اعادت احداث الاعظمية صور الماضي القريب عندما اقدمت جهات منتفعة من التشظي السياسي في العراق على سيناريو مماثل لما حصل في سامراء وماتلاها من احداث قبل مايقارب عشر سنوات وقد ادركت هذه الجهات في خططها واعمالها المشينة نقاط القوة التي يلتقي عندها ابناء الشعب العراقي بكل اطيافهم واقدمت على زرع بذور فتنتها عند هذه النقاط.
هؤلاء المتصيدون لنقاط ضعفنا والضاربون لنقاط قوتنا يحيطون بالمشهد العراقي ويتتبعون مساراته ويتحينون الفرص كلما سنحت لهم الظروف لتحقيق ضرباتهم .
وعلى الجانب الاخر تغفل الكثير من الزعامات العراقية ممثلة بمؤسسات واحزاب ومجموعات هذا التربص من الطرف الاخر وبدلا من التيقظ يحل التغافل في المواقف واللحظات الحاسمة ويتكرر مشهد الفوضى والاتهامات المتبادلة والتخوين ويعم الخراب وتتحقق مأرب هؤلاء المستهدفين لقوتنا ووحدتنا من دون ان يعي القائمون على مقدراتنا هذا المخطط الكبير لارباكنا وتفتيت نسيجنا وتحطيمنا.
لقد اثبتت الاحداث في العراق ان عدو العراقيين عادل في توزيع حقده وشره على اطياف الشعب العراقي فمامن ملة او دين او مذهب اوقومية الا ونالها من هذا الحقد وهذا الشر ومامن رقعة في العراق الا وسفكت فيها دماء الايرياء ومامن عشيرة او قبيلة الا ونالت حصتها من الضحايا وقدمت من ابنائها قرابين لهذه المسيرة الطويلة لنيل الحرية والحفاظ على هذا الوطن موحدا ومن غير المعقول بعد كل هذه الشواهد والامثلة ان تغفل احزاب هذا المخطط المقيت او ان تنبري زعامات على تكرار الاتهامات الطائفية للنيل من شرائح اخرى في المجتمع العراقي ومحاولة الصاق المسؤولية على عاتقها في نشوب الحرائق وتأجيج الحقد والكراهية وبات على جميع العراقيين استخلاص الدروس والعبر من الوسائل التي تتبعها التنظيمات الارهابية المدعومة والممولة من الخارج في اختراق الخارطة الوطنية العراقية وتفننها في استهداف اللحمة والقوة التي يستند اليها الشعب على مر التاريخ ولم يعد مقبولا في كل نازلة من نوازل الارهاب ان يتقابل العراقيون وجهاً لوجه ويتبادلوا الاتهامات والشتائم ويديروا ظهورهم الى عدو مكشوف النوايا ومتخف خلف الظلام وخلف عناوين مزورة ولتكن حادثة الاعظمية خاتمة الفتن التي تمكن العراقيون من اطفائها بشيء من الدراية والحكمة واخمدوا نيرانها ببصيرة وان كانت متأخرة.
وماهو مطلوب اليوم تفعيل المقدرات والجهود لقطع الطريق امام مجاميع الجهل ومريدي الطائفية ومروجي الفتن الذين اعتادوا على التكسب من دماء الابرياء والضحايا وفقدوا الاحساس بالانتماء لهذا الوطن ولهذا الشعب.