كتب ناصر قنديل
– خرجت عن مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة المعنية بغزة مواقف خلال العدوان الإسرائيلي وبعده ، تستحق المتابعة والقراءة والتقدير ، والمقارنة بمواقف وزارات الخارجية العربية الركيكة و المثيرة للغثيان ، كأنها تتحدث بلسان دولة أوروبية أو أميركية ، أو عن قضية تقع على بلد وشعب يبعد عنا آلاف الكيلومترات ، ولا تربطنا بهما لا صلة قربى ولا وحدة مصير .
– ربما يكون كلام وزير خارجية لبنان عن حرب غزة مناسبا لوزير الخارجية الأميركية ، وليس لأي وزير خارجية عربي ، فهو يقول إن العدوان على غزة هو غير مبرر ، مانحا العدو حقا افتراضيا في حملة عسكرية مبررة في ظروف مختلفة ، وهذا الموقف لا يختلف عن الموقف الأميركي المتطرف الذي صدر عن الخارجية الأميركية والبيت الأبيض الا بتقدير الظروف ، حيث رأت واشنطن العدوان مبررا لمنحه صفة حق الدفاع عن النفس .
– حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة ثابت ومنصوص عليه في القوانين الدولية ، وكيان الإحتلال بوجوده ذاته عدوان مستمر على فلسطين وأرضها وشعبها ، لكن هذا الكلام الذي استعصى على لسان وزير خارجيتنا وجد طريقه على لسان المبعوثة الأممية فرانشيسكا البانيز .
– قالت البانيز إن مبدأ الدفاع عن النفس لا ينطبق على أي أعمال عسكرية تقوم بها “إسرائيل” لأنها قوة احتلال ، واحتلالها يقع خارج القانون الدولي والإنساني ، وكل عمل عسكري تقوم به هو امتداد للانتهاك الأصلي الذي يمثله الاحتلال بذاته ، بصفته أصل العدوان ، بينما ما يقوم به الشعب الفلسطيني يندرج تحت عنوان الدفاع عن النفس باعتباره مقاومة للاحتلال ، وحق الفلسطينيين بالمقاومة متأصل في حقهم في الوجود كشعب .
– من حق أي عربي يقرأ تعليقات وزير خارجيته على العدوان الإسرائيلي على غزة أن يتساءل ، ما الذي يجعل مندوبة أممية تنتمي لبلد أجنبي تتجرأ بقول كلام نابض بالحق والقانون ، بينما تخرس ألسنة وزرائنا عن النطق بمثل ما نطقت به ، بل ربما من حق هذا المواطن أن يتمنى لو تكون هذه المندوبة وزيرة لخارجية بلده .