سوريا تثمن التضامن اليمني مع الشعب السوري في محنة الزلزال
مواضيع ذات صلة
قصف صاروخي بدلاً من المساعدات الإنسانية… لماذا هاجم الصهاينة سوريا المنكوبة بالزلزال؟
أهمية إعادة فتح المعابر في تسريع مساعدة ضحايا الزلزال السوري
سورية: الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية غير الشرعية لا تقل دماراً عن تأثيرات الزلزال
الوقت-يعيش الشعب السوري أوضاعاً صعبة بفعل الحرب الكونية التي شُنت علية خلال السنوات الماضية، حيث إن الحرب والحصار الاقتصادي الذي فرضة الغرب على هذا الشعب كانت له تبعات كثيرة على المستوى المعيشي للمواطن السوري، خلال الأسابيع الماضية ضرب زلزال المنطقة واحدث دماراً واسعاً في بعض المدن والمناطق السورية والتركية، الا أن “كارثة الزلزال “، ما زاد في عمقها على الشعب السوري هو ظروف سوريا الصعبة لكونها تحارب الإرهاب ومن يدعمه وفي هذا السياق فإن العقوبات على سوريا زادت في صعوبة الكارثة، حيث إن العقوبات الامريكية والتي حملت اسم قانون قيصر قد منعت تقديم المساعدة لضحايا الزلزال، فكل المستشفيات في سوريا واجهت صعوبة كبيرة في علاج ضحايا الزلزال بسبب قلة الإمكانيات و النقص الحاد في مواجهة الكارثة.العقوبات الامريكية الظالمة لم تراعِ القوانين الانسانية ما صعب وصول الاغاثة إلى المناطق المنكوبة في سوريا.
الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا تتخطى حجم المساعدات التي قُدمت فمهما بلغ حجم هذه المساعدات، فإنّ سوريا في حاجة إلى المزيد ولهذا فإن الحكومة السورية سهلت بكل الطرق إيصال المساعدات إلى جميع مناطق البلاد، في الوقت الذي لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض، سارعت العديد من الدول إلى تقديم الدعم، وأخرى وعدت به، بينما المجتمع الغربي مستمر في انتهاج سياسية الازدواجية فبدلاً من وضع جميع الإمكانيات لمساعدة الشعب السوري وقف المجتمع الدولي يتفرج ولهذا يمكن القول إن سوريا عانت من ازدواجية المعايير في السياسة الدولية.
قافلةً إغاثيةً يمنية إلى محافظة اللاذقية
لطالما كشفت الأوقات الصعبة مدى متانة العلاقة ما بين سوريا واليمن. وخصوصاً انهما واجها خلال الفترة الماضية وما يزالان، أخطر التحديات والحروب وأشكال الحصار. واستطاعا رغم ذلك الصمود وتسطير الإنجازات المهمة والاستراتيجية، التي سيكون لها تأثيراتها قريباً، على الواقع الجيوسياسي في المنطقة، حيث ظهرت مواقف الشعب اليمني الداعمة للشعب السوري وإرادته وقراره خلال الفترة الماضية وفي هذا السياق قدّمت الجاليةُ اليمنيةُ في سورية، قافلةً إغاثيةً إلى محافظة اللاذقية؛ دعماً للمتضررين من الزلزال المدمّـر الذي ضربها مؤخّراً، وذلك تحت شعار: “من اليمن إلى الشام.. كلنا مقاومة”.وتتكون القافلة التي تحَرّكت من أمام السفارة اليمنية بدمشق من 6 شاحنات تحتوي على بطانيات ومفروشات وملابس شتوية، ومواد غذائية ودوائية، إضافة إلى أسرة متنقلة ومستلزمات طبية.وتأتي هذه المساعدات في إطار التضامن اليمني مع الشعب السوري الشقيق رغم الجراح والأنين الذي يعيشه أبناء اليمن في الخارج جراء استمرار العدوان والحصار للعام الثامن على التوالي.
وأكّـد سفيرُ الجمهورية اليمنية في سورية، عبد الله علي صبري، أن القافلة الإغاثية تعد أقل واجب تجاه الشعب السوري الشقيق والحكومة السورية التي وقفت مع اليمن في مختلف المراحل والمحطات، موضحًا أن أبناء الجالية اليمنية في سورية ومن مختلف المحافظات شاركوا في جمع التبرعات المادية والعينية وكانوا إلى جوار إخوانهم السوريين أثناء المراحل الأولى من عمليات الإنقاذ ومساعدة المنكوبين.وأشاد السفير صبري بالدول التي سارعت إلى إغاثة سورية ولا تزال تقدم المعونات حتى اللحظة، مطالباً برفع الحصار والعقوبات الأمريكية عن سوريا.
من جهته، أعرب رئيسُ مجلس الجالية اليمنية في سورية، عن تقديره لجهود أبناء الجالية اليمنية في تحريك هذه القافلة الإغاثية.وقال: “لقد شاطرنا إخواننا في سوريا هذا المصاب الجلل، وما نقوم به ليس إلا جهد المقل، لكن مع كثير من المحبة والتضامن مع الشعب السوري، موضحًا أن الجالية اليمنية في سوريا تعمل أَيْـضاً على ترتيب قافلة ثانية من المقرّر أن تنطلق إلى محافظة حلب خلال الأيّام القادمة.ولاقت القافلة الغذائية والمساعدات العينية المقدمة من أبناء الجالية اليمنية وسفارة بلادنا في دمشق، ترحيباً واسعاً في أوساط السوريين، بعد أن تخلى العالم عن هذا البلد في محنته ومصابه الجَلَلِ جراء الزلال المدمّـر الذي ضرب العديد من المحافظات السورية قبل 13 يوماً، مخلفاً الاف القتلى والجرحى وتدمير مئات المنازل.
قافلة المساعدات اليمنية، تجسد المعنى الحقيقي لروابط الدين والأُخوّة والعروبة
وأكّـد ناشطون سوريون في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أن قافلة المساعدات المقدمة من أبناء اليمن، تجسد المعنى الحقيقي لروابط الدين والأُخوّة والعروبة ، كما تؤكّـد صدق نبوءة رسولنا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله القائل: “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا”.وَأَضَـافَ الناشطون السوريون إن قافلةَ المساعدات اليمنية هي من الحصار إلى الحصار ومن المحاصرين إلى المحاصرين، في إشارة إلى ما يواجهه البلدان من عدوان وحصار مُستمرّ منذ سنوات طويلة على أيدي قوى الاستكبار العالمي، متمنين أن يكون العالَمُ كلُّه يَمَنًا.
سوريا تثمن التضامن اليمني مع الشعب السوري في محنة الزلزال
ثمن محافظ اللاذقية في سوريا، المهندس عامر هلال، التضامن اليمني مع الشعب السوري في محنة الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرا. ومن جهةٍ اخرى علقت الجهات المسؤولة بمنطقة السويداء على القافلة الإغاثية المقدمة من أبناء الجالية اليمنية لإخوانهم المتضررين والمنكوبين جراء الزلزال المدمّـر الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية، وأشارت إلى أن الشدائدَ تُظهِرُ المعادن، حيث بينت أن اليمنيين يقدّمون مساعداتٍ إغاثيةً لإخوانهم في سورية رغم ما يتعرضون له من حصار وعدوان طوال 8 سنوات، وما يعانونه من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، مضيفاً: “بالفعل الأشقاء موجودون بيننا”.
رغم العدوان على اليمن تظل المواقف اليمنية ثابتة
إن الرسالة التي أوصلها اليمنيون من خلال التضامن وتقديم المساعدة للشعب السوري المتضرر جراء الكارثة التي ضربت البلاد تؤكد أن اليمنيين من قلب الحصار كان لزاماً عليهم أن يوجهوا هذه الرسالة الأخوية إلى الشعب السوري الشقيق في عز هذه المحنة حيث واجه الشعبان الإرهاب في معركة طويلة خاضتها اليمن وسورية في إطار الحرب الكونية وفي الوقت الراهن يعلن الشعب اليمني التضامن الكامل في هذا المصاب الجلل وتداعيات هذا الزلزال الكارثي فاليمن المظلوم والمحاصر يرى في هذه القوافل من المساعدات جزء من واجبه في نصرة شعوب الأمة المظلومة فكيف والمظلوم هي سوريا التي ناصرت اليمن بالكلمة والموقف في وقت تخلى فيه العالم عن الشعب اليمني.
في النهاية إن الأوضاع التي يعيشها الشعب السوري توجب على الجميع تقديم يد العون والمساعدة لهذا الشعب الصابر المقاوم فالشعب اليمني الذي يعيش اوضاعاً إنسانية صعبة لم يتاخر في تقديم مايستطيع من المساعدة للشعب السوري، وفي هذا السياق يجب على جميع المنظمات الإنسانية اتخاذ مواقف واضحة جراء العقوبات التي تحول دون إيصال المساعدات للشعب السوري ويجب رفع الحصار الجائر الذي يمنع وصول المواد الأساسية والأدوية للشعب السوري المتضرر من الكارثة.