لعنة الـ80″ تلاحق “إسرائيل”.. زوال حتميّ وشيك
جنرال صهيوني: الحرب القادمة مع حزب الله ستكون نهايةً مأساويةً لإسرائيل
الوقت_ تهديدات كثيرة تواجه “إسرائيل” وتنهي وجودها اللاشرعيّ، وقد طغى على ألسنة الكثير من ضباط العدو وبالأخص المتقاعدين منهم –أي ذوي الخبرة الكبيرة- الحديث عن اقتراب زوال الكيان الإسرائيليّ، ويُحذّرون بشكل صريح من أنّ استمرار الوضع الأمنيّ لدى العدو على حاله، فإنّ الحرب القادمة والمتعددة الجبهات، ستؤدّي إلى كارثةٍ خطيرةٍ جدًا، وإنّ عشرات آلاف الصواريخ ستُدمِّر عمق الكيان، وستجعل قوات الاحتلال عاجزة عن مواجهة “محور المقاومة”، وذلك عقب حديث الكثير من السياسيين البارزين والمحللين المخضرمين والمستشرقين الصهاينة عن أنّ الكيان في “بداية النهاية”، حيث فشل في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيونيّ على أرض فلسطين المحتلة، حيث إن الدولة اللقيطة تواصل السير في طريق فقدان هذا المشروع السرطانيّ.
لأوّل مرّةٍ منذ تأسيس هذا الكيان على أنقاض فلسطين ودماء شعبها عام 1948، يتحدث الإسرائيليون بكثرة عن سيناريو انهيارهم وتدمير كيانهم، حيث بيّن الجنرال يتسحاق بريك، رئيس شعبة مظالم الجمهور سابقًا في جيش العدو، أنّ الموضوع خطير للغاية، فهو يؤكّد بما لا شك فيه هزيمة نكراء للجيش الإسرائيليّ في الحرب القادمة، وخاصة أنّه غير مُستعّد ومنضبط، ومع تراجع مستوى جاهزية جيش الحرب الإسرائيليّ وهزيمة خططه بما يشكل خطراً وجوديّاَ على العدو، فإنّ العمق الإسرائيليّ –برأيه- سيتحوّل لساحة معركة داميّة يسقط فيها القتلى والجرحى.
“القادم أعظم”، هذا ما أكّده الضابط الإسرائيليّ في مقال نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة مؤخراً، في ظل فشل الجيش الاحتلال في التجنيد والحشد من جهة وتآكل وتقلص دور القوات البريّة في الحروب الدائرة من جهة أُخرى، كما أن أزمة القوى العاملة تشكل تهديدًا كبيرًا لجيش الحرب الإسرائيلي في الوقت الحالي، حسب محللين صهاينة، إذ إن نصف الشباب في سن 18 عامًا يترددون حاليًا في الانضمام إلى الجيش، ناهيك عن المعارضة الدينية (الحريديم) للمشاركة في هيكلية قوات العدو.
إضافة إلى ذلك، تتجسد المشكلة الأكبر في تقلص قبضة الكيان الصهيوني على أراضي الداخل المحتل، وقد بات هذا الخطر أكثر وضوحا في الأشهر الأخيرة، وقد تجلى بشكل ملحوظ على مستويين الأول هو زيادة الأعمال الفدائية، والآخر هو التسلح بين فئات هذا المجتمع لردع الجنايات والجرائم الإسرائيلية التي لا تتوقف، حيث إنّ استمرار عمليات المُقاومة في الضفّة الغربيّة متصاعد بقوّة على الرغم من القبضة الحديديّة التي يفرضها العدو، بمُساعدة من الأجهزة الأمنيّة التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في رام الله، الشيء الذي بات يقُضّ مضاجع دوائر صُناع القرار الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب، إذْ إنّ كبار المسؤولين العسكريين يُحذّرون من أنّ نشاط جيش الحرب في مهام وأد المُقاومة الفلسطينيّة تستنزفه إلى حدٍّ كبيرٍ وتُحوّله إلى شرطةٍ تقوم بفرض الأمن والنظام، حسب مصادر رفيعة جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في الكيان، نقلها الموقع الإخباريّ لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة،
أيضاً، يتحدث الإعلام العبريّ عن أنّ دفع القوّات البريّة إلى الضفّة الغربيّة للسيطرة على الوضع ومنع التصعيد، الذي قد ينفجِر –بسبب التمادي الإسرائيليّ في قتل الأبرياء- في أيّ لحظة، يأتي على حساب التدريبات التي كان من المُقرر إجراؤها لقوات العدو استعدادًا للحرب القادمة، وقد أشار موقع (YNET)العبريّ، إلى أنّ قسمًا كبيرًا جدًا من سلاح البريّة النظاميّ للعدو يقوم في هذه الأيّام بفعاليّاتٍ ونشاطاتٍ بالضفّة الغربيّة، وهذا ما يؤكّد تلك الفرضيّة، وبالتالي إن هذا الأمر يؤثّر بشكل سلبيّ للغاية وبصورةٍ مباشرة على جهوزيّة واستعداد قوات العدو للحرب المُقبلة في لبنان وفي ساحات قتالٍ أخرى، ومن شأن هذا الأمر أنْ يؤدّي لدخول الإسرائيليين إلى الحرب القادمة دون أدنى استعداد، كما حدث في العدوان على لبنان وشعبه عام 2006.
في هذا الخصوص، أوضح المحلل الصهيونيّ بن يشاي، والمعروف بقربه الشديد من كبار المسؤولين الأمنيين في الكيان، أنّ هذه التقديرات التي وصفها بـ “الكئيبة” سمعها في الآونة الأخيرة عدّة مرّاتٍ من ضباط كبار على علم ودراية باستعدادات وتأهيل جيش الاحتلال الإسرائيليّ لحرب واسعة يُشارِك فيها الجيش النظاميّ والاحتياطيّ، في ظل انتقادات كثيرة لسلوك جيش الاحتلال القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يزعم ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضدّ الفلسطينيين بحجة حماية المستوطنين، وخاصة أنّ العصابات الصهيونيّة تخدم أجندة سياسية حزبيّة وغير أمنية وعسكريّة مهنيّة بحتة، وأنّ جيش الاحتلال أوقع نفسه بين مؤيديه وخصومه داخل الساحة الإسرائيلية، حيث إنّ التطور الخطير الذي طرأ عليه في السنوات الأخيرة أنّه تحول تدريجيا إلى خادم لمجموعة صغيرة وخطيرة من اليهود القوميين، الذين يدافعون عن العنصرية، حسب الإسرائيليين أنفسهم.
“بات الغرض من وظيفة جيش العدو، الدفاع عن المستوطنين لا أكثر، والحفاظ على الاحتلال العسكريّ لفلسطين، ما جعل الوضع لا يطاق من قبل الجنود الصهاينة الذين باتوا متهمين بارتكاب جرائم حرب وفق معايير محكمة الجنايات الدولية في لاهاي”، عبارة تتكرر بشدّة على ألسنة الإسرائيليين، وهذ ما تؤيّده الوقائع، حيث نقل محللون عن مصادر وازنة في تل أبيب قولها إنّ الجيش دفع قبل نهاية العام الفائت بـ 13 كتيبة نظاميّة من جيش المشاة إلى الضفّة الغربيّة، أمّا في الفترة الأخيرة ومنذ عدّة أشهرٍ، فقد اضطرت قوات العدو على وقع ارتفاع حدّة عمليات المقاومة إلى دفع 25 كتيبة، إلى جانب تفعيل عددٍ من الوحدات المختارة والنخبويّة في جيش العدو، ناهيك عن اضطرار جيش الحرب الإسرائيلي بسبب التصعيد الأمنيّ إلى نشر 16 سريّةٍ من حرس الحدود لدعم قوات الجيش، وهي أرقام كبيرةً للغاية وفق كلّ المقاييس والمعايير، مع اعتراف المؤسستين الأمنيّة والعسكرية للاحتلال، حيث إن الحديث يجري عن ظاهرة مختلفة جدًا عمّا واجهه الاحتلال الإسرائيليّ في الضفّة الغربيّة.
في النهاية، مهما فعل الإسرائيليون لن ينجحوا في إيقاف تفكك كيانهم اللقيط ودولة احتلالها الفاشية، حيث إنّ سرطان النهاية الذي تعاني منه “إسرائيل” قد بلغ مراحله النهائية ولا سبيل لعلاجه لا بالأسوار ولا بالقبب الحديدية ولا حتى بالقنابل النووية، فالتاريخ علمنا أنّ “الاحتلال” زائل مهما بلغت قوته وجبروته، وها نحن اليوم نذكر أيام المحتل العثمانيّ الذي جثم على قلوب أجدادنا مئات السنين، وخاصة إذا ما حدثت حرب متعددة الجبهات ضد خمس ساحات في نفس الوقت: لبنان، سوريّة، غزة، اشتعال الضفة الغربية، واندلاع أعمال “الشغب” في الداخل الفلسطينيّ، أيْ مناطق الـ 48.