آراء وتحليلات
عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية
في وقت سابق، ظهرت مقاطع فيديو على قنوات “تلغرام” الأوكرانية مع رسائل تفيد بأن دبابات “تشالنجر2” البريطانية شوهدت على الطريق في اتجاه زاباروجيا.
وكان فلاديمير روغوف عضو الغرفة العامة لروسيا الاتحادية، رئيس حركة “نحن مع روسيا” قد صرّح لـموقع “سبوتنيك”: لم تنشر القوات الأوكرانية بعد الدبابات البريطانية “تشالنجر 2” على خط المواجهة في منطقة زابوروجيه. لقد فهموا أن المصير السيئ لدبابات “ليوبارد” الألمانية ينتظرهم، لا توجد دبابات بريطانية على خط المواجهة حتى الآن، فهي في الاحتياط، حيث تدرك قيادة القوات المسلحة الأوكرانية أن مصير “تشالنجر” سيكون مؤسفًا مثل مصير دبابات “ليوبارد” الألمانية ومركبة “برادلي” القتالية الأمريكية، التي يحرقها جنودنا ويدمرونها بكفاءة عالية وبسرعة وبشكل جيد”.
هذا التصريح كان قبل فترة، إلى أن تمّ توزيع مشاهد فيديو تبين حطام دبابة “تشالنجر 2” على أرض المعركة، ما يعني أن الجيش الأوكراني قد زجّ بهذا النوع من الدبابات في ساحة القتال فعلًا.
والتوقعات تشير إلى أن دبابات “تشالنجر 2” سيصيبها ما أصاب دبابات الـ “ليوبارد” ومن بعدهما دبابات “ابرامز” الأميركية التي سلتحق بالميدان قريباً.
وكمثال: في الأيام الأولى من “الهجوم المضاد”، سارت ثلاث دبابات من طراز “ليوبارد” على ألغام كانت القوات الروسية قد نشرتها في كل مكان تقريبًا. وبحسب تقرير نشرته صحيفة “شبيغل”، لم يلَم أو يدَن أي من أفراد طاقم “ليوبارد 2” الثلاثة الرافضين للقتال الذين تحدث معهم معد التقرير، لأنه إذا أصابت قذيفة روسية برج المدرعة الألمانية “عندها ستصبح كومة من الرماد”، بحسب وصفهم.
ومن المفيد التأكيد أن مواصفات الدبابات الغربية بشكل عام هي مواصفات متشابهة سواء من حيث الوزن أو التسليح أو التدريع وحتى السرعة، وهذا يعني أن أيًا من الدبابات الغربية التي ستدخل ميدان المعركة ستكون عرضة للتدمير والتحوُّل إلى خردة، وفي الحد الأدنى سيتم إعطاب هذه الدبابات وإخراجها من الخدمة لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين بحسب موقع الإصابة وهي المدة التي ستقضيها في مشاغل الصيانة مع الأخذ بعين الاعتبار فشل عملية الإخلاء وبقاء الدبابات المعطوبة في ميدان المعركة.
موضوعيًا، لا بدّ من الاعتراف بأن دبابة “تشالنجر 2″ هي دبابة متطورة وتمتلك قدرات حركة ونار ممتازة لكنها رغم ذلك لن يكون لها تأثير كبير في إحداث تحوُّل مفصلي في الميدان لسببين:
1 – العدد القليل من الدبابات التي وصلت وستصل إلى الجيش الأوكراني وهي لن تتجاوز 300 دبابة من أنواع غربية مختلفة، إضافة إلى قصر مدة تدريب الجنود الأوكرانيين عليها.
2 – تفوق الدبابات الروسية ناريًا وكذلك وجود أسلحة متنوعة مضادة للدروع ابتداء من قذائف الدبابات الروسية مرورًا بمنظومات الصواريخ المضادة للدروع وصولًا حتى قذائف الكراسنوبول الموجهة من عياري 152 ملم و120 ملم وهي بمجملها نسبة الخطأ فيها يصل الى الصفر بحماية عامل آخر وهام سيؤدي الى فشل الدبابات الغربية وهو عدم وجود غطاء جوي يحفظها خلال الحركة عكس الوحدات الروسية التي تتحرك تحت مظلة جوية واسعة الطيف.
هذا باختصار ما ينتظر دبابات “تشالنجر 2” ومن بعدها زميلتها الأميركية “ابرامز”.