أوائل المقالات في المذاهب والمختارات / الصفحات: ١٨١ – ٢٠٠
القول ٤٩ – ولا هم يحزنون – ٧٣ / ٦.
سورة آل عمران: ١٧٠، ١٧١.
القول ٤٩: وجعلني من المكرمين – ٧٣ / ٧.
سورة يس: ٢٦ و ٢٧ (آل يس) وقال المؤلف – رحمه الله – في جواب المسألة الرابعة من المسائل السروية: وقد قال سبحانه في مؤمن آل يس: (قيل ادخل الجنة) الآية. فأخبر أنه حي ناطق منعم وإن كان جسمه على ظهر الأرض أو على بطنها. وقال الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا) الآية. فأخبر أنهم أحياء وإن كانت أجسادهم على وجه الأرض أمواتا لا حياة فيها. چ.
القول ٥٠: في أبيات مشهورة – ٧٤ / ٤.
قال العلامة الكبير والمتتبع الخبير السيد محسن الأمين العاملي – مد ظله – في جمعه النفيس (ديوان أمير المؤمنين – عليه السلام – على الرواية الصحيحة ص ٨ – ١٠ طبع دمشق: ولا باس بالإشارة إلى بعض ما يوجب القطع بفساد نسبة البعض مما في الديوان المشهور إليه – عليه السلام -… ومن ذلك إيراده الأبيات التي أولها:
يا حار همدان من يمت يرني | من مؤمن أو منافق قبلا |
مع أنها للسيد الحميري وأولها:
قول علي لحارث عجب | كم ثم أعجوبة له حملا |
فإنه صريح في أن ذلك حكاية قوله – عليه السلام – لا نفس قوله. والعجب إن جامع الديوان ذكر هذا البيت في آخر الأبيات مع أنه في أولها وصريح في أنها ليست له – عليه السلام -، والشيخ الطوسي في أماليه في المجلس الثامن عشر نسب الأبيات إلى السيد الحميري وذكر هذا البيت في أولها. وقد وقع في هذا الاشتباه ابن أبي الحديد في شرح النهج فنسب الأبيات إلى أمير المؤمنين – عليه السلام – لما رأى في أولها خطابا للحارث ولم يذكر البيت الذي هو أولها. وقال أيضا في ص ١١٤ من الديوان: وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة إن الشيعة تروي عنه شعرا قاله للحارث الأعور الهمداني:
(يا حار همدان من يمت يرني) البيت… ولكن الصواب أن هذه الأبيات للسيد الحميري نظم فيها هذه القصة فتوهم الرواة أنها لأمير المؤمنين – عليه السلام – من قوله فيها: (يا حار همدان)، وإنما ذلك حكاية قول أمير المؤمنين – عليه السلام – لا نفس قوله، روى ذلك الشيخ الطوسي في أماليه في مجلس يوم الجمعة ١٨ جمادي الآخر سنة ٤٥٧ بسنده عن جميل بن صالح قال أنشدني السيد بن محمد:
قول علي لحارث عجب | كم ثم أعجوبة له حملا |
يا حار همدان من يمت يرني | من مؤمن أو منافق قبلا |
انظر أمالي الشيخ المفيد ص ٢ – ٤ طبع نجف ١٣٦٧ هـ. چ.
القول ٥٠: مثقال ذرة شرا يره – ٧٤ / ١٢.
سورة الزلزال: ٧ و ٨.
القول ٥٠: فإن أجل الله لآت – ٧٤ / ١٤.
سورة العنكبوت: ٥.
القول ٥١: وأجسام الملائكة في التركيبات – ٧٥ / ٥.
انظر كتاب (المحتضر)(١) تأليف الشيخ حسن بن سليمان الحلي صاحب (مختصر بصائر الدرجات) (٢) تلميذ الشهيد الأول من علماء أوائل القرن التاسع. چ.
القول ٥٢: حتى النشور والمآب – ٧٥ / ١١.
انظر إلى ما قاله المصنف في هذا الموضوع في كتابه (تصحيح الاعتقاد) في النفوس والأرواح. چ.
القول ٥٤: وكيف تكون صورهم في تلك الأحوال – ٧٧ / ٧.
انظر (بحار الأنوار) ج ١٤ ص ٤١٠ طبع أمين الضرب. چ.
القول ٥٤: عن الصادقين من آل محمد – ٧٧ / ١٣.
لما كانت الأحكام الثابتة للمكتفين من أمر ونهي والاستحقاقات الحاصلة لهم من تعلق مدح وذم وثواب وعقاب وغير ذلك كلها متعلقة بالانسان المكلف جرت عادة المتكلمين بالبحث عن حقيقة الانسان وماهيته ليعلم أن ذلك المكلف الذي تعلقت به هذه الأمور من هو؟ وقد اختلفت أقاويلهم في ذلك على آراء كثيرة حتى عد منها زهاء أربعين قولا وغالبها ناشئة من خلط معنى النفس والروح بمعاني الحياة والعقل ونحوهما والمعروف بين محققي المتكلمين هو القول بتجردها مما لا محل لبسط
إن الانسان هو ما ذكره بنو نوبخت، وقد حكى عن هشام بن الحكم أيضا، والأخبار عن موالينا – عليهم السلام – تدل على ما أذهب إليه وهو أنه شئ قائم بنفسه لا حجم له ولا حيز ولا يصح عليه التركيب ولا الحركة والسكون والاجتماع والافتراق وهو الشئ الذي كانت تسميه الحكماء الأوائل (الجوهر البسيط) وكذلك كل حي فعال محدث فهو جوهر بسيط، وليس كما قال الجبائي وابنه وأصحابهما أنه جملة مؤلفة، ولا كما قال ابن الأخشاد إنه جسم متخلخل في الجملة الظاهرة، ولا كما قال ابن الراوندي (الأعوازي خ) (٣) إنه جزء لا يتجزأ. وقولي فيه قول معمر من المعتزلة وبني نوبخت من الشيعة على ما قدمت ذكره، وهو شئ يحتمل العلم والقدرة والحياة والإرادة والنقص قائم بنفسه محتاج في أفعاله إلى الآلة التي هي الجسد. والوصف بأنه حي يصح عليه القول بأنه عالم وقادر وليس الوصف له بالحياة كالوصف للأجساد بالحياة حسب ما قدمناه، وقد يعبر عنه بالروح وعلى هذا المعنى جاءت الأخبار أن الروح إذا فارقت الجسد نعمت وعذبت، والمراد أن الانسان الذي هو الجوهر البسيط يسمى الروح وعليه الثواب والعقاب وإليه توجه الأمر والنهي والوعد والوعيد، وقد دل القرآن على ذلك بقوله: (يا أيها الانسان ما غرك بربك
٣ – أنظر تكملة (الفهرست) لابن النديم ص ٤ من طبعة مصر. چ.
القول ٥٦: والصراط والميزان – ٧٨ / ١٤.
الطريق إلى معرفة هذه الأمور والأحكام المتعلقة بالنشأة الأخروية هو السمع وخبر المخبر الصادق فبعد ما ثبت نبوة النبي (ص) بالأدلة القاطعة وعصمته يجب التصديق بكافة ما أخبر به عن هذه الأمور الممكنة التي لا استحالة فيها عقلا كما يجب التصديق بسائر ما أتى به من الله تعالى، وبالجملة يجب الإيمان بجملة ما أخبر به عن
٣ – سورة يس / ٢٦ – ٢٧.
٤ – سورة آل عمران / ١٦٩.
القول ٥٧: في الشفاعة – ٧٩ / ١٣.
اتفق كافة فرق المسلمين على ثبوت الشفاعة لنبينا (ص) لكنهم اختلفوا في معناها، فذهبت المعتزلة إلى أن الشفاعة للمؤمن الطائع في زيادة المنافع دون العصاة المرتكبين للذنوب والكبائر وأما سائر الفرق فقالوا: إنها للعصاة والفساق من أهل الإيمان في سقوط العقاب عنهم وأدلتهم على ثبوت الشفاعة بالمعنى الذي ذكرناه مذكورة في الكتب المطولة. ز.
القول ٥٧: ولا صديق حميم – ٨٠ / ٢.
سورة الشعراء: ١٠٠، ١٠١.
القول ٥٨: في البداء والمشية – ٨٠ / ٥.
(٢) لفظ البداء يطلق على معنيين: الأول هو الظهور وهذا هو الأصل في هذه
القول ٥٩: من الزيادة فيه والنقصان. ٨٠ / ١٧.
الكلام في هذه المسألة معروف، والخلاف فيه بين العلماء مشهور أما الزيادة في آيات القرآن فلم يدعها أحد بل صرحوا بعدم وقوعها، وأما التحريف والنقص فقد وقع دعواه عن بعض حشوية العامة وأخبارية الشيعة نظرا لورود بعض روايات مروية بطريق الآحاد، ومحققو الفريقين وأهل النظر منهم على خلافه، ونحن نقتصر في هذا الباب على كلام للشيخ الجليل أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي – قدس سره – أورده في
القول ٥٩: ومن عرف الناسخ والمنسوخ – ٨١ / ٢.
انظر باب (القول في اللطيف من الكلام)، (القول في ناسخ القرآن ومنسوخه). چ.
القول ٥٩: ولا من آية ولا من سورة – ٨١ / ٦.
قال العلامة الإمام السيد هبة الدين الشهرستاني – مد ظله – في مجلة (المرشد) ج ٣ ص ٢١١ طبع بغداد: المشهور (وعليه الجمهور) إن القرآن المنزل من الله على رسوله إنما هو هذا الموجود بين الدفتين وعليه أدلة وافية من التاريخ والحديث. وقد اغتر جملة من الحشوية ونساك المحدثين الظاهريين ببعض الأحاديث الضعيفة والتي وضع قسما منها ذووا الأهواء من رؤساء الفرق في صدر الاسلام فظنوا حدوث الزيادة والنقصان في آي القرآن. وسيدنا المرتضى علم الهدى صرح كغيره من أسلافنا المحققين بأن القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان كما صرح أيضا بأن أكثر ما نزل على
القول ٥٩: ولكن حذف ما كان مثبتا – ٨١ / ٦.
انظر (البحار) ج ١٩ ص ٢٠ طبع كمپاني.
القول ٥٩: رب زدني علما – ٨١ – ١٠.
سورة طه: ١١٤.
القول ٥٩: فسمى تأويل القرآن قرآنا – ٨١ / ١٠.
انظر (تصحيح الاعتقاد) في نزول القرآن. چ.
القول ٦٠: في أبواب الوعيد – ٨٢ / ٦.
الوعيد عبارة عن الإخبار بوصول ضرر على الموعود كما أن الوعد عبارة عن الإخبار بوصول نفع إليه، وقد أشار إلى جملة من مسائله التي اتفقت عليها الإمامية وخالفتهم فيها المعتزلة وغيرهم في الباب المخصوص الذي عقده لهذا.
وقد جرت عادة المتكلمين على البحث في باب الوعيد عن مسائل الثواب والعقاب والطاعة والمعصية والإيمان والكفر وما يجري على الكفار والفساق من
القول ٦١: ولا الثواب ولا العقاب – ٨٢ / ١٤.
الاحباط في اصطلاح المتكلمين خروج الثواب والمدح الذين يستحقهما العبد المطيع عن كونهما مستحقين بذم وعقاب أكبر منهما لفاعل الطاعة، والقول بالتحابط منسوب إلى أبي علي الجبائي من المعتزلة وتبعه عليه من يوافقه، فقال إذا أقدم صاحب الكبيرة عليها أحبطت تلك الكبيرة جميع أعماله الصالحة وأسقطتها والخلاف في ذلك في غير الكفر إذ لا خلاف في أنه يزيل استحقاق الطاعات السالفة وفي غير الإيمان الذي يزيل استحقاق الذنوب السابقة (١).
وقال أبو هاشم بالموازنة وهو أن الأعمال الصالحة للعبد توازن بالأعمال السيئة فينعدم ما يساوي الناقص بالناقص ويبقى الزائد، والأدلة على بطلان كلا القولين مذكورة في محله. ز.
القول ٦٣: في الموافاة – ٨٣ / ٩.
مجمل القول في هذا أنه لا خلاف في أن المؤمن بعد اتصافه بالإيمان الحقيقي في الواقع ونفس الأمر لا يمكن أن يكفر ما دام الوصف وإنما الخلاف في أنه هل يمكن زواله بطريان ضد له أم لا؟، فذهب كثير إلى جواز ذلك بل وقوعه ويدل عليه ظواهر آيات كثيرة من القرآن، وذهب بعض آخر إلى عدم جواز زوال الإيمان الحقيقي بضد أو غيره وهو الذي يظهر من كلام المصنف هيهنا ونسب القول به إلى السيد الشريف المرتضى أيضا.
القول ٦٥: في العموم والخصوص – ٨٤ / ٤.
الكلام في هذا الباب من مباحث أصول الفقه وقد تعرض أهله للبحث المستقصى عن هذه المسألة في كتبهم، ولكن لأجل أنها لها نوع ارتباط ببعض مباحث الوعد والوعيد وغيرها مما يبحث عنه في علم الكلام تعرض لها بعض المتكلمين في كتبهم، مثلا ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة مشعرة بعدم جواز العفو عن مرتكبي الذنوب والمعامي مثل قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها) (١)، وقوله تعالى: (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا) (٢) وقوله تعالى: (إن الفجار لفي جحيم) (٣) وآيات غير ذلك.
٣ – سورة الانفطار / ١٤.
القول ٦٧: يموتون وهم كفار – ٨٥ / ٥.
سورة النساء: ١٨.
القول ٦٧: إلى يوم يبعثون – ٨٥ / ٧.
سورة المؤمنون: ٩٩، ١٠٠.
القول ٦٨: وعبد السلام الجبائي ومن اتبعه يخالفون فيه – ٨٥ / ١٥.
ذهب أبو هاشم إلى أن حقيقة التوبة هي الندم على المعصية والعزم على عدم العود إلى مثلها في القبح، وبعبارة أخرى الندم على المعصية السابقة والعزم على تركها في الآتي، وتبعه في ذلك من انتهج منهجه من جمهور معتزلة البصريين كالقاضي عبد الجبار وغيره فحقيقة التوبة عند هؤلاء متقومة من جزأين: ندم خاص وعزم خاص.
وقال آخرون: حقيقة التوبة هي الندم على فعل المعصية وأما العزم على تركها فليس بمأخوذ في حقيقتها، ثم اختلفوا فجعله بعض منهم شرطا وبعض آخر لازما فقد اتفق الكل على أن النادم غير العازم وكذا العازم مع عدم الندم ليس بتائب وإنما الخلاف في أن عدم صحة توبته لزوال ما هو جزء حقيقة التوبة أو لزوال شرطها ولازمها.
والظاهر من كلام المصنف أخذه شرطا فيها واختار محمود الخوارزمي من المعتزلة كونه لازما، فالعزم المذكور جزء من مفهوم حقيقة التوبة عند أبي هاشم وأتباعه وليس بجزء منه عند هؤلاء بحيث لو ندم على ما سلف من القبيح ومنع عن العزم صحت توبته على هذا القول دون القول الأول. ز.
القول ٦٩: فضلا عن أن يكون قبيحا – ٨٦ / ٦.
حكي قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الرازي هذا القول المنسوب إلى أبي هاشم عن أمير المؤمنين – عليهم السلام – وعن أولاده كعلي بن موسى الرضا – عليه السلام – كما
القول ٧١: وإن شاؤوا استقادوا منه – ٨٧ / ١٠.
(القود) بفتح القاف والواو القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. يقال: (استقاد الأمير) أي سأله أن يقيد القاتل بالقتيل. چ.
القول ٧٢: من جهة الاكتساب – ٨٨ / ٨.
العلم ينقسم إلى ضروري وكسبي، والضروري هو ما يضطر غريزة العقل بمجردها إلى التصديق به مثل (أن الشئ لا يتصف بالنفي والاثبات)، و (أن الكل أعظم من الجزء) و (الأشياء المتساوية لشئ واحد مساوية) فإنها معقولات محضة تقتضيها ذات العقل بمجرد التوجه إليها وحصولها في الذهن حتى أنه لو قدر أن شخصا خلق دفعة عاقلا ولم يلقن بشئ من التعاليم وعرضت عليه هذه القضايا
وقد رأى هذا الرأي غير الجاحظ أيضا كأبي محمد ابن حزم الأندلسي فقد عقد لذلك بابا في كتابه المعروف (في الملل والنحل) وناقش مخالفيه فيه، ونسب ذلك أيضا إلى الإمام فخر الدين الرازي وغيره. ومن هؤلاء من يرى أن العلوم مع كونها ضرورية غير مقدورة للعباد، فمنها ما حصوله لا عن نظر، ومنها ما حصوله عن نظر لكن بعد تمام النظر يحصل الاضطرار إليه. ونقل أبو الحسن الآمدي عن بعض الجهمية أن جميع العلوم نظرية لا ضرورة فيها، وقال قوم: العلوم المتعلقة بذات الله وصفاته والاعتقادات الصحيحة ضرورية وما عدا ذلك لا يمتنع أن يكون نظريا، وفضل بعض آخر بين العلوم التصورية فقال: هي ضرورية، والتصديقية فقال:
بانقسامها إليهما.
وقد بسط الكلام على هذه الأقاويل بالتصحيح والإبطال في محله وغرض المصنف – قدس سره – من تكرار القول في ذلك البحث هو الإشارة إلى ما هو الصحيح
القول ٧٤: في حد التواتر من الأخبار – ٨٩ / ٧.
الكلام في حقيقة التواتر وما به يتحقق التواتر معروف في أصول الفقه، والخلاف في أن العلم الحاصل عن خبر التواتر هل هو بضرورة واضطرار إليه أو هو نظري واكتساب، فنقل عن جمهور من الفقهاء والمتكلمين من المعتزلة والأشاعرة أنه ضروري، وعن الكعبي وأبي الحسين أنه نظري، وقال أبو حامد الغزالي إنه ضروري بمعنى أنه لا يحتاج في حصوله إلى الشعور بتوسط واسطة مفضية إليه وليس ضروريا بمعنى أنه حاصل من غير واسطة.
وغرضه أنه ليس من الضروريات التي لا يحتاج في دركها إلى واسطة وإلى ترتيب مقدمات أصلا بل لا بد فيه من مقدمتين موجودتين في النفس إحديهما أن جمعا كثيرا كهؤلاء المخبرين في التواتر قد اتفقوا على الإخبار عن الواقعة، وثانيهما أنهم مع كثرتهم واختلاف أحوالهم لا يجمعهم على الكذب جامع لكن لا يفتقر إلى ترتيب هاتين المقدمتين بالترتيب المنظوم المتعارف أو شعور النفس بأن هذا العلم حاصل من هاتين المقدمتين فضروريته بمعنى عدم الاحتياج إلى الشعور بالواسطة فيه ونظريته بمعنى حصول ما هو المناط في العلم النظري الكسبي فيه في الواقع. ز.
القول ٧٤: ويحدونه بما أوجب علما على الاضطرار – ٨٩ / ١٣.
انظر باب (القول في اللطيف من الكلام) القول في أخبار الآحاد. چ.
القول ٧٨: يزعمان أنهم ملجئون إلى الأعمال – ٩٢ / ٨.
قد اشتهر هذا القول عن أبي الهذيل وأن حركات أهل الخلدين تنقطع وأنهم يصيرون إلى سكون دائم تجتمع فيه اللذات لأهل الجنة والآلام لأهل النار. واعتذر الخياط المعتزلي عن مقالته هذه بأنه كان يزعم أن الدنيا دار عمل ومحنة والآخرة دار جزاء لا دار عمل واختيار وأمر ونهي، فأهل الجنة فيها يتنعمون ويلذون، والله تعالى المتوقي لفعل ذلك فيهم وإيصال ذلك النعيم إليهم وهم غير فاعلين له. قال: ولو كانوا في الجنة مع صحة عقولهم وأبدانهم يجوز عنهم اختيار الأفعال لكانوا مأمورين منهيين ولو كانوا كذلك لوقعت منهم الطاعة والمعصية فكانت الجنة حينئذ دار تكليف ومحنة لا دار ثواب وعقاب مع الإجماع بأن الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء وأنهم متي لم يكونوا مضطرين كانت عليهم فيها مشقة من حيث أنهم تكلفوا الأفعال.
وقد أجاب عنه الشريف المرتضى بأنهم ليسوا مضطرين بل هم مختارون في نيل ما يلذهم مؤثرون لها على وجه لا كلفة فيه ولا تعب ولا نصب ون نيل الملتذ ما يناله من اللذات أكمل للذته وأقوى.
وأما الالجاء إلى الأفعال الذي ذهب إليه الجبائيان فقد ذهب إلى نظيره السيد المرتضى – قدس سره – بالنسبة إلى القبائح فقال في رسالته المعمولة لأحكام أهل الآخرة: وأما أفعال أهل الجنة فالصحيح أنها واقعة منهم على سبيل الاختيار وإن كانوا ملجئين إلى الامتناع من القبيح وإلا جاز وقوعه منهم. وجوز هذا النوع من الالجاء بأن يكون الملجأ من بعض الوجوه مخيرا من سائر الجهات. ز.
القول ٧٩: وأنهم لكاذبون – ٩٣ / ٣.
سورة الأنعام: ٢٧، ٢٨.
القول ٧٩: وضل عنهم ما كانوا يفترون – ٩٣ / ٦.
سورة الأنعام: ٢٢، ٢٣، ٢٤.
القول ٨٠: وجماعة كثيرة من متكلمي الإمامية – ٩٣ / ١٨.
زرارة بن أعين الشيباني من أكابر رجال الشيعة وأجلائهم فقها وحديثا وكان كما قال أبو غالب الزراري (١) في رسالته الموضوعة لبيان حال آل أعين (٢) في حقه: وكان (= زرارة) خصما جدلا لا يقوم أحد بحجته إلا أن العبادة قد شغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه.
وأما محمد بن الطيار، فالذي ذكر اسمه في كتب الرجال في عداد متكلمي الإمامية هو ابنه حمزة بن محمد بن الطيار وإن كان محمد أيضا من أصحاب الباقر – عليه السلام – وكأنه من سهو القلم، وقد وقع في هذا الاسم سهو أيضا في شرحه ل (إعتقادات الصدوق)، فقد ذكر فيه في باب النهي عن الجدال حديث يونس بن يعقوب المروي في الكافي في كتاب (الحجة)، وفيه ذكر أمر الصادق – عليه السلام – عبد الرحمن بن أعين ومحمد بن الطيار وهشام بن سالم وقيس الماصر بمناظرة الرجل الشامي الذي ورد عليه مع أن الموجود في (الكافي) وفي كتاب (الارشاد) للمصنف
القول ٨١: إن الحكم في الدار على الأغلب فيها. ٩٤ / ٢.
معنى وصف الدار بكونها دار إسلام أو إيمان أو دار كفر هو من جهة لحوق أحكام شرعية للمقيمين بها مثل أحكام المناكحة والتوارث والصلاة خلفه أو عليه إذا مات والدفن في مقابر المسلمين والموالاة معه أو معاداته وأمثال ذلك، وقد اختلفت الآراء في الأمر الذي يصير سببا لوصف الدار بكونها دار إسلام أو كفر فمنهم من اعتبر الكثرة فإذا كان الأكثر من أهل الدار على دين الاسلام فهي دار إسلام وإلا فدار كفر، ومن هؤلاء من اعتبر مع الكثرة الغلبة أيضا بأن يكونوا غالبين قاهرين على الأمور، ومنهم من اعتبر زوال التقية، فمتى لم يكن أهل الدار في تقية من السلطان في إظهار شعائر الدين فهي دار إسلام.
والبهشمية من المعتزلة يجعلون الحكم في الدار للإمام أو السلطان، ويزعمون أن السلطان إذا كفر كفرت الرعية وإن لم يعلموا بكفره ويصير الدار بذلك دار كفر، وقالت الخوارج إن كل بلد ظهر فيها الحكم بغير ما أنزل الله فهي دار كفر.
وذهب كثير من الزيدية والمعتزلة إلى أن المناط في ذلك بما يظهر في الدار ويوجد المقيم بها من الحال فإذا كان الدار بحيث يظهر فيها الشهادتان ظهورا لا يمكن المقام فيها إلا بإظهارهما أو الكون في ذمة وجوار من مظهرهما ولا يتمكن المقيم من إظهار خصلة من الخصال الكفرية في دار إسلام وإن لم تكن الدار بهذا الوصف الذي ذكرناه فهي دار كفر، ولا اعتبار عندهم مع ذلك بما يكون عليه أهلها من المذاهب المختلفة بعد تحقق ما ذكرناه، وإليه يؤول كلام المصنف – قدس سره – ويقرب
القول ٨١: ولنعم دار المتقين – ٩٤ / ٥.
سورة النحل: ٣٠.
القول ٨١: سأريكم دار الفاسقين – ٩٤ / ٦.
سورة الأعراف ١٤٥
القول ٨٢: في اللطيف من الكلام – ٩٥ / ١.
عد الشيخ الجليل أحمد بن علي النجاشي – رحمه الله – في فهرسته المعروف هذا الكتاب تصنيفا مستقلا من مصنفات الشيخ المفيد – قدس سره – بعد أن أشار إلى كتاب (أوائل المقالات) قبله. والمظنون أن هذا الباب كان منضما إلى أوائل المقالات حين تصنيفه ثم لما زاد فيه الزيادات التي يبتدء بقوله: (القول في الزيادات من اللطيف في الكلام) والزيادة الأخيرة التي أجاب بها عما سأله عنه السيد الشريف – قدس سره – جعله كتابا مستقلا على حدة.
وقد سبق في أول ما علقناه الإشارة إلى معنى اللطيف في الكلام وأنها جملة مباحث تعرض المتكلمون للبحث عنها لارتباط جملة منها بإثبات بعض المعتقدات الإسلامية والآراء الدينية كما سنشير إلى بعضها في محله، وبحثوا عن جملة أخرى منها تبعا لأبحاث الفلاسفة عنها حيث تعرضوا لها في كتبهم وفي ضمنها كثير من المباحث من العلوم الطبيعية وغيرها. ز.
القول ٨٢: القول في الجواهر – ٩٥ / ٢.
أطلق المصنف – قدس سره – الجواهر على المعنى الذي يسميه الفلاسفة بالجوهر