الرئيسية / الاسلام والحياة / مناظرة بين شيعي وسني

مناظرة بين شيعي وسني

 مناظرة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد

 

 

عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق و هشام بن سالم والطيار، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب .

فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا هشام .

قال : لبيك يابن رسول الله .

قال : ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ؟

قال هشام : جعلت فداك يابن رسول الله، إني أجلك واستحييك ولا يعمل لساني بين يديك .

فقال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أمرتكم بشئ فافعلوه .

قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة ، وأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتد بها ، والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فافرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي .

ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟

قال : إسأل .

قلت له : ألك عين ؟

قال : يا بني أي شئ هذا من السؤال، أرأيتك شيئا كيف تسأل ؟

فقلت : هذه مسئلتي .

فقال : يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقى .

قلت : أجبني فيها .

قال : فقال لي : سل .

فقلت : ألك عين ؟

قال : نعم .

قلت : فما تصنع بها ؟

قال : أرى بها الألوان والأشخاص .

قال : قلت : ألك أنف ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع به ؟

قال : أشم به الرائحة .

قال : قلت : ألك لسان ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع به ؟

ققال : أتكلم به .

قال : قلت : ألك أذن ؟

قال : نعم .

قلت : فما تصنع بها ؟

قال : أسمع بها الأصوات .

قال : قلت : ألك يدان ؟

قال : نعم .

قلت : فما تصنع بهما ؟

قال : أبطش بهما وأعرف بهما اللين من الخشن .

قال : قلت : ألك رجلان ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع بهما ؟

قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان .

قال : قلت : ألك فم ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع به ؟

قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها .

قال : قلت : ألك قلب ؟

قال : نعم .

قال : قلت : فما تصنع به ؟

قال : أميز به كل ما رود على هذه الجوارح .

قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟

قال : لا .

قلت : وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة ؟

قال : يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته، ردته إلى القلب، فيتيقن اليقين ويبطل الشك .

قال : فقلت : فإنما أقام الله عز وجل القلب لشك الجوارح ؟

قال : نعم .

قلت : لابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح .

قال : نعم .

قلت : يا أبا مروان إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه، و يترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟

قال : فسكت ولم يقل شيئا .

قال : ثم التفت إليّ فقال لي : أنت هشام ؟

قال : قلت : لا .

فقال لي : أجالسته ؟

فقلت : لا .

قال : فمن أين أنت ؟

قلت : من أهل الكوفة .

قال : فأنت إذا هو .

ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت .

فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال : يا هشام من علمك هذا ؟

قلت : يابن رسول الله جرى على لساني .

قال : يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى .

 

____________

« الاحتجاج، ج2، ص367 . مروج الذهب، ج4، ص105 . رجال الكشي، ص271

 

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...