5 أُسَيْد بن حُضَيْر « 1 »
( . . – 20 ، 21 ه ) ابن سماك الأنصاري الأوسي الأشهلي ، قيل في كنيته ستة أقوال أشهرها أبو يحيى . أسلم على يد مصعب بن عمير العَبْدريّ بالمدينة ، وكان مصعب قد قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الثانية .
شهد أسيد العقبة الثانية ، وكان أحد النقباء الاثني عشر .
وقيل : كان إسلامه بعد العقبة الثانية .
شهد أُحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
ولم يشهد بدراً ، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب فيما ذكره الواقدي .
ولما توفّي رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم اختلف بعض المهاجرين والأنصار
في أمر الخلافة حين اجتمعوا في السقيفة وجرت بينهما أُمور ، ثم قام عمر وأبو عبيدة فبايعا أبا بكر ، ثمّ بايعه أيضاً بشير بن سعد الخزرجي .
ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حُضير : واللَّه لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم « 1 » وكان لأُسيد في تلك البيعة أثر عظيم ، فكان أبو بكر يكرمه ولا يقدّم عليه أحداً من الأنصار .
وفي سيرة ابن هشام 4 – 306 : قال ابن إسحاق : ولما قُبض رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) انحاز هذا الحيّ من الأنصار إلى سعد بن عبادة . . واعتزل عليّ « 2 » . . وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل .
روى أسيد عن النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
روى عنه : كعب بن مالك ، وأنس بن مالك ، وعائشة ، وغيرهم .
وعُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة .
رُوي أنّه كان يؤمّ قومه فاشتكى ، فصلَّى بهم قاعداً فصلَّوا وراءه قعوداً .
توفّي – سنة عشرين ، وقيل : – احدى وعشرين ، وحمل عمر بن الخطاب السرير حتى وضعه بالبقيع وصلَّى عليه .
6 أنس بن مالك « 1 »
( 10 ق ه – 93 ، 91 ه ) ابن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي ، أبو حمزة ، خادم رسول اللَّه ص وصاحبه ، وقد غزا معه غير مرّة .
روى عن النبي – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وأبي ذر ، وفاطمة الزهراء « عليها السّلام » ، وعبد اللَّه بن مسعود ، وأبي بكر ، وسلمان الفارسي ، وعمر بن الخطاب ، وأمه أم سُليم بنت مِلحان ، وآخرين .
روى عنه : ثابت البُناني ، والحسن البصري ، وسالم بن أبي الجَعد ، والأعمش ، ومحمّد بن سيرين ، وخلق كثير .
ومسنده ألفان ومائتان وثمانون ، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثاً .
وهو ممن كتم شهادته بحديث الغدير في علي – عليه السّلام ، فدعا – عليه السّلام – عليه فابتلي بالبرص « 1 » جاء في سير الاعلام : قال يحيى بن سعيد الأنصاري عن أُمّه : أنّها رأت أنساً متخلقاً بخلوق ، وكان به برص ، وعن أبي جعفر [ الباقر ] – عليه السّلام – : كان أنس ابن مالك أبرص وبه وضح شديد .
وقال ابن قتيبة في معارفه : كان بوجهه برص .
وذكر قوم : أنّ علياً رضي اللَّه عنه سأله عن قول رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : اللَّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقال : كبرت سنّي ونسيت .
فقال عليّ : إن كنت كاذباً فضربك اللَّه ببيضاء لا تواريها
العمامة « 1 » .
فكان أنس يقول : لا أكتم حديثاً سُئلت عنه في عليّ بعد يوم الرحبة .
وكان أنس في مجلس ابن زياد في قصر الامارة بعد قتل الحسين – عليه السّلام حين أذن للناس إذناً عاماً وأمر بإحضار رأس الحسين – عليه السّلام ، وجعل يضرب ثناياه بالقضيب ، فبكى أنس ، وقال : كان أشبههم برسول اللَّه .
وكان الحجاج الثقفي قد ختم في عنق أنس : هذا عتيق الحجاج ! حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه .
قال الزهري : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قال : لا أعرف ممّا كان عليه رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وأصحابه إلَّا هذه الصلاة ، وقد صنعتم فيها ما صنعتم .
وفي رواية : وهذه الصلاة قد ضيعت .
قال ابن كثير : يعني ما كان يفعله خلفاء بني أُميّة من تأخير الصلاة إلى آخر وقتها الموسّع .
ولَانس في « الخلاف « 24 فتوى منها : الفرض في الطهارة الصغرى المسح على الرجلين ، وروي عن جماعة من الصحابة وأنس القول بالمسح .
توفّي بقصره بألطف ( على فرسخين من البصرة ) في – سنة ثلاث وتسعين ، وقيل : – سنة إحدى أو اثنتين وتسعين ، وقيل : – سنة تسعين . وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة
7 البَراء بن عازب « 1 »
( 10 ، 12 ق . ه – 72 ، 71 ه ) ابن الحارث الأنصاري الحارثي ، أبو عمارة ، وقيل : أبو الطفيل . ردّه رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يوم بدر استصغره ، وأوّل مشاهده أُحد وقيل الخندق .
وشهد غزوات كثيرة مع النبيّ – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
ثمّ نزل الكوفة بعده .
روى عن النبيّ – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم حديثاً كثيراً .
روى عنه : أبو جُحيفة السُّوائي ، وعدي بن ثابت ، وأبو إسحاق السَّبيعي ، وأبو عمر زاذان ، وآخرون .
شهد فتح تسْتَر ، وهو الذي افتتح الرّي سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيباني « 2 »
عُدّ من أصحاب الإمام عليّ – عليه السّلام ، وشهد معه حروبه ، الجمل وصفّين والنهروان ، هو وأخوه عبيد بن عازب .
وهو أحد رواة حديث غدير خم « 1 » من الصحابة ، رواه عنه غير واحد من التابعين مفصّلًا « 2 » قال الخطيب البغدادي : وكان رسولَ عليّ بن أبي طالب إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة ، ثمّ روى بسنده عن أبي الجهم قال : بعث عليُّ البراء بن عازب إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيام فلمّا أبوا سار إليهم .
ذكره أبو إسحاق الشيرازي فيمن نُقل عنه الفقه من الصحابة « 1 » وعُدّ من المقلَّين في الفتيا .
رُوي عن البراء أنّ النبيّ – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم سئل : ما ذا يتقى من الضحايا ، فأشار بيده وقال أربعاً وكان البراء يشير بيده ويقول يدي أقصر من يد رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) : العرجاء البيّن ظَلعها ، والعوراء البيِّن عَوَرها ، والمريضة البيِّن مرضُها ، والعجفاء التي لا تُنقي « 2 » وعنه أنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : أيّما إمام سها فصلَّى بالقوم وهو جنب فقد تمت صلاتهم ثم ليغتسل هو ثم ليعد صلاته فإن كان بغير وضوء فمثل ذلك .
وعنه أنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم صلَّى يوم الأضحى بغير أذان ولا إقامة .
توفّي البراء بالكوفة – سنة اثنتين وسبعين ، وقيل – احدى وسبعين .