الرئيسية / تقاريـــر / عن مصير “إعلان القدس”.. “صفقة القرن” الشاهد الحديث

عن مصير “إعلان القدس”.. “صفقة القرن” الشاهد الحديث

زكريا حجازي

مشروع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أطلقه من فلسطين المحتلة تحت مُسمّى “إعلان القدس”، لا شك هو مشروع فاشل، ولن تكون حظوظه أفضل من المشاريع الأميركية السابقة كـ “الشرق الأوسط الجديد” و”صفقة القرن” وغيرهما، وسيسقط كما سقطت. ولا شكّ أيضًا أنّ حاجة الاحتلال الصهيوني لمثل هذه الوثيقة “إعلان القدس”، بعد مرور 74 عاماً على قيامه، هو بمثابة اعتراف وإقرار مشترك بضعف هذا الكيان الغاصب والمجرم، وفي نفس الوقت اعتراف بانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته، وشعوب الأمة الرافضة لاندماج هذا السرطان في جسدها.

هذا ما أكّده، في حديث لموقع “العهد” الإخباري، الباحث بالشؤون الفلسطينية وليد محمد علي، وممثل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في لبنان، مروان عبد العال.

فقد أكّد محمد علي أنّ ما يُسمّى “إعلان القدس” الذي وقّعه الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد، اليوم الخميس، في القدس المحتلة، لن يُكتب له النجاح، وسيكون مصيره السقوط والفشل، شأنه شأن بقية المشاريع الأميركية السابقة.

ولفت محمد علي في حديث لموقع “العهد” الإخباري إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي العدو الأساس للقضية الفلسطينية، وللأمَّتين العربية والإسلامية، بل وللإنسانية جمعاء، وبالتالي فإنّ مشاريعها لن تكون في مصلحة أيّ من شعوبنا.

وأضاف: “كل الوقائع تؤكّد أنّ عصر الغطرسة والهيمنة الأميركية إلى زوال، ولن يفيد الإدارة الأميركية ولا الكيان الصهيوني لا “إعلان القدس” ولا كل المشاريع الأخرى”.

وتابع الباحث في الشؤون الفلسطينية القول: إن ارتفاع منسوب الغطرسة، لدى صنَّاع القرار في البيت الأبيض غالباً ما “تعمي بصيرتهم، وتجعلهم غير قادرين على رؤية الواقع كما هو، ما يدفعهم إلى الخروج بتصريحات وتحليلات وإعلان مشاريع غير واقعية، ناجمة بالدرجة الأولى عن عمى البصيرة”، معتبرًا أنّ “إعلان القدس” هو من بين هذه المشاريع.

وأشار إلى أنّ الحلف العسكري العربي – الصهيوني الذي تسعى الإدارة الأميركية لتشكيله، ليس التجربة الأولى في سياق إقامة تحالفات في المنطقة، تهدف لمنع شعوب المنطقة من حقّها في الحياة.  هذا الحلف سيسقط ولن تُكتب له الحياة. ولن يكون له أي فرصة في النجاح بل سيكون مآله الفشل كما سابقاته.

واعتبر أنّ التطبيع ومحاولة تشكيل “هيكل عسكري” يضمّ دولًا عربية مع الكيان الصهيوني، “دليل على ضعف الكيان الصهيوني الذي يريد أن يستقوي بقوى أخرى، ويحشدها حوله ليستفيد منها في الدفاع عن نفسه. وهو محاولة مستميتة تهدف لتجيير الأنظمة العربية المتهافتة على التطبيع، في خدمة المشروع الصهيوني، أملاً في تأخير سقوط كيان الاحتلال”.

ولفت محمد علي إلى أنّ هؤلاء الذين يسعى الرئيس الأميركي لحشدهم بغرض الدفاع عن الكيان الصهيوني، خاضوا على مدى 8 سنوات حربًا مع “حفاة اليمن”، والنتيجة كانت مزيدًا من القوة والمنعة والصمود للشعب اليمني.

وفيما شدّد على أنّ كلّ محاولات الإدارة الأميركية ومشاريعها في المنطقة باءت بالفشل، قال محمد علي: “نحن الآن في زمن انتصار محور المقاومة، وأفول الهيمنة الأميركية، وفي زمن بات المشروع الصهيوني يشعر فيه بأنّه في أواخر أيامه. كل مراكز أبحاثه ومفكِّريه يشعرون بأنهم لن يستمروا طويلًا. هم يسعون من خلال هذه المحاولات إلى تحسين ظروف بقائهم، أملاً في تأخير سقوطهم لا أكثر ولا أقل”.

ورأى أنّ “وقائع ما جاء في “إعلان القدس” تؤكد أننا على الطريق الصحيح، وأنّ هذه الأمة لا تركع إلاّ لله عز وجل، وأنّ المقاومة قادرة فعلًا على قلب الطاولة على رؤوسهم جميعًا”. وختم مشيرًا إلى أنّ الأجواء الآن، مؤاتية جدًا لكي يتوحد شرفاء الأمة، ويمنعوا العدو من تحقيق أهدافه، وينجحوا في إسقاط مشاريعه العدوانية، لا سيما وأنهم فعلًا قادرون على خوض غمار الدفاع الاستراتيجي بقوّة.

وفي السياق ذاته، رأى ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، أنّ ما سُمي بـ”إعلان القدس”، ما هو إلا امتداد لما سُمّي “اتفاقيات السلام الإبراهيمي”، ولكن بنسخة جديدة.

وشدّد عبد العال على أنّ “من يتحالف مع “إسرائيل” لا يمكن أن يُسمّى عربيًّا، مهما كانت هويته.

وأكد أن من يقرأ التاريخ، و يراجع مآثر حركات المقاومة وشعوب المنطقة، ونضالات الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحقوقه، والتغييرات الجارية على مستوى المنطقة والعالم، يتبيّن له أنّ هذا الإعلان ذاهب إلى الأفول، إذ لا يمكن لمن لا يملك شيئًا ويعيش هذا المستوى من التراجع، أن يحقق ما لم يستطع أن يحققه في عزّ نفوذه وقوته.

وأوضح عبد العال أنّ الإدارة الأميركية عندما كانت في عزّ نفوذها وقوتها لم تستطع أن تحقق مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، فكيف بها الآن، و هي تعيش في ظل تحولات و تغييرات جذرية طالت المقاومة على أكثر من جبهة و محور، و مكّنتها من فرض معادلاتها على أكثر من صعيد، لا سيما مع تنامي قدرتها و قوتها العسكرية.

وأكد أنّ هناك إجماعًا وطنيًا فلسطينيًا حول زيارة بايدن، لا سيما بعد انكشاف خديعة الإدارة الأميركية. فالكلام المعسول الذي يتفوَّه به مسؤولو الإدارة الأميركية، بات فارغًا من مضمونه. لافتًا إلى أنّ بايدن تحدّث صراحة عن “دولة يهودية”، ولم يخجل من تبنِّي فكرة الدولة العنصرية، ما ينفي الفرضية التي تقول، إن بمقدور واشنطن أن تحصِّل شيئًا من حقوق الشعب الفلسطيني.

وحذّر عبد العال من أنّ الشعوب العربية كلها ستدفع ثمن وجود الكيان الصهيوني في هذه المنطقة، مؤكدًا أنّ وجود “إسرائيل” ليس خطرًا على فلسطين وحدها، وجاهل من يظن ذلك، فـ”إسرائيل” هي مشروع إمبريالي أكبر من أن تستهدف فلسطين وحدها، إنما فلسطين هي القاعدة بالنسبة لهذا المشروع.

وخلص منبهًا إلى أنّ الكيان الصهيوني هو من يجلب الحروب إلى هذه المنطقة والفوضى وعدم الاستقرار، ويستهدف كل شعوبها ودولها، بما فيها الدول اللاهثة خلف التطبيع معه.

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...