الوقت -تواصلت تظاهرات البحرينيين احتجاجا على زيارة رئيس النظام الصهيوني إلى المنامة رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة للشرطة والجيش في هذا البلد، احتج البحرينيون على زيارة رئيس النظام الصهيوني إسحاق هرتسوغ إلى المنامة في دعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، ورفع المواطنون المحتجون علمي البحرين وفلسطين ورددوا هتافات تندد برحلة هرتسوغ والتطبيع مع نظام الاحتلال الإسرائيلي.
كما أعرب الشيخ عيسى قاسم، الزعيم الروحي لشيعة البحرين، عن معارضته لتدنيس رئيس النظام الصهيوني لأرض البحرين، وأكد أن التطبيع مع المحتل خيانة.
وكانت جمعية الوفاق البحرينية، أكبر جماعة شيعية معارضة في البلاد، قد دعت سابقًا البحرينيين للمشاركة بفعالية في الحملة في نفس الوقت الذي يزور فيه هرتسوغ المنامة وأكدت على الموقف الثابت للأمة البحرينية في دعم القضية الفلسطينية.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، منتصف نوفمبر الماضي، أن رئيس هذا النظام سيزور البحرين والإمارات لأول مرة في 4 ديسمبر.
وفقًا لتقرير القناة 13 في تلفزيون إسرائيل، سيلتقي هرتسوغ بملك البحرين وكبار المسؤولين في هذا البلد وبعض أفراد الأقلية اليهودية من أجل تعزيز التعاون وتطويره.
وبحسب ما أوردته هذه الشبكة، فإن رئيس النظام الصهيوني سيتوجه إلى الإمارات في اليوم الثاني من رحلته لحضور مؤتمر في أبو ظبي، كما سيلتقي محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد الإمارات للمرة الرابعة في أبو ظبي.
اتفاق الخيانة
قبل أكثر من عامين، قامت الإمارات والبحرين بتطبيع علاقاتهما مع النظام الصهيوني من خلال التوقيع على ما يسمى باتفاقيات “إبراهيم”.
بعد اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيونيّ الغاصب؛ باتت البحرين تحت انتداب اسرائيلي سيتحول تدريجيًا إلى احتلال ناعم يبيع النظام امنًا وهميًّا والمقابل هو السيادة.
كما أن أخطر مشروع يمسّ سيادة البحرين وعمقها الإسلاميّ والعربيّ وتاريخها المشرّف، هو انتقال السّلطة الحاكمة من الحضن العربيّ الى الحضن الصهيونيّ، وهو انتقال من قبل السّلطة لوحدها، أما شعب البحرين فهو بريء من هذه الجريمة، ويحمّل السّلطات كامل المسؤوليّة عنها.
كما أن موقف شعب البحرين بكلّ مكوّناته وقواه الحيّة ونخبه الوطنيّة وجماهيره الأصيلة، يقفون صفًا واحدًا ضدّ الاتفاقيّة الخيانيّة وضدّ التطبيع مع العدو.
أما السّلطة في البحرين فهي لا تملك أيّ تفويضٍ شعبيّ أو قانونيّ للقيام بهذه الخطوة، وهي مخالفة للدستور والقوانين المحليّة، وهذه السّلطة لا تمثّل الشّعب، وهي تنفّذ سياساتها بالقوّة والقمع، ولا تعير أيّ اهتمامٍ لصوت الشّعب؛ بل تستخدم كلّ أدوات القمع لمنعه من التعبير عن رأيه ومطالبه المحقّة والعادلة.
التطبيع والاستبداد وجهان لعملةٍ واحدة، وينتجان واقعًا قمعيًا وفاسدًا وتغييبًا للشّعوب والدّساتير، وتعطيلًا للمؤسّسات الدستوريّة، وهو ما يحظى بالدّعم اللامحدود على حساب حريّة الشّعوب ومطالباتها بالعدالة والإنسانيّة.
موقف الشارع البحريني من التطبيع مع الكيان الصهوني
حسب استطلاع للرأي أجراه «معهد واشنطن» ، أظهر أنّ ردّ فعل الإمارات والبحرين على اتفاقيات التّطبيع مع الكيان الصهيونيّ، كان سلبيًا أكثر منه إيجابيًا. حيث إن الواقع مختلف عما يظهره إعلام الأنظمة العربية إذ إن بعض دولنا باعت أوطاننا للشّيطان وبعض حكوماتنا رضخت، وبعضها طبّعت غير أن الشعوب المناضلة تقف صوتًا صارخًا في برية اللّاطبيعي ونقول بنبرة عالية، وبلا حرج أو خجل أو خوف: نحن ضد التطبيع. و يبقى التطبيع مرحلة عابرة أما فلسطين، فقضية ثابتة.
رفض للتطبيع من المحيط إلى الخليج الفارسي
غالبية الشعوب الإسلامية والعربية من المحيط إلى الخليج الفارسي رافضة للتطبيع، وكما رفضه البحرينيون وخرجوا بوسم «بحرينيون ضد التطبيع»، رفضه القطريون وخرجوا بوسم «قطريون ضد التطبيع»، كما رفضه العمانيون وخرجوا بوسم «عمانيون ضد التطبيع»، وكذلك تفعل الشعوب الحية، التي تعرف أين تتوجه بوصلتها، ومن هو عدوها وعدو أمتها، من القتلة مغتصبي الأرض.
ما يحزن القلب أن هذا السعار التطبيعي يحدث في الوقت الذي يستمر فيه الصهاينة في استفزاز مشاعر المسلمين عبر اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين.
يحدث في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة اعتداءات الجيش والمتطرفين الصهاينة على المصلين هناك.
دولنا تركض سراعا إلى التطبيع، في الوقت الذي يستمر فيه الصهاينة بقصف مدينة غزة الصامدة والمحاصرة، ومع استمرار الاغتيالات والاعتقالات في صفوف الشعب الفلسطيني الأعزل.
التطبيع جريمة في حق هذه الأمة، ودماء أبنائها المسفوكة على طاولات الخنوع والانبطاح والرذيلة السياسية.
التطبيع خيانة لهذه الأمة، وجريمة في حق وجودها وحدودها.
الأنظمة المطبّعة، التي رضيت بذلك الاختراق المشين، تخون أمتها، وشعوبها، ودينها، ودماء عشرات الآلاف من الشهداء، الذين قدموا دماءهم قرابين لحماية مقدسات الأمة وشرفها.
تاريخيا؛ لطالما كانت النخب السياسية والمجتمعية بكل توجهاتها الآيدولوجية حصنا منيعا في مواقفها من القضية الفلسطينية، ولكن أين تلك النخب اليوم؟!
كثيرون تساقطوا على الطريق، وكثيرون خانوا القضية، ومنهم فلسطينيون للأسف الشديد.
كل ذلك ليس له وزن، فالأرض المقدسة لها رجال يحمونها بمهجهم وأرواحهم، لا يضرهم من خذلهم، لا يرهبهم طواغيت البشر، ولا صفقات قرن الشياطين!