أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٣٠١ – ٣٢٠
هاشم في زمانه…»(١).
١٩ ـ عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: ٧٦٨ هـ):
قال في «مرآة الجنان»: «وفيها [٢٠٣ هـ] توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحدُ الأئمة الاثني عشر، أولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم، وقصروا بناء مذهبهم عليه. وكان المأمون قد زوّجه ابنته أم حبيبة وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على الدينار والدرهم… وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً بين كبير وصغير واستدعى علياً المذكور، فأنزله أحسن منزل، وجمع خواص الأولياء، وأخبرهم أنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد أحداً في وقته أفضل، ولا أحق بالخلافة من علي الرضا فبايعه(٢)، وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام وأبدل ذلك بالخضرة(٣).
٢٠ ـ ابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ):
نقل في كتابه «تهذيب التهذيب» قول الحاكم المتقدم وقول السمعاني
(١) حياة الإمام الرضا للشيخ باقر شريف القرشي: ١/ ٦٢ عن «عيون التواريخ»: ٣، ورقة ٢٢٦ مصور في مكتبة السيد الحكيم.
(٢) نحنُ وإن كنا نتفق مع المؤرخ في أن الإمام أفضل من في وقته إلا أنّا لا نتبنى أن ذلك كان السبب في إعطاء الإمام ولاية العهد وليس هنا محل تفصيل ذلك.
(٣) مرآة الجنان: ٢/ ١٠، دار الكتب العلمية، ١٤١٧هـ.
المتقدم أيضاً ومن دون أي إيراد عليهما(١).
٢١ ـ ابن الصباغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):
قال في «الفصول المهمة»: «قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: تقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وزين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) وجاء علي بن موسى الرضا هذا ثالثهما، ومن أمعن نظره وفكره وجده في الحقيقة وارثهما، نما إيمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه، حتى أدخله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته. وكانت مناقبه علية، وصفاته سَنيـّة، ونفسه الشريفة زكية هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية»(٢).
٢٢ ـ جمال الدين الأتابكي المعروف بابن تغري (ت: ٨٧٤ هـ):
قال في «النجوم الزاهرة»: «وفيها [سنة ٢٠٣] توفي علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي الحسيني كان إماماً عالماً… وكان علي هذا سيد بني هاشم في زمانه وأجلهم…»(٣).
٢٣ ـ الحافظ السمهودي الشافعي (ت: ٩١١ هـ):
قال في «جواهر العقدين»: «وأما علي الرضا بن موسى الكاظم فكان أوحد زمانه جليل القدر…»(٤).
(١) تهذيب التهذيب: ٥/ ٧٤٥ ـ ٧٤٦، دار الفكر.
(٢) الفصول المهمة: ٢٣٣، دار الأضواء.
(٣) النجوم الزاهرة: ٢/ ١٧٤، نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
(٤) جواهر العقدين: ٤٤٦، دار الكتب العلمية، بيروت.
٢٤ ـ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت: بعد٩٢٣ هـ):
قال في «خلاصته»: «كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجلّه وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد…»(١).
٢٥ ـ ابن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):
قال في «الصواعق المحرقة» بعد أن أتم كلامه عن الإمام الكاظم ومن سبقه من الأئمة (عليهم السلام): «علي الرضا: وهو أنبههم ذكراً وأجلهم قدراً؛ ومن ثم أحله المأمون محل مهجته، وأنكحه ابنته، وأشركه في مملكته، وفوض إليه أمر خلافته…»(٢).
٢٦ ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: ١٠١٩ هـ):
قال في «أخبار الدول»: «وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيـّة،… وكان رضي الله عنه قليل النوم كثير الصوم، وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على جلد شاة»(٣).
٢٧ ـ ابن العماد الحنبلي (ت: ١٠٨٩ هـ):
قال في «شذرات الذهب»: «[وفيها ٢٠٣ هـ توفي] علي بن موسى الرضا الإمام الحسن(٤) الحسيني بطوس، وله خمسون سنة، وله مشهد كبير بطوس يزار، روى عن أبيه موسى الكاظم، عن جده جعفر بن محمد الصادق، وهو
(١) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٢ /٢٥٧ ترجمة رقم ٥٠٥٤، ط. مكتبة القاهرة.
(٢) الصواعق المحرقة: ٣٠٩، دار الكتب العلمية.
(٣) أخبار الدول وآثار الأول: ١/ ٣٤١ و٣٤٤، عالم الكتب.
(٤) كذا في المطبوع ولعل الصحيح «الإمام أبو الحسن».
أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية»(١).
٢٨ ـ عبد الله الشبراوي (ت: ١١٧١ هـ):
قال في «الإتحاف بحبّ الأشراف»: «كان رضي الله عنه كريماً جليلاً، مهاباً موقراً…قال بعضهم: علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فاق أهل البيت شانه، وارتفع فيهم مكانه، وكثر أعوانه وظهر برهانه، حتى أحلة الخليفة المأمون محل مهجته، وأشركه في خلافته، وفوض إليه أمر مملكته، وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه علية، وصفاته سَنيـّة، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، وكراماته أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر…»(٢).
٢٩ ـ محمد أمين السويدي (ت: ١٢٦٤ هـ):
قال في «سبائك الذهب»: «كانت أخلاقه علية، وصفاته سنية… كراماته كثيرة. ومناقبه شهيرة لا يسعها مثل هذا الموضع…»(٣).
٣٠ ـ الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد ١٣٠٨ هـ):
عقد في كتابه «نور الأبصار» فصلاً كاملاً عن الإمام الرضا أسماه: «فصل: في ذكر مناقب سيدنا علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن علي بن أبي
(١) شذرات الذهب: ٢/ ٧٥ ـ ٧٦. دار الكتب العلمية ـ بيروت لبنان ١٩٩٨م.
(٢) الإتحاف بحب الأشراف: ١٥٥- ١٥٦، منشورات الرضي، الطبعة المصورة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.
(٣) سبائك الذهب: ٧٥، المكتبة العلمية.
طالب رضي الله عنهم أجمعين»(١).
٣١ ـ يوسف إسماعيل النبهاني (ت: ١٣٥٠ هـ):
قال في «جامع كرامات الأولياء»: «علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة، من أهل بيت النبوة، ومعادن العلم والعرفان، والكرم والفتوة. كان عظيم القدر مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة..»(٢).
٣٢ ـ علي جلال الحسيني (ت: ١٣٥١ هـ):
قال عن الإمام (عليه السلام): «كان أعلم الناس في وقته وأسخاهم، ولد سنة ١٤٨، وقبض سنة ٢٠٣ وهو ابن خمس وخمسين سنة»(٣).
٣٣ ـ عبد الله عفيفي (ت: ١٣٦٣ هـ):
قال: «علي بن موسى الرضا، عميد هذا البيت وزعيمه والإمام المرتضى من آل البيت…»(٤).
٣٤ ـ الفـاضـل علـي بـن عـبـد الله فـكـري الحسـيني القـاهـري (ت: ١٣٧٢هـ):
قال في «أحسن القصص»: «علمه وفضله: قال إبراهيم بن العباس: ما رأيتُ الرضا سُئل عن شيء إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان
(١) نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار::١٦٨، طبعة دار الفكر، الطبعة المصورة على الطبعة المصرية لسنة ١٩٤٨.
(٢) جامع كرامات الأولياء: ٢/ ٣١١. دار الفكر.
(٣) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٢/ ١٥٤ عن «الحسين»: ٢/ ٢٠٧.
(٤) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٢/ ١٥٤ عن «المرأة العربية»: ٣/ ٩٣.
إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيبه الجواب الشافي الكافي.
تعبّده: وكان قليل النوم، كثير الصوم، لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
ويقول: ذلك صيام الدهر.
معروفه وتصدقه: وكان كثير المعروف والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة…
زهده وورعه: كان زاهداً ورعاً وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح»(١).
٣٥ ـ خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):
قال في كتابه «الأعلام»: «علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقب بالرضى: ثامن الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، ومن أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم…»(٢).
٣٦ ـ الدكتور عبد السلام الترمانيني:
قال في «أحداث التاريخ الإسلامي»: هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا. ثامن الأئمة الاثني عشرية عند الإمامية…
(١) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٨ /٦٢٢ ـ ٦٢٣، عن «أحسن القصص»: ٤/٢٨٩، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٢) الأعلام: ٥/ ٢٦، دار العلم، بيروت لبنان.
وكان من أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم(١).
٣٧ ـ محمود بن وهيب:
قال عن الإمام (عليه السلام): «وكراماته ـ أي الرضا ـ كثيرة رضي الله عنه، إذ هو فريد زمانه…»(٢).
٣٨ ـ الفاضل باقر أمين الورد ـ المحامي عضو اتحاد المؤرخين العرب ـ:
قال في «معجم العلماء العرب»: «علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقب بالرضا: ثامن الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ومن أجلاّء السادة أهل البيت وفضلائهم…»(٣).
٣٩ ـ الفاضل الهادي حمو:
قال في كتابه «أضواء على الشيعة الإمامية»: «… وعلى كل فالإمام الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الإسلامية فقد عاصر المأمون حقبة، وكان له في مجالسه العلمية ونشاطه الفكري نصيب عظيم، وكان المأمون يخصه بعقد المناظرات ويجمع له العلماء والفقهاء والمتكلمين من جميع الأديان فيسألونه ويجيب الواحد تلو الآخر حتى لا يبدي أحد منهم إلاّ الاعتراف له بالفضل ويقر على نفسه بالقصور أمامه…»(٤).
(١) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين «أحداث سنة ٢٠٣، ج١، مجلد٢ ص١١٦٩ ط. الكويت».
(٢) حياة الإمام الرضا للشيخ القرشي: ١/ ٦٢، عن «جوهرة الكلام»: ١٤٣.
(٣) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٨/٦٢٨، عن «معجم العلماء العرب»: ١/ ١٥٣، عالم الكتاب ومكتبة النهضة العربية ـ بيروت.
(٤) شرح إحقاق الحق: ٢٨ /٦٢٣، عن «أضواء على الشيعة الإمامية»: ١٣٤، ط. دار التركي.
٤٠ ـ عارف أحمد عبد الغني:
قال في كتابه «الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام الرضا (عليه السلام): «ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله، بايع له المأمون لولاية العهد، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وخطب له على المنابر، ثم توفي بطوس، ودفن بها…»(١).
هذا والكلمات عديدة متظافرة نقتصر على ما أوردناه مراعاةً للاختصار.
(١) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: ١/ ١٥٩، دار كتاب للطباعة والنشر.
نافذة إلى معرفة الإمام (عليه السلام)
رغم صغر سنّه إلاّ أنه كان نابغة عصره وأعجوبة دهره، حيّر العلماء والمفكرين بوافر علمه، وبالغ حكمته، وأثبت بلسانه الرباني وأجوبته الإلهية بأنه خليفة الله في أرضه وحجّته على أهل مملكته، فقد جاءت وفود العلماء إلى المدينة وهي تنشد ضالتها وتبحث عن إمام زمانها، فتصدّى لهم تاسع أئمة أهل البيت، وكلّه بهاء وعلوّ وسموّ، فأجاب بيقين راسخ عن أسئلتهم وشبهاتهم، فأقرّت لذلك قلوبهم، وأذعنت له نفوسهم، فارتفع الشك من صدورهم، وما كان منهم إلاّ الإذعان لإمامته والإقرار بفضيلته، بل أفضليته، فعادوا إلى بلدانهم وهم يذيعون ما رأوه من مناقبه وعلوّ مقامه.
فانتشر خبره وذاع صيته وملأت أصقاع الأرض شهرته.
لقد مثّل الإمام (عليه السلام) الرسالة المحمّدية بكلّ أبعادها، فكان خُلقاً إسلامياً أصيلاً، ومنبعاً ثراً للفضائل والمكارم، فاجتمعت حوله العلماء والرواة وسائر الجماهير وهي تستقي من معينه السيّال، وتنهل من نبعه العذب.
لذا خَلُدَ في ذاكرة التاريخ، وراحت الكتب تُنوّر صحائفها بذكره ومدحه والثناء عليه.
وقبل الدخول في ذكر كلمات علماء أهل السنّة والجماعة نعرض للقارئ إلمامة سريعة بحياة الإمام (عليه السلام):
ـ هو الإمام محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ـ أمُّهُ (عليه السلام): يُقال لها «سبيكة» وكانت نوبيّة(١)، وقيل أيضاً إنّ اسمها كان «خيزران»، وروي أنّها كانت من أهل «مارية» أمّ إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)(٢).
ـ ولد (عليه السلام) في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة (١٩٥هـ)(٣).
وفي رواية ابن عياش: ولد يوم الجمعة لعشرٍ خلون من رجب(٤).
ـ كان يُلقّب بالتقي والمنتجب والجواد، والمرتضى، ويقال له: أبو جعفر الثاني(٥)، تمييزاً له عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) حيث كان يُكنّى بأبي جعفر أيضاً.
ـ تصدّى لشؤون الإمامة في سنٍ مبكر، حيث كان عمره الشريف ثماني سنوات تقريباً، إذ إنّ وفاة أبيه الرضا (عليه السلام) كانت في سنة (٢٠٣هـ).
ـ كانت مدة إمامته سبع عشرة سنة، عاصر خلالها اثنين من الخلفاء العباسيين وهما: المأمون والمعتصم ولدا هارون الرشيد.
ـ أشخصه المأمون إلى بغداد في سنة (٢٠٤) تقريباً، ونوّه بذكره وأشاد بفضله وزوّجه من ابنته أمّ الفضل، وكان له من وراء ذلك أغراض سياسية لا يتّسع هذا المختصر لبيانها.
(١) (النّوبة): جيل من الناس، الواحد نوبي و(بلاد النوبة) وطن ذلك الجيل، ويقع في الجزء الجنوبي من بلاد مصر. «المعجم الوسيط: ٢/٩٦١».
(٢) انظر «أصول الكافي» للكليني: ١/٥٦٦، دار التعارف للمطبوعات.
(٣) أصول الكافي للكليني: ١/ ٥٦٦، دار التعارف، والإرشاد للمفيد: ٢/ ٢٧٤، مؤسسة آل البيت وإعلام الورى للطبرسي: ٢/٩١، مؤسسة آل البيت.
(٤) إعلام الورى للطبرسي: ٢/٩١، مؤسسة آل البيت.
(٥) المصدر نفسه.
ـ قفل الإمام راجعاً إلى المدينة بصحبة زوجته حينما رأى الفرصة مناسبة لذلك، ليمارس نشاطه الإسلامي بمنأى عن الحكومة العباسية.
ـ حينما تولى المعتصم الخلافة العباسية بعد أخيه المأمون أشخص الإمام إلى بغداد تارة أخرى؛ لتكون تحركات الإمام نصب عينيه، وكان ذلك في سنة (٢٢٠هـ)(١).
ـ استشهد (عليه السلام) في آخر ذي القعدة من نفس السنة التي أشخصه فيها المعتصم، أي سنة (٢٢٠هـ)(٢).
ـ دُفن (عليه السلام) في مقابر قريش(٣) في ظهر جدّه موسى (عليه السلام)(٤).
(١) أصول الكافي للكليني: ١/٥٦٦، دار التعارف للمطبوعات.
(٢) ذكر وفاته في هذه السنة الشيخ الكليني في «الكافي»: ١/٥٦٦، والشيخ المفيد في «الإرشاد»: ٢/٢٧٣، مؤسسة آل البيت، والشيخ الطبرسي في «إعلام الورى»: ٢/٩١ مؤسسة آل البيت.
(٣) المعروفة الآن بالكاظمية في العاصمة العراقية بغداد.
(٤) أصول الكافي للكليني: ١/٥٦٦، وإعلام الورى للطبرسي: ٢/٩١.
الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:
إليك ـ قارئي العزيز ـ جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة وهي تشيد بمقام الإمام محمد الجواد (عليه السلام):
١ ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):
ذكر الإمام الجواد (عليه السلام) عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال: «ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(١).
٢ ـ العلاّمة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: ٦٣٨ هـ):
قال في «المناقب»: «وعلى باب الله المفتوح وكتاب الله المشروح ماهية الماهيات مطلق المقيدات وسر السريات الوجود، ظلّ الله الممدود المنطبع في مرآة العرفان والمنقطع من نيله حبل الوجدان، غواص بحر القدم، محيط الفضل والكرم، حامل سرّ الرسول، مهندس الأرواح والعقول، أديب معلمة الأسماء والشؤون، فهرس الكاف والنون، غاية الظهور والإيجاد، محمد بن علي الجواد (عليه السلام)»(٢).
(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
(٢) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٩/٢١، عن «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم» لابن روزبهان الأصبهاني: ٢٩٦، ط. قم.
٣ ـ محمد بن طلحة الشافعي (ت: ٦٥٢ هـ):
قال في كتابه «مطالب السؤول»: «هذا أبو جعفر محمد الثاني فإنه تقدّم في آبائه (عليهم السلام) أبو جعفر محمد وهو الباقر بن علي فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه فعرف بأبي جعفر الثاني وهو وإن كان صغير السنّ فهو كبير القدر رفيع الذكر…». ثم قال: «وأما مناقبه فما اتّسعت حلبات مجالها، ولا امتدّت أوقات آجالها، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بقلّة بقائه في الدنيا بحكمها وانجالها، فقلّ في الدنيا مقامه، وعجل القدوم عليه لزيارة حمامه، فلم تطل بها مدته ولا امتدت فيها أيامه»(١).
٤ ـ سبط ابن الجوزي (ت: ٦٥٤ هـ):
قال في «تذكرة الخواص»: «وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود»(٢).
٥ ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):
نقل ما تقدّم من كلام الجاحظ عند مدحه لعشرة من أئمة أهل البيت(٣) مقراً له عليه بدلالة قوله في أول البحث: «ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم ونضيف إليه من قبلنا أموراً لم يذكرها فنقول…»(٤).
(١) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٢/ ١٤٠ ـ ١٤١.
(٢) تذكرة الخواص: ٣٢١، مؤسسة أهل البيت، بيروت.
(٣) نقله في «شرح نهج البلاغة»: ١٥ / ٢٧٨، دار الكتب العلمية، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربية.
(٤) المصدر نفسه: ٢٧٠.
٦ ـ ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ):
قال في «منهاج السنّة»: «محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سمّي الجواد»(١).
٧ ـ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ):
قال في «تاريخ الإسلام»: «محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
أبو جعفر الهاشمي.
كان يلقّب بالجواد وبالقانع وبالمرتضى.
كان من سروات آل بيت النبي (ص)…
توفي ببغداد في آخر سنة عشرين(٢) شاباً طرياً له خمس وعشرون سنة.
وكان أحد الموصوفين بالسخاء، ولذلك لُقّب بالجواد.
وقبره عند قبر جدّه موسى.
وقيل توفي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه.
وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تدّعي الشيعة فيهم العصمة.
وكان مولده في سنة خمس وتسعين ومائة»(٣).
(١) منهاج السنّة: ٤ / ٦٨، بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الطبعة الأولى، ١٩٨٦م.
(٢) أي مئتين وعشرين.
(٣) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات ٢١١ ـ ٢٢٠، ص٣٨٥، ترجمة رقم ٣٧٢، دار الكتاب العربي.
٨ ـ صلاح الدين الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ):
قال في «الوافي بالوفيات»: «محمد بن علي هو الجواد بن الرضا بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر رضي الله عنهم. كان يلقَّب بالجواد وبالقانع وبالمرتضى وكان من سروات آل بيت النبوّة……. وكان من الموصوفين بالسخاء ولذلك لُقّب الجواد، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، ومولده سنة خمس وتسعين ومائة»(١).
٩ ـ العلاّمة اليافعي (ت: ٧٦٨ هـ):
قال في «مرآة الجنان» وقايع سنة عشرين ومائتين: «وفيها توفي الشريف أبو جعفر محمد الجواد… أحد الاثني عشر إماماً الذين يدّعي الرافضة فيهم العصمة… وكان المأمون قد نوّه بذكره وزوّجه بابنته»(٢).
١٠ ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥ هـ):
قال في «الفصول المهمّة»: «قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، هو أبو جعفر الثاني… وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا»(٣).
١١ ـ المحدث الفقيه ابن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤ هـ):
قال في صواعقه: «وتوفي [الإمام الرضا] رضي الله عنه وعمره خمس وخمسون سنة عن خمسة ذكور وبنت أجلّهم محمد الجواد لكنّه لم تطل
(١) الوافي بالوفيات: ٤/ ١٠٥، ترجمة رقم ١٥٨٧.
(٢) مرآة الجنان: ٢ /٦٠، دار الكتب العلمية.
(٣) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمة: ٢٥٣، دار الأضواء.
حياته»(١).
١٢ ـ القرماني (ت: ١٠١٩ هـ):
قال في «أخبار الدول»: «وأما مناقبه فما امتدّت أوقاتها ولا تأخر ميقاتها، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بقلّة بقائه في الدنيا، فقلّ مقامه وعاجله حمامه، ولم تطل أيامه… قبض رضي الله عنه ببغداد، لأن المعتصم استقدمه مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون، ودفن في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى الكاظم [رضي الله عنهما]»(٢).
١٣ ـ أبو الفلاح عبد الحى بن العماد الحنبلى (ت: ١٠٨٩ هـ):
قال في «شذرات الذهب»: «وفيها [أي عشرين ومائتين] توفي الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي بن موسى الرضا الحسيني أحد الاثني عشر إماماً الذين تدّعي فيهم الرافضة العصمة. وله خمس وعشرون سنة وكان المأمون قد نوّه بذكره وزوّجه بابنته وسكن بها بالمدينة. إلى أن قال: وتوفي ببغداد آخر السنة ودفن عند جدّه موسى ومشهدهما ينتابه العامّة بالزيارة»(٣).
١٤ ـ العلاّمة العارف الخواجة المولوي عبد الفتاح ابن محمد نعمان الحنفي الهندي (ت: ١٠٩٦ هـ):
قال في «مفتاح العارف» (المخطوط) ما ترجمته: «كان الإمام محمد بن علي الرضا يكنى بأبي جعفر، فهو سمّي جدّه الباقر وكنيه، ولذلك يقال له أبو
(١) الصواعق المحرقة: ٣١١، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٢) أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ١/ ٣٤٦ ـ ٣٤٨، عالم الكتب. بيروت.
(٣) شذرات الذهب: ٢ /١٤٦، دار الكتب العلمية، بيروت.
جعفر الثاني، وكان (عليه السلام) صاحب الخوارق والكرامة من طفوليته، ويقال إنه أخبر أنّ موته يكون ثلاثين شهراً بعد موت المأمون، فكان كما أخبر»(١).
١٥ ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: ١١٧١هـ):
قال في «الإتحاف بحب الأشراف»: «(التاسع) من الأئمة محمد الجواد وهو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. ولد تاسع عشر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة، وكراماته رضي الله عنه كثيرة ومناقبه شهيرة»(٢).
١٦ ـ الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد ١٣٠٨ هـ):
ذكر في كتابه «نور الأبصار» فصلاً كاملاً عن الإمام الجواد (عليه السلام) أسماه: «فصل: في ذكر مناقب محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين» ونقل فيه قول محمد بن طلحة المتقدم فقال: «قال صاحب كتاب مطالب السؤول في مناقب آل الرسول صلّى الله عليه وسلم هذا محمد أبو جعفر الثاني فإنه قد تقدّم في آبائه أبو جعفر محمد الباقر بن علي فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه فعرف بأبي جعفر
(١) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ١٩ / ٥٨٥، عن «مفتاح العارف» (مخطوط).
(٢) الإتحاف بحب الأشراف: ١٦٨، منشورات الرضي، النسخة المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.