الرئيسية / الاسلام والحياة / وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

مقدمة وفيها فصول: (الفصل الاول) قد تطابق العقل وهو البرهان القاطع وانقل وهو النور الساطع على شرف العلوم بأسرها وعلى جلالة شأنها وارتفاع قدرها، إذ لم يزل العقلاء في جميع الازمان وكل الاديان يعظمون موقع العلم ويجهدون أنفسهم في استفادته وافادته ويعظمون أهله على مقدار ما لهم فيه من الخوض ويسقطون الجهال عن درجة الاعتبار بل يلحقونهم بقسم البهائم. ويكفينا شاهدا ” على ذلك قوله تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (1) وقوله تعالى (انما يخشى الله من عباده العلماء) (2) وغير ذلك مما

  1. سورة الزمر: 9. 2. سورة الفاطر: 28.

[ 34 ]

يدل على شرفهم وأما ما يدل على شرفه وفضله والحث عليه من السنة المطهرة فهو اكثر من أن يحصى، فقد روينا بأسانيدنا المتصلة الى محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن الحسين الفارسي عن عبد الرحمن بن الحسين بن زيد عن أبيه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ألا ان الله يحب بغاة العلم (1). وروينا أيضا ” عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد ابن عيسى عن القداح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلك طريقا ” يطلب فيه علما ” سلك الله به طريقا الى الجنة، وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به، وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الارض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وان العلماء ورثة الانبياء، ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر (2). وروينا عنه عن الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد رفعه عن ابى حمزة عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، ان الله تبارك وتعالى أوحى الى دانيال عليه السلام: ان أمقت عبيدي الي الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك

  1. الكافي 1 / 30 وليس فيه (ومسلمة). 2. الكافي 1 / 34، وقد أخرجه بطريقين ثانيهما ما ذكره المؤلف هنا وأولهما: محمد ابن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح.

[ 35 ]

للقتداء بهم، وان أحب عبيدي الي التقي الطالب للثواب الجزيل الملازم للعلماء التابع للحكماء القابل عن الحلماء (1) وروينا عنه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن سيف بن عميرة عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (2). وروينا عنه عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: يغدو الناس على ثلاثة أصناف عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء (3). وأما ما روينا من غير طريقه فقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من طلب بابا ” من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبيعن نبيا ” صديقا “. وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم (4). وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: ان من الذنوب ذنوبا ” لا يغفرها صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ولا جهاد الغموم (الجد خ ل) في طلب العلم. وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: العالم الواحد أشد على ابليس وجنوده من ألف عابد (5).

  1. الكافي 1 / 35 وفيه (التابع للحلماء القابل عن الحكماء). 2. الكافي 1 / 33. 3. الكافي 1 / 34، بصائر الدرجات 1 / 8. 4. كنز العمال 10 / 145، منية المريد: 23. 5. كنز العمال 10 / 155 وفيه (فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد)، البحار

[ 36 ]

وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى للعباد: ادخلوا الجنة فانما كانت منفعتكم لانفسكم، ويقول للعالم: اشفع تشفع فانما كانت منفعتك للناس. وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: نظرة في وجه العالم أحب الى الله تعالى من عبادة سبعين سنة صائم نهارها وقائم ليلها. ثم قال: لولا العلماء لهلكت أمتي. (الفصل الثاني) ولا شبهة أن العلوم تتفاضل أيضا ” في أنفسها: وأفضلية بعضها على بعض اما بحسب شرف الموضوع أو بحسب تفاوت الغاية. ولا يخفى أن العلوم الاسلامية أفضل مما عداها: أما الكلام فلشرف موضوعة وغايته: وأما باقي العلوم الاسلامية من التفسير والحديث والفقه وما يتبع ذلك فلما يترتب عليها من المصالح والسعادة الدنيوية والاخروية. ويؤيد ذلك ما رويناه بطرقنا المتصلة الى محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست الواسطي عن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد، قال: فإذا جماعة قد أطافوا برجل، فقال: ما هذا ؟ فقيل: علامه فقال: وما العلامة ؟ فقالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والاشعار العربية.

2 / 25، بصائر الدرجات 1 / 7 وفيه (متفقه في الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد).

شاهد أيضاً

هل أوشك العالم على التحرر من هيمنة الدولار؟!

 أحمد فؤاد  تشخص القلوب والأبصار، في شرق العالم وغربه، إلى قرار “الاحتياطي الفيدرالي” الأميركي المتعلق ...