05وقال : ( قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو
كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( 1 ) .
وقال : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) ( 2 ) .
وقال : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ) ( 3 ) .
وقال : ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) ( 4 ) .
وتحديا لهم بخلو القرآن من الاختلاف قال : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير
الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( 5 ) .
القرآن الكريم الذي يثبت بهذه التحديات أنه كلام الله تعالى يصرح في كثير من آياته
بأن محمدا رسول مرسل ونبي من الله ، وبهذا يكون القرآن سندا للنبوة .
ومن هنا أمر النبي صلى الله عليه وآله في بعض الآيات بأن
يستند لاثبات نبوته بشهادة الله عز شأنه له بذلك ، ويعني بها تصريح القرآن بنبوته ،
فيقول : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) ( 1 ) .
وفي موضع آخر يزيد على شهادة الله شهادة الملائكة بذلك فيقول : ( لكن الله يشهد بما
أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) ( 2 ) .
الفصل الثاني كيف يعلم القرآن الكريم
القرآن كتاب عالمي :
لا يختص القرآن الكريم في موضوعاته بأمة من الأمم كالأمة العربية مثلا ، كما لا يختص
بطائفة من الطوائف كالمسلمين بل يوجه خطابه إلى غير المسلمين كما يتكلم مع
المسلمين . ودليلنا على هذا الخطابات ( 1 ) الكثيرة الموجهة في القرآن إلى الكفار
والمشركين وأهل الكتاب واليهود وبني إسرائيل والنصارى . . احتج مع كل طائفة من هذه
الطوائف ودعاهم إلى معارفه الحقة .
القرآن احتج مع كل هذه الطوائف ودعاهم إلى الدين من دون أن يقيد الخطاب بالعرب ،
فقال لعباد الأصنام : ( فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في
الدين ) ( 2 ) .
وقال لأهل الكتاب : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد
الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) ( 1 ) .
كما نرى لم يقل القرآن فان تاب مشركو العرب أو يا أهل الكتاب من العرب وأمثال
هذه الخطابات .
نعم في بدء الاسلام حيث لم تنتشر بعد الدعوة الاسلامية ولم تخرج من اطار الجزيرة
العربية كانت الخطابات موجهة إلى العرب ، أما من السنة السادسة من الهجرة حيث انتشرت
الدعوة وتجاوزت الجزيرة فلم يبق مجال لتوجيه الخطاب إلى أمة خاصة .
وبالإضافة إلى الآيات السابقة هناك آيات أخرى تدل على عموم الدعوة ، كقوله تعالى :
( وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) ( 2 ) .
وقوله : ( وما هو الا ذكر للعالمين ) ( 3 ) .
وقوله : ( ان هو الا ذكر للعالمين ) ( 4 )
وقوله : ( انها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر ) ( 5 ) .
ومن الوجهة التاريخية نرى أن كثيرا من عبدة الأصنام