تعتبر قوات الأمن الداخلي في ايران هي المسؤولة عن ارساء الأمن في داخل البلاد وتتنوع مهامها من أبسط مظاهر استتباب الأمن مثل التصدي لأي نزاع في الاماكن العامة وغيرها الى مكافحة السرقات والتعديات والمخدرات وصولا الى الحفاظ على الآداب العامة ومكافحة الجرائم غير المنظمة والمنظمة حتى مكافحة الخلايا الارهابية والجواسيس والعملاء، وينبغي القول ان هذه القوات استطاعت حتى الآن اداء مهمها على أفضل وجه، وما قوة ايران في التصدي للتهديدات والمخاطر الخارجية الا نتيجة لراحة البال من الاوضاع الداخلية.
شخّص اعداء ايران من الاميركيين والصهاينة والغربيين واذنابهم الرجعيين في المنطقة والذين عجزوا عن مواجهة القوات العسكرية الايرانية، مكامن القوة الداخلية لايران وهم يحاولون تفتيتها اذا استطاعوا لاجبار ايران على التراجع في مواقفها على جميع الصعد (النووية والعسكرية ومحور المقاومة والنفوذ الاقليمي ودعم القضية الفلسطينية) في الخطوة الاولى، ومن ثم النيل من ايران نهائيا اذا استطاعوا، حسب احلامهم وتمنياتهم.
أهم مكامن القوة في داخل ايران وفي داخل المجتمع الايراني هو تمسك المجتمع بالعقائد الدينية ومنها تنبعث روح المقاومة والاستشهاد وعدم الخوف الا من الله تعالى ، والسعي والعمل الدؤوب لاعداد القوة العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعلمية، وللنيل من مكمن القوة الاول هذا عمد الاستكبار العالمي الى اتباع اسلوبين، أولهما فرض حظر اقتصادي على ايران على خلفية البرنامج النووي واطالة الموضوع لسنوات وحتى الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بشكل احادي أملا في أن يؤدي تدهور الحالة الاقتصادية في ايران نتيجة الحظر الظالم الى تفشي الفقر والتذمر والمشاكل الاجتماعية وزيادة الضغط النفسي، وثانيهما ضرب المعتقدات الدينية والروحية والقيم المجتمعية عبر وسائل الاعلام المعادية والشبكات الاجتماعية والغزو الثقافي.
في المقابل نجحت ايران في الصمود امام الحظر وبدأت باتخاذ سياسة فك الارتباط بين اقتصادها وبين المفاوضات النووية، فهي الان تبيع نفطها رغما عن الغربيين بحجم بيعه قبل الاتفاق النووي ، كما مدت جسور العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة وخارجها، وجاءت غلطة الغرب الكبرى في سياسة التحرش بروسيا بنتائج عكسية للغربيين في العالم اجمع واصبحت ايران ضرورة اقتصادية للعالم وهي الممر بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وطريق نقل البضائع والطاقة والحبوب في عالم جديد بدأت تتبلور معالمه الجديدة، وانضمت ايران لمنظمة شانغهاي لتفتح اسواقها امام الصادرات الايرانية ايضا، وهكذا فشل منظروا الحظر في واشنطن وتل ابيب ولندن وباريس وغيرها في الاستفادة من الاداة الاقتصادية، ولكن بقيت الادوات النفسية.
رسمل الاعداء كثيرا في السنوات الماضية على المئات من القنوات الممولة غربيا وصهيونيا وسعوديا تبث للداخل الايراني باللغة الفارسية، ونشطت خلايا الحرب الناعمة في الشبكات الاجتماعية ضد معتقدات الشعب الايراني (بمشاركة عناصر غربية تم اعتقال بعضهم في داخل ايران) لكن جميع هؤلاء فشلوا ايضا في اضعاف معتقدات الشعب الايراني الدينية والثورية وما مشاركة الايرانيين الواسعة في زيارة الأربعينية الى العراق ومشاركتهم المليونية في تشييع شهدائهم (تشييع الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني مثلا) ومشاركاتهم الواسعة في المراسم الدينية الأخرى الا دليلا على تمسكهم بالمعتقدات.
وبقي امام الاعداء سلاحين آخرين فقط واولهما هو اصطناع ثورة مخملية اينترنيتية وجمع حشود من المغرر بهم عند بعض الساحات وتقاطعات الطرق في المدن واندلاع اعمال الشغب (على غرار ما حدث في الايام الماضية) ، وثانيهما هو خلق فتن مذهبية في المحافظات الايرانية الحدودية عبر استغلال حوادث عادية تحصل اكبر منها بكثير في اية دولة غربية او غير غربية في العالم.
اما السلاح الاول فاسقطته المسيرات المليونية الحاشدة قبل ايام للشعب الايراني دعما للثورة الاسلامية والقيم الدينية، وكذلك الخطط الامنية لقوات الأمن الداخلي لاحتواء احداث الشغب.
وسيسقط السلاح الثاني ايضا من يد الغرب بواسطة قوى الأمن والقوات العسكرية التي بدأت تلقن الجماعات الانفصالية (تلعب على وتر خلق خلافات مذهبية) في شمال غرب البلاد درسا قاسيا ، وستلقن هذه الجماعات في جنوب الشرق ايضا مثل هذا الدرس كما وعد بذلك القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي يوم السبت.
لقد نجحت قوات الأمن الداخلي في ايران خلال السنوات الماضية في الحفاظ على هدوء واستقرار الجبهة الداخلية لمساعدة المتولين للقضايا الخارجية في لي ذراع الأعداء وتمريغ أنفهم بالتراب، ولن تنجح خطة الاميركان والصهاينة والغربيين لاضعاف مكمن القوة الداخلية هذا ، لأن قوات الأمن الداخلي في ايران هم من ابناء هذا الشعب المتمسك بمبادئه وقيمه الدينية والاخلاقية ومن جنسه ولونه.