الرئيسية / بحوث اسلامية / البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – التتمة

عبد الستار الجابري

 

– الحلقة 19

فكان اصف (عليه السلام) ممن اختصهم الله تعالى ببعض حقائق العلم، وببعض هذه الحقائق التي علمها خرق نواميس الطبيعة ونقل عرش بلقيس من سبأ الى فلسطين، دون فتح باب ولا ارسال قوى بشرية ولا ملائكة ولا جن وفي سرعة قصوى لم تتعد اعشار الثانية وهو الزمن الذي عبر عنه القران الكريم بقبل ان يرتد اليك طرفك.
ثم يخبرنا القران الكريم بعظيم المعرفة التي تشتمل عليها قلوب الانبياء العظام (عليهم السلام)، فبدلا من ان يشعر سليمان (عليه السلام) بالزهو والفخر وهو يرى عرش بلقيس مستقرا عنده في طرفة عين، وان بعض رعيته قادر على خرق قوانين الكون بسرعة فائقة عجز عنها حتى مردة الجن وعفاريتهم، كان موقفه (عليه السلام) ان توجه بكل كيانه وحقيقة وجدانه الى الله تعالى شاكرا اياه على عظيم نعمته، في اقرار منه (عليه السلام) ان كل ما يحصل في ملكه هو من فضل الله تبارك وتعالى ومنته عليه وتكرمه ولطفه، وان هذا الجود والكرم الالهي ليس باستحقاق من العبد بل بتفضل منه جل شانه، ومعلوم ان الفضل يعني الزيادة وهو اكبر واوسع من الجزاء فالجزاء بعد الاستحقاق، والفضل مع الاستحقاق وبدونه.
ثم يبين سليمان (عليه السلام) لمن حوله ان الفضل والنعمة الالهية احد طرق الابتلاء التي اما ان يتعاطى الانسان معها بصورة صحيحة فتكون سببا للقرب من الله تعالى ونيل مقام الكرامة لديه، او يتعاطى مع النعمة تعاطيا سلبيا فتكون سببا للبعد عن الله تعالى وحجابا بين العبد وربه يحرم فيه العبد من الكمالات والمقامات الروحية ﴿ليبلوني ااشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم﴾.

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...