الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / – 44 أبو ذر الغفاري

– 44 أبو ذر الغفاري

الشهيد عبد الوهاب سلمان عبد الله  ولد في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الحلة، ينتمي إلى أُسرة متواضعة طيبة، ذات فطرة سليمة، كانت تعيش بأمان وسلام، حتى قام نظام الجريمة في بغداد بفعلته النكراء وذلك بتسفيرها إلى إيران ضمن نطاق حملة التهجير القسري التي طالت آلاف الأسر العراقية، 

 

 

وبقي وحيدا يعاني من آثار تلك الجريمة حزينا شاڪيا إلى الله سوء حاله، اتجه إلى أهوار الناصرية ليبتعد عن أنظار الأجهزة الأمنية. بعد أن شن صدام المجرم حربه على الجمهورية الإسلامية، استدعيت مواليده للالتحاق بالجيش ولكن كيف له أن يقاتل في صفوف مَنْ حرمه من أهله وأحبائه؟ وكيف يقاتل مع مَنْ رفع لواء الحرب ضد الإسلام، وكل ما يمت للإسلام بصلة؟، ولكن الجبهة كانت فرصته المؤاتية للخلاص من النظام البعثي المجرم، وفي أول فرصة سانحة توجه إلى إيران ووصل سالما إلى أراضيها ليكون جنديا من جنود الإسلام.
التحق بقوات الشهيد الصدر وشارك معها في العديد من الواجبات الجهادية، بعدها التحق بالمجاهدين في قوات بدر بتاريخ19/2/1984م، ضمن الفوج الثالث من أفواجها بعد أن أنهى تدريبات الدورة الخامسة( ) من دورات المجاهدين.
اشترك في كل العمليات التي نفّذها المجاهدون في هور الحويزة، فأبلى فيها بلاء حسنا، وقدّم صورا من الفداء والتضحية قلَّ نظيرها، منها مواقفه المشهودة في صد الهجمات التي قام بها البعثيون بعد عمليات عاشوراء وتحرير بحيرة أم النعاج ومحاولتهم استعادتها، فتقدموا بخمسة عشر زورقا محملة بالجنود والأسلحة،

 

 

وكان أبو ذر مع اثنين من المجاهدين في الكمين المتقدم بين القصب والبردي، في زورق مزود بسلاح الدوشگا، فقرّروا البقاء في أماڪنهم حتى يكون العدو في مرمى نيرانهم، فلما كان ذلك بدؤوا بالرمي بسلاحَيْ الدوشگا والرشاشـBKCـة، وكلاهما أصيبا بعطل، ولم يعملا وكان امتحانا إلهيا،

 

 

أُمتُحِن فيه صبرهم وثباتهم، ولكنهم عالجوا الموقف بعملية بطولية نادرة، حيث انطلقوا بزورقهم بأقصى سرعة نحو زوارق الأعداء وهم يطلقون النار عليهم من أسلحتهم الخفيفة، وكان أبوذر قائدا للزورق،

 

 

فتحرك بسرعة فائقة باتجاه العدو مباغتا إياهم ومصطدما بزوارقهم فأغرق قسما منها، فيما رمى العديد من البعثيين أنفسهم في الماء طلبا للنجاة، غير أن بنادق المجاهدين كانت لهم بالمرصاد فلم ينجو منهم أحد وكان ذلك درسا بليغا للبعثيين، والفضل في ذلك يرجع إلى إيمان هؤلاء المجاهدين الأبطال وحسن تصرفهم، وعلى رأسهم الشهيد أبوذر رحمه‌الله.
عُرف عنه حبه لدينه والدفاع عنه وتفانيه من أجله، وشجاعته وإخلاصه واستعداده لتحمل الظروف الجهادية والمعيشية الصعبة، كان طيب النفس خدوما، يبادر إلى مساعدة إخوانه وتقديم العون لهم والمبادرة إلى قضاء حوائجهم.
كان من المبادرين الأوائل للصعود إلى مواقع الأعداء في عمليات حاج عمران، واهتز الجبل تحت وابل القصف الكثيف ولكن قلوب المؤمنين المجاهدين ثابتة على يقينها بإحدى الحسنيين ولم تهتز، حتى اختاره الله واجتباه إليه شهيدا وشاهدا يوم1/9/1986م، فهنيئا له تلك الدرجة الرفيعة والمقام المحمود في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...