مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية
1 سبتمبر,2024
زاد الاخرة
55 زيارة
مصباح 38
إعلم، أن النسبة بين العين الثابتة للإنسان الكامل
وبين سائر الأعيان في حضرة الأعيان، كالنسبة بين الإسم “الله” الأعظم في الحضرة الواحدية
وسائر الأسماء في كلتا جهتيه؛ أعني جهة غيبه، المعبّر عنها بـ ” الفيض الأقدس “؛ وجهة
ظهوره، المعبر عنها ” الإسم الله الأعظم ” ومقام ” الألوهيّة ” وحضرة “الواحدية” و”الجمع”.
فكما أنة بجهة غيبه لا يظهر في مرآة ولا يتعين بتعين، وبجهة الأخرى تظهر في جميع المراتب
الأسمائية وينعكس شعاع نوره في مرائيها، وظهور سائر الأسماء تبع ظهوره، كذلك العين
الثابت للإنسان الكامل بجهته الجمعية الإجمالية المنتسبة إلى حضرة الجمعية لا يظهر في صور
الأعيان. فهو بهذه الجهة غيب؛ وبجهته الأخرى ظاهر في صور الأعيان، في كلّ بحسب
استعداده ومقامه وصفاء مرآته وكدورته . [34]
مصباح 39
قال القيصري في مقدمات شرح
فصوص الحكم : الماهيات هي الصور الكلية الأسمائية المتعينة في الحضرة العلمية، تعينآ أولياً.
وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الأقدس والتجلي الأول، بواسطة الحب
الذاتي وطلب مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو ظهورها وكمالها. فإنّ الفيض الإلهي
ينقسم إلى الفيض “الأقدس” و”المقدس” وبالأول يحصل الأعيان الثابتة واستعدادتها الأصليّة
في العلم. وبالثاني تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها. وإليه أشار الشيخ
بقوله: ( والقابل لايكون إلاّ من فيضه الأقدس) . مصباح 40 قد عرفت في المصابيح
السالفة أنّ التجلي الأول بالفيض الأقدس هو الظهور بالإسم “الله” الأعظم في الحضرة الواحدية
قبل أن يكون للأعيان عين وأثر. وأمّا الأعيان الثابتة فتحصل بالتجلّي الثاني للفيض الأقدس؛
وهوالتجلي بالألوهية في الحضرة العلميّة. ومفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلاّ هو في تلك المرتبة،
هي الأسماء والصفات التي هي حاصلة للحضرة “العندية”. فالفيض الأقدس لا يتجلّى بلاتوسّط
في حضرة الأعيان؛ بل بتوسّط الإسم “الله”؛ وإن كان متحداً معه، إلاّ أنّ الجهات لابدّ وأن
تنظر؛ كما صحّ عن أولياء الحكمة: لولا الحيثيّات لبطلت الحكمة. وأمّا قول الشيخ: ( والقابل
لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس ) باعتبار أن الكلّ منه؛ لا أنّ الأعيان تحصل بتجليه الأولى.
هذا؛ وإن كان الكلام هذا الشارح أيضاً وجه صحّة .
2024-09-01