صوّت البرلمان الأوروبي ، الأربعاء، على تعديل مقترح يطلب فيه من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إدراج اسم حرس الثورة الاسلامية في قائمة المنظمات الإرهابية. ومن المقرر أن تتم مراجعة هذا المخطط والتصويت عليه في اجتماع البرلمان الأوروبي اليوم .
بعد مضي ثلاث سنوات على قرار ترامب بوضع الحرس الثوري على قائمة الجماعات الإرهابية، فإن تحرك البرلمان الأوروبي أمس هو في الواقع تأكيد لحقيقة أنه في السنوات الأخيرة لعبت أوروبا دور “التابع” لأمريكا في السياسة الخارجية. والطريف في هذا البين انه لا فرق للاوروبيين بين أن تكون الحكومة الأمريكية في أيدي الديمقراطيين أو الجمهوريين. رئيس مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز ، اعلن مؤخرا وبشكل صريح ان على الدول الأوروبية الانضمام إلينا في تقديم الحرس الثوري الإيراني، كمنظمة إرهابية.
– رغم أنه فيما يتعلق بهذا القرار الأوروبي الأمريكي، يقال إنه لا يحتوي على الضمان اللازم للتنفيذ وهو مجرد خطوة انفعالية وحادة وغير مهنية، ولكن مجرد اتخاذ هذا الإجراء يعني أن “الغرب” يحاول وبشكل منسق ممارسة الضغط على إيران واستثمار هذه الضغوط للحصول على تنازلات من ايران فيما يخص الاتفاق النووي وارغامها على الرضوخ للشروط الغربية .
– أعذار أوروبا فيما يخص فرض الحظر على الحرس الثوري الإسلامي جديرة بالاهتمام. فهي تزعم أن الحرس الثوري مسؤول عن تفجيرات وهجمات صاروخية وتهريب أسلحة واغتيالات وتوزيع طائرات مسيرة قاتلة، ولهذه الأسباب يجب معاقبته. السؤال الأساسي هو، لو فرضنا جدلا بان هذه المزاعم صحيحة! من الواضح أن كل هذه الامور لا يمكن أن تكون نتاج الأشهر والأسابيع والأيام القليلة الماضية، فلماذا توصل الاتحاد الأوروبي إلى نتيجة ان عليه فرض الحظر على الحرس الثوري في الأسابيع الأخيرة ؟، هل يمكن التفكير بامر اخر غير ان أن القائمين على هذا السيناريو ، مثل امريكا، يعقدون الامل على نتائج الاحداث والاضطرابات الاخيرة التي شهدتها ايران؟ وأليس هذا الإجراء هو ركن متمم لمخطط ممارسة الضغط الامريكي على ايران والذي بدا منذ سنوات؟.
– قبل ذلك، وفي ذروة الاضطرابات في إيران، تمت متابعة ملف مزاعم ارسال طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، لكن هذه المؤامرة لم تأتي أكلها. وقبل أيام قليلة ايضا ، زُعم أن القوات الامريكية صادرت سفينة محملة بأسلحة مهربة من إيران في طريقها إلى اليمن! وبالطبع لم تؤكد اي مصادر موثوقة هذه المزاعم. وبخصوص المسيرات الإيرانية المستخدمة في الحرب الاوكرانية ، فان الجانب الأوكراني تنصل عن الحضور في الاجتماع الأول للتحقيق في الادعاءات المطروحة وفي الاجتماع الثاني ايضا، اكتفى بطرح بعض الادعاءات الإعلامية بدلا من تقديم الادلة والوثائق ، و … نظرا الى كل هذه الحقائق، فان السبب الوحيد وراء تحرك الاتحاد الأوروبي بالأمس يمكن تحليله فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة والضغط الأقصى على إيران.
– علينا أن ننتظر ونرى ما سؤول اليه القرار الأوروبي الجديد ، لكن الامر المؤكد هو أن يدي إيران ليست مقيدة امام كاف اشكال الحقد والعداوة ضدها.
– إذا كانت القرارات الأوروبية ، كما يُزعم، بالإضافة إلى فرض الحظر على الحرس الثوري، تستهدف الاتفاق النووي أيضا وتهدد وجود هذا الاتفاق الدولي وهويته، فيمكننا أن نتوقع بان نوع وطبيعة رد فعل إيران وعواقبه سيكون من نوع خاص ويتناسب مع الاجراء الاوروبي المزدوج. فهل ستكون أوروبا المجمدة بسبب الشتاء القارس والتي تعاني بسبب تحمل عبء الحرب في اوكرانيا بتاثير من أمريكا، مستعدة لتحمل عبء آخر دون مراجعة حساباتها؟ هذا ما يجب ان ننتظر ونرى ماذا سيتمخض عنه في المستقبل.