الرئيسية / القرآن الكريم / القرآن في الاسلام – العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

القرآن في الاسلام – العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

05وقال : ( قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو
كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( 1 ) .
وقال : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) ( 2 ) .
وقال : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ) ( 3 ) .
وقال : ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) ( 4 ) .
وتحديا لهم بخلو القرآن من الاختلاف قال : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير
الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( 5 ) .

 
القرآن الكريم الذي يثبت بهذه التحديات أنه كلام الله تعالى يصرح في كثير من آياته
بأن محمدا رسول مرسل ونبي من الله ، وبهذا يكون القرآن سندا للنبوة .
ومن هنا أمر النبي صلى الله عليه وآله في بعض الآيات بأن
يستند لاثبات نبوته بشهادة الله عز شأنه له بذلك ، ويعني بها تصريح القرآن بنبوته ،
فيقول : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) ( 1 ) .
وفي موضع آخر يزيد على شهادة الله شهادة الملائكة بذلك فيقول : ( لكن الله يشهد بما
أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) ( 2 ) .

 
الفصل الثاني كيف يعلم القرآن الكريم
القرآن كتاب عالمي :
لا يختص القرآن الكريم في موضوعاته بأمة من الأمم كالأمة العربية مثلا ، كما لا يختص
بطائفة من الطوائف كالمسلمين بل يوجه خطابه إلى غير المسلمين كما يتكلم مع
المسلمين . ودليلنا على هذا الخطابات ( 1 ) الكثيرة الموجهة في القرآن إلى الكفار
والمشركين وأهل الكتاب واليهود وبني إسرائيل والنصارى . . احتج مع كل طائفة من هذه
الطوائف ودعاهم إلى معارفه الحقة .
القرآن احتج مع كل هذه الطوائف ودعاهم إلى الدين من دون أن يقيد الخطاب بالعرب ،
فقال لعباد الأصنام : ( فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في
الدين ) ( 2 ) .

 
وقال لأهل الكتاب : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد
الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) ( 1 ) .
كما نرى لم يقل القرآن فان تاب مشركو العرب أو يا أهل الكتاب من العرب وأمثال
هذه الخطابات .
نعم في بدء الاسلام حيث لم تنتشر بعد الدعوة الاسلامية ولم تخرج من اطار الجزيرة
العربية كانت الخطابات موجهة إلى العرب ، أما من السنة السادسة من الهجرة حيث انتشرت
الدعوة وتجاوزت الجزيرة فلم يبق مجال لتوجيه الخطاب إلى أمة خاصة .
وبالإضافة إلى الآيات السابقة هناك آيات أخرى تدل على عموم الدعوة ، كقوله تعالى :
( وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) ( 2 ) .
وقوله : ( وما هو الا ذكر للعالمين ) ( 3 ) .

 
وقوله : ( ان هو الا ذكر للعالمين ) ( 4 )
وقوله : ( انها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر ) ( 5 ) .
ومن الوجهة التاريخية نرى أن كثيرا من عبدة الأصنام

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...