الرئيسية / شخصيات أسلامية / موسوعة طبقات الفقهاء

موسوعة طبقات الفقهاء

25 زياد بن لبيد « 1 »

( . . – 41 ه ) ابن ثعلبة بن سنان الانصاريّ الخزرجيّ البياضيّ ، أبو عبد اللَّه المدنيّ .
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار « 2 » وخرج إلى رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بمكة فأقام معه حتى هاجر – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم – فهاجر معه ، فكان يقال له مهاجريّ أنصاري .
ثم شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلَّها ، واستعمله رسول اللَّه على حضرموت ، وولي قتال أهل الردّة باليمن حين ارتدّ أهل النجير مع الأشعث بن قيس حتى ظفر بهم ، وبعث بالأشعث إلى أبي بكر في وثاق .
وكان من فقهاء الصحابة ، لبيباً ، شاعراً ، مجاهراً بالحقّ ، صُلباً فيه ، وكان ممن يدعون إلى إنزال القصاص بعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب لقتله الهرمزان ، وينكر على عثمان بن عفان عفوه عنه ، وله في ذلك شعر منه :
ألا يا عبيدَ اللَّه ما لك مهربٌ
ولا ملجأٌ من ابن أروى ولا خَفَر
أصبتَ دماً واللَّه في غير حلِّه ِ
حراماً وقتلُ الهرمزان له خَطَر
على غير شيء غيرَ أنْ قال قائلٌ
أتتّهمون الهرمزان على عمر
« 1 » وقد صحب زياد الامام علياً – عليه السّلام ، وشهد معه وقعة الجمل ، وله فيها شعر ، منه ( وهو من شعر صدر الإسلام الذي استشهد به ابن أبي الحديد في كون علي – عليه السّلام وصيّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) :
كيف ترى الأنصار في يوم الكلب
إنّا أُناس لا نبالي من عطب
ولا نبالي في الوصيّ من غضب
وإنّما الأنصار جدٌّ لا لعب
توفي زياد في أوّل زمن معاوية ، وقيّد ابن قانع وفاته في –

سنة إحدى وأربعين .

26 زيد بن أرقم « 1 »

( . . – 66 ، 68 ه ) ابن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري .
اختُلف في كنيته ، فقيل : أبو عمرو ، وقيل : أبو عامر ، وقيل : أبو سعد ، وقيل : أبو أُنيْسة .
لم يشهد أُحداً لصغره .
روي أنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ردّ يوم أُحد نفراً من الصحابة استصغرهم ، فلم يشهدوا القتال ، منهم : زيد بن أرقم ، فجعلهم حرساً للذرارِي والنساء بالمدينة .
وأوّل مشاهده الخندق ، وقيل : المُرَيْسيع ، وشهد مؤتة رديف عبد اللَّه بن رواحة ، وكان يتيماً في حجر ابن رواحة .
وهو الذي رفع إلى رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قول عبد اللَّه بن أُبي بن أبي سلول رأسِ المنافقين : * ( لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ) * ، فأكذبه
عبد اللَّه ابن أُبي وحلف ، فأنزل اللَّه تصديق زيد .
وقد نزل زيد الكوفة ، وابتنى بها داراً في كندة ، وشهد مع الامام عليّ – عليه السّلام صِفّين ، وهو معدود في خاصة أصحابه ، وقيل : شهد مع عليّ المشاهد ] أي الجمل وصفّين والنهروان [ .
وهو أحد رواة حديث الغدير ، رُوي عنه بنحو عشرة طرق .
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول اللَّه ص من حجة الوداع ، ونزل غدير خمّ « 1 » أمر بدوحات فقممن ، فقال : كأنّي قد دعيتُ فأجبت ، إنّي قد تركتُ فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب اللَّه وعترتي ، فانظروا كيف تخلَّفوني فيهما ، فانّهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض ، ثم قال : إنّ اللَّه عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد عليّ رضي اللَّه عنه ، فقال : من كنتُ مولاه فهذا وليُّه ، اللَّهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه « 2 » حدّث عن زيد : أبو الطُّفيل ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وطاوس ، والنَّضر ابن أنس ، وآخرون .
وعُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة .
نقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف » فتوى واحدة .
توفّي – سنة ست أو ثمان وستين .

27 زيد بن ثابت « 1 »

( 11 ق ه – 45 ه ) ابن الضحاك الأنصاري الخزرجي النجّاري ، أبو سعيد ، وقيل : أبو خارجة ، وقيل : أبو عبد الرحمن .
استصغره رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يوم بدر فردّه ، ويقال إنّه شهد أُحداً ، وقيل لم يشهدها وإنّما كانت الخندق أوّل مشاهده .
قيل : وكان أبو بكر قد أمره أن يجمع القرآن في الصحف فكتبه فيها ، فلما اختلف الناس في القرآن زمن عثمان ، أمر زيداً أنّ يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس .
وجاء في حديث أنس بن مالك : إنّ زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن
على عهد رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من الأنصار .
وقد عارضة قوم بحديث ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت أنّ أبا بكر أمره في حين مقتل القرّاء باليمامة بجمع القرآن ، قال : فجعلت أجمع القرآن من العسب والرقاع وصدور الرجال حتى وجدت آخر آية مع رجل يقال له خزيمة أو أبو خزيمة .
قالوا : فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لَاملاه من صدره وما احتاج إلى ما ذكر « 1 » وقيل : إنّ رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أمره أن يتعلم كتابة يهود ، قال : فانّي لا آمنهم .
وقد استخلفه عمر بن الخطاب على المدينة ثلاث مرات ، وكان عثمان يستخلفه على المدينة إذا حجّ .
وكان على بيت المال لعثمان .
قال ابن عبد البر : كان عثمان يحب زيد بن ثابت ، وكان زيد عثمانياً ، ولم يكن فيمن شهد شيئاً من مشاهد عليّ من الأنصار ، وكان مع ذلك يفضله ويظهر حبه « 2 » .
روي انّه لما كانت سنة ( 34 ه ) كتب أصحاب رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بعضهم إلى بعض : أن أقدموا فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد ، وأصحاب رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يرون ويسمعون وليس فيهم أحد ينهى ولا يذب إلَّا نُفير : زيد بن ثابت وأبو أسيد الساعدي وكعب بن مالك وحسان بن ثابت « 3 »

روى يعقوب بن سفيان بسنده عن زيد بن ثابت قال : قال رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إنّي تارك فيكم خليفتي كتاب اللَّه عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي وانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض « 1 » روى زيد بن ثابت عن رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وعن عمر وعثمان .
وهو أحد رواة حديث الغدير من الصحابة « 2 » روى عنه : ابناه خارجة وسليمان ، وأنس بن مالك ، والقاسم بن حسان العامري ، وسعيد بن المسيب ، وعبد اللَّه بن عمر ، وآخرون .

شاهد أيضاً

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 20

حتى ينقطع، ويصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي، ولا أظللته تحت ...