمِل في طيّاتها نذر سقوطهم وزوال كيانهم.
وأضافت “إنَّنا في حركة حماس، وأمام استمرار التهديدات والاقتحامات الصهيونية، ندعو جماهير شعبنا إلى الحشد والرّباط وشدّ الرّحال إلى الأقصى المبارك، والتصدّي بكل قوّة، وتصعيد المواجهة ضدّ الاحتلال ومخططاته التهويدية الخطيرة، كما ندعو أمّتنا، قادة ومنظماتٍ وشعوباً، إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في حماية الأقصى، والتحرّك الجاد لمنع التدنيس والعبث بقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين، ومسرى الرّسول، ونطالب المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته بتجريم ومنع تلك الاقتحامات التي سيكون لها تداعيات خطيرة على عموم المنطقة”.
الإحتلال ينفذ جملة إقتحامات واسعة في الضفة
إلى ذلك، نفذّت وحدات خاصة من قوات الاحتلال الصهيوني عملية اقتحام واسعة لمدينة جينين ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة، تضمّ نحو 40 آلية عسكرية، وقامت بمحاصرة ومداهمة العديد من المنازل، وتفتيشها واعتقال عدد من الشبان عُرف منهم “أسيد تركمان”، من مخيم جنين.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون غرب جنين، واعتقلت الشاب “وارد محمد سمودي”. وفي بلدة صوريف شمال غرب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، نور القاض، ومحمود الهور، وساجد الهور، وأحمد غنيمات، وخالد القدسي ومروان أبو فارة، ومعروف أبو فارة، وشادي غنيمات، وجميعهم أسرى محررون.
كما اعتقلت أيمن أبو عرقوب من بلدة السموع جنوب الخليل، ومحمد سلهب التميمي من الخليل. وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال عيسى خضر جاد الله من بلدة الخضر، ومحمد عطا الله، وأيوب عطا الله، وهما أبناء عم الشهـيد معتصم عطا الله الذي ارتقى قبل عشرة أيام في مستوطنة قرب تقوع.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال قرية التل غرب نابلس، واعتقلت محمد جهاد يامين. وفي قرية دير استيا في سلفيت، اعتقلت أمجد حامد سحبان.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في محيط حرم جامعة فلسطين التقنية – خضوري غرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن وقوع إصابات بحالات اختناق في صفوف الطلبة الجامعيين جراء قنابل غازية التي استخدمتها قوات الاحتلال بكثافة.