الرئيسية / من / طرائف الحكم / أهمّية تهذيب النفس وضرورته – صناعة الإنسان هدف الأنبياء عليهم السلام

أهمّية تهذيب النفس وضرورته – صناعة الإنسان هدف الأنبياء عليهم السلام

الأنبياء وتهذيب النفس

صناعة الإنسان هدف الأنبياء عليهم السلام

ما من موجود يفتن ويعيث في الأرض فساداً بقدر ما يفعل الإنسان، هذا الحيوان ذو القدمين، وما من حيوان محتاج إلى التربية بقدر ما يحتاج إليها هذا الحيوان ذو القدمين. لقد بُعث جميع الأنبياء منذ البدء وإلى الآن، حتى الخاتم، من آدم حتى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لغرض واحد وهو تبديل هذه الحيوانات إلى إنسان، الهدف هو هذا. جميع الكتب التي أُنزلت من السماء إلى الأنبياء، والتي أعظمها القرآن، تهدف إلى هذه الغاية نفسها، وهي إنقاذ أفراد هذا الإنسان الذين وقعوا في الظلمات، وغرقوا في الدنيا، ولا يفكّرون إلّا بأنفسهم، وكلّ ما يُريدونه هو لأنفسهم، لا يُفكّرون أصلاً بأن شيئاً آخر غيرهم موجود، إنّهم (الأنبياء) يريدون نجاة هؤلاء من هذه الظلمات، وإيصالهم إلى عالم النور، ظلمات كثيرة فوقها ظلمات، الآية الشريفة تشير إلى أنّه يوجد في هذه الجهة الظلمات ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾ وفي تلك الجهة النور[1].

 

صناعة الإنسان طريق الأنبياء عليهم السلام

وتلك الطريق التي اتخذها الأنبياء كانت طريق التربية والتهذيب. لقد جاء الأنبياء لأجل الإنسان، جاؤوا لأجل بناء الإنسان ولم يكن لديهم عمل آخر. لقد جاؤوا لكي يهدوا الناس الذين هم على شاكلة الإنسان ولكنّهم يسيرون في الطريق الخاطئ، ليهدوهم إلى الصراط المستقيم[2].

طريق الأنبياء عليهم السلام هي طريق التربية والتعليم

العالم مدرسة، ومعلّمو هذه المدرسة هم الأنبياء والأولياء. ومربّي هؤلاء المعلّمين هو الله تبارك وتعالى. فالله سبحانه وتعالى قد ربّى وعلّم الأنبياء وأرسلهم لتربية كافّة الناس وتعليمهم.

بُعِث الأنبياء أولو العزم لكلّ البشر وهم معلّمو البشر ومربّوهم جميعاً، ومعلّم هؤلاء ومربّيهم هو الحقّ تعالى. فبعد أن تعلّموا الأحكام الإلهية وتربّوا أُمِروا بتربية البشر وتعليمهم.

لقد جاء في القرآن الكريم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[3]، فيذكر الدافع من وراء البعث في هذه الآية، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى قد أرسل رسولاً من بين هؤلاء الأميّين والجهلة والذين لا عهد لهم بالتربية والتعليم الإلهي، حتى يتلو آيات الله عليهم، وبتلاوة آيات القرآن وبالتربية التي تلقّاها نفسه في ظلّ التعاليم الإلهية، يقوم بتربيتهم ويزكّيهم ويُعلّمهم الكتاب والحكمة. تشتمل هذه الآية على نكات كثيرة حول أهمّية تربية المعلِّم وأهمّية التعليم والتعلّم. ففي قوله ﴿هُوَ الَّذِي﴾ دلالة واضحة على مدى أهمّية هذا الموضوع وعظمته حتى نسبه إلى نفسه إذ يقول: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ﴾ رسولًا من بين الناس، وجميع العالم أميّون، حتى الذين تعلّموا حسب الظاهر علوماً وعرفوا صناعات واطّلعوا على مسائل، لكن في الحقيقة جميعهم أميّون وجميعهم في ضلال مبين في قبال تلك التربية الإلهية التي تتحقّق لهم على أيدي الأنبياء.

الطريق الوحيد للتربية والتعليم هو ذلك الطريق الذي أوحى به الله ربّ العالمين، إنّه فقط ذلك الطريق الذي بيّنه الحقّ، وذلك التهذيب المقترن بالتربية الإلهية، والتي يربّي الأنبياء الناس عليها. إنّه ذلك العلم الذي عرضه الأنبياء على البشر، ذلك العلم الذي يوصل الإنسان إلى كماله المطلوب. كما تبيّن الآية الكريمة: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ[4]، فالناس قسمان: قسم مؤمن، وهم الذين تربّوا على يد الأنبياء، وبواسطة تربية الأنبياء خرجوا من جميع الظلمات والمشاكل ودخلوا في النور والكمال المطلق. فهذه الآية توضح ميزان المؤمن وملاك الإيمان،

وتفصل مدّعي الإيمان عن المؤمنين، فالمؤمنون هم الذين خرجوا من جميع الظلمات إلى النور ومن جميع النقائص وتجاوزوا جميع الموانع التي تقف في طريق الإنسان وذلك من خلال التربية الإلهية التي تلقّوها بواسطة الأنبياء الذين ربّاهم الله. فميزان المؤمن هو هذا. كلّ شخص قد خرج من جميع الظلمات بواسطة تعليم الأنبياء ووصل إلى النور المطلق هو المؤمن.

إنّ مدّعي الإيمان كثيرون، لكن المؤمنين قليلون، وأولئك الذين في الجهة المقابلة للمؤمنين ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فوليّهم ليس الله بل الطاغوت، والطاغوت يُخرج الكفّار من النور ويوصلهم إلى الظلمات. فملاك المؤمن وغير المؤمن حسب هذه الآية الشريفة هو هذا. المؤمن الحقيقي قد اتبع الأنبياء وتربّى على أيديهم بحيث خرج من جميع الظلمات والنقائص ووصل إلى النور، فمعلِّمه ووليّه هو الله سبحانه وتعالى وبالواسطة هم الأنبياء. فالله خصّ الأنبياء بتربيته وهم جاؤوا لتربيتنا وتربية جميع البشر. فإذا ما تربّينا على أيديهم واستفدنا من العلوم التي جاؤوا بها للبشر ونهلنا من تعاليمهم، نصير على الصراط المستقيم ونهتدي إلى النور،ونهتدي إلى الله تبارك وتعالى الذي هو النور المطلق[5].

 

هدف الأنبياء عليهم السلام معرفة النفس والله تعالى

فكلّ مشاكلنا ناشئة عن كوننا محجوبين عن مشاهدة الحقيقة كما هي ونظام الوجود كما هو. إنّنا نتوهّم أنَّ الحياة هنا شيء والعدم هنا نقص، في حين أنَّ الحياة هنا هي تنزّل تلك الحقيقة الآتية من عالم الغيب، وأنَّ الموت – إن كان موتاً إنسانياً – هو الرجوع إلى تلك المرتبة التي كانت أولاً، والمراتب والشؤون مختلفة بالطبع.

إنّ كلَّ ما جاء به الأنبياء لم يكن مقصوداً بذاته، فتشكيل الحكومة ليس هدفاً مقصوداً بذاته للأنبياء، والدعوات مهما تكن فإنّما هي لإيقاظ الإنسان، ولتفهيمه وإراءته كيف كان قبلًا وما هو الآن؟ وكيف سيكون فيما بعد؟ وكيف هو العالم بالنسبة للذات المقدّسة للحقّ تعالى؟ وإن أيدينا لتقصر عن الوصول إلى هذه المسائل، ونأمل ببركة أولياء الله أن نحصل نحن أيضاً على معرفة قليلة وتنزاح عن أعيننا بعض الحجب لنُدرك قول الله تعالى: ﴿اللَّهُ


نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[6]، و﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ[7] بقلبنا ووجودنا لا بالإدراك العلمي، بل بالمشاهدة، لأنَّ إدراكه العلمي أمر سهل، لكن الوصول إلى حيث يشهد الإنسان هذه الأمور أمر صعب ويحتاج إلى المجاهدة، وقد وصل الأنبياء والأولياء بمجاهداتهم إلى هذه الأمور[8].

دافع البعثة تزكية النفوس

أولئك الذين يعتبرون أنّ البعثة هي بعثة إلهية وأنّ دافعها هو هداية جميع الخلق، عليهم أن يتوجّهوا إلى غاية البعثة، وأن ينتبهوا إلى الدافع وراءها والذي بيّنه الله تعالى في قوله: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾[9] انتبهوا لماذا كانت البعثة، وما هو دافع البعثة وما الذي يحصل لو أنّ شخصاً خالف هذا الدافع؟

لقد كان الدافع وراء البعثة تزكية النفوس وتزكية النفوس إنّما تكون بانتفاء الأنانية، وانتهاء الإنّيّة ورؤية النفس، والقضاء على طلب الرئاسة، وزوال حبّ الدنيا، ليحلّ الله تبارك وتعالى وحبّه محلّ الجميع. إنّ غاية البعثة هي أن تحكم حكومة الله في قلوب البشر حتى تحكم بالتّالي في المجتمعات البشرية[10].

 

تزكية النفوس لأجل إدراك الكتاب والحكمة

بعث فيكم رسولًا يتلو عليكم القرآن والآيات الإلهية، ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[11]، ولعلّ هذا هو غاية التلاوة، يتلو من أجل “التزكية” ومن أجل “التعليم” ومن أجل التعليم العمومي، تعليم هذا الكتاب نفسه وتعليم الحكمة التي هي من هذا الكتاب نفسه. إذاً غاية البعثة هي نزول الوحي ونزول القرآن وغاية تلاوة القرآن على البشر هي أن تحصل لهم التزكية وتُصفّى النفوس من هذه الظلمات الموجودة فيهم حتى تكون أرواحهم وأذهانهم بعد أن تُصفّى

نفوسهم قادرة على فهم الكتاب والحكمة. فالغاية هي التزكية من أجل فهم الكتاب والحكمة.

فلا تستطيع كلّ نفس أن تُدرك هذا النور المتجلّي والمتنزّل من الغيب والواصل إلى الشهادة. إنّ تعليم الكتاب والحكمة غير ميسّر طالما أنّه لا توجد تزكية، فيجب تزكية النفوس من كلّ التلوّثات، والتي أكبرها عبارة عن تلوّث نفس الإنسان بأهوائها النفسانية.

وما دام الإنسان في حجاب نفسه، لا يستطيع أن يُدرك هذا القرآن الذي هو نور وطبقاً لما ورد في القرآن فهو نور، ولا يستطيع الغارقون في الحجاب وخلف الحجب الكثيرة أن يدركوا هذا النور، هم يظنّون أنّهم يستطيعون، ولكنّهم لا يستطيعون. فلا يكون الإنسان أهلًا لكي ينعكس هذا النور الإلهي في قلبه ما دام غير قادر أن يخرج من حجاب نفسه الشديد الظلمة، ما دام أسيراً للأهواء النفسانية، ما دام أسيراً للأنانيات، وما دام أسيراً للأمور التي قد أوجدها في باطن نفسه من ظلمات ﴿بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ[12].

إنّ الذين يريدون أن يفهموا القرآن ومحتواه، وليس صورته النازلة الصغيرة، بل يريدون أن يفهموا محتوى القرآن بحيث إنّهم كلّما قرؤوا أكثر كلّما ارتفعوا أكثر وكلّما قرؤوا أكثر كلّما اقتربوا من مبدأ النور ومن المبدأ الأعلى، فهذا لا يمكن إلا برفع الحجب و”أنت حجاب نفسك” فيجب رفع هذا الحجاب حتى تستطيع أن تُدرك هذا النور كما هو، والإنسان لائق هذا الإدراك. إذاً فإحدى الغايات هي تعلّم الكتاب بعد التزكية وتعلّم الحكمة بعد التزكية.

إنّ أول آية نزلت على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في الروايات والتواريخ هي آية: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾[13]. فهذه الآية هي أول آية، بحسب ما نُقل، قرأها جبرائيل على الرسول الأكرم وقد دُعي فيها منذ البداية إلى “القراءة” والتعلّم. ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[14] وفي نفس هذه السورة ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾[15]. فهذه السورة هي أول ما نزل من الوحي وفي أول نزول للوحي وردت هذه الآية في هذه السورة ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾. فيُعلم من ذلك أنّ الطغيان ووجود الطاغوت من الأمور الأخطر والتي تقع على رأس الأمور، ومن أجل سحق الطاغوت يجب

تعليم “الكتاب” و”الحكمة” وتعلّم “الكتاب” و”الحكمة” و”التزكية“. فالإنسان هو هكذا، والوضع الروحي لكلّ الناس هو بهذا النحو، فبمجرّد أن يستغني أحد ما يطغى. فلو استغنى مالياً يطغى بنفس المقدار، ولو استغنى علمياً يطغى بنفس المقدار، ولو حصل على مقام فإنّه يطغى بنفس مقدار ذلك المقام. ففرعون الذي يُسمّيه الله تبارك وتعالى طاغية هو طاغ لأنّه حصل على المقام ولم يكن فيه دافع إلهي فجرّه هذا المقام إلى الطغيان. الأشخاص الذين يحصلون على الأمور الدنيوية بدون تزكية النفس، فبقدر ما يحصّلون منها فإنّ طغيانهم سوف يزداد، وإنّ وبال هذا المال وهذا المنال وهذا المقام وهذا الجاه وهذا المنصب هو من الأمور التي توقع الإنسان في الصعوبات والمحن في الدنيا، وفي الآخرة أكثر. إنّ غاية البعثة هي أن تُخلّصنا من أنواع الطغيان، وأن نُزكّي أنفسنا، وُنصفّي نفوسنا وننقذها من هذه الظلمات. فلو حصل هذا التوفيق للجميع، ستُصبح الدنيا نوراً واحداً كنور القرآن وتجلياً لنور الحقّ[16].

 

تقدّم التزكية على تعليم الكتاب والحكمة

الله تبارك وتعالى يستخدم تعبير المنّة على الناس في موارد التزكية والتعليم والتربية والتعليم. لقد منّ الله، وبعث الرسول من أجل التربية والتعليم، وذكر التربية قبل التعليم، ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[17] فالتزكية أولاً. بالطبع إذا ما أردنا الدخول في تفاصيل هذه الآية الشريفة فإنّ ذلك سيستغرق وقتاً طويلًا. ولكنّني أقول كلمة وهي أنّ هذه الآية الشريفة تُبيّن لنا موقع التعليم والتربية وهي تحتاج إلى شرح وتفصيل. فمن خلال تعبير ﴿مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ﴾ نفهم أنّ أساس بعثة النبي هو من أجل التربية والتعليم. يتلو الآيات، والآيات هي العلوم التي بها ينظر إلى كلّ شيء على أنّه آية، يتلو الآيات عليهم ويزكّيهم ويُطهّرهم ويُطهّر نفوسهم، وبعد أن يُطهّرهم ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾. التربية تسبق التعليم. فإن لم تسبقه ينبغي أن تُلازمه وأن تكون الأولوية لها. إذا لم تُزكَّ الأنفس وإذا لم تُطهّر ولم تتخلّص من تلك الأوصاف الفاسدة فإنّ العلم سيترك الأثر السيّئ عليها[18].

القرآن كتاب الدعوة والإصلاح

اهتمّ القرآن وهو الكتاب الإلهي الحيّ بتهذيب الناس كما لم يهتمّ بأيّ شيء آخر، بل يُمكن القول بأنّ القرآن نزل بهذا الهدف لأنّ البشر كانوا محتاجين إلى هذا الأمر أكثر من أيّ شيء غيره. إنّ القرآن كتاب لبناء الإنسان في تمام المراحل التي يطويها الإنسان، فللقرآن دعوة وطريق في جميع المراحل. وجميع القصص الواردة في القرآن – والتي تكرّرت أحياناً لأهمية المسألة – كانت لإرشاد الناس ولأجل التهذيب. ليس القرآن كتاب الأحكام (الفقهية) فقد ذكر كلّيات وأصول الأحكام وليس بنحوها الكامل أيضاً. القرآن كتاب الدعوة وكتاب إصلاح المجتمع حيث إنّه بعد إصلاح المجتمع يجب العمل بسنّة النبي والأخبار الواردة عن الرسول الأكرم وأئمة الهدى ورواتهم. وعليه فهاتان النكتتان تؤدّيان إلى أن نهتمّ بأمر تهذيب نفوسنا لأنّه أهم الأمور عند الإسلام[19].

 

تقوية الأبعاد المعنوية وإقامة العدل

لقد دعا القرآن إلى المعنويات بالقدر الذي يستطيع الإنسان الوصول إليه، ومن ثم إقامة العدل. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الذين كانوا لسان الوحي، مهتمّين بكلا الأمرين. وكانت سيرة الرسول تدل على ذلك أيضاً، حيث بقي يعمل على تقوية المعنويات إلى ما قبل تشكيل الحكومة. وما أن تمكّن من تشكيل الحكومة حتى عمل علاوة إلى المعنويات، على إقامة العدل. فقد شكّل الحكومة وأنقذ هؤلاء المحرومين من نير الظالمين بالقدر الذي تسنّى له من الوقت. وهذه السيرة المتواصلة للأنبياء، ينبغي أن يحرص عليها ويبقيها الذين يعتبرون أنفسهم أتباع الأنبياء، سواء في الجوانب المعنوية حيث يجب على أهل المعنويات العمل على تقوية الجوانب المعنوية لديهم ولدى الناس أيضاً، وعلى الناس الاهتمام بهذه الجوانب كذلك، أم فيما يتعلّق بإقامة العدل. فالحكومة الإسلامية مطالبة بإقامة العدل في نفس الوقت الذي تُصحّح فيه المعنويات وتروّج لها. ونحن إذا كنّا أتباع الإسلام وأتباع الأنبياء، فهذه هي سيرة الأنبياء المتواصلة. وإذا افترضنا استمرار بعثة الأنبياء إلى الأبد فلن تحيد سيرتهم عن ذلك، من

تقوية الجوانب المعنوية في البشر بالقدر الذي يليق بهم، والاستمرار في إقامة العدل بين الناس وقطع دابر الظالمين. ونحن علينا أن نعمل على تقوية هذين الأمرين.‏

علينا جميعاً، نحن وكلّ الشعب وكلّ الناس، أن نعمل على تقوية الحكومة الإسلامية كي يتسنّى لها إقامة العدل، وعلى الحكومة الاهتمام بالجوانب المعنوية أيضاً، فلأنها تابعة للإسلام، يجب أن تكون على نهج الإسلام. وعلى نهج الإسلام يعني هذين الأمرين وهذين الطريقين اللذين في الإسلام، حفظ المعنويات وتقوية معنويات الناس، وإقامة العدل بينهم وإنقاذ المظلومين من أيدي الظالمين[20].

 

ابتعاد الإنسان عن المفاسد والرذائل

لقد بُعث الأنبياء لأجل هذا الهدف، وهو تربية الإنسان، صناعة الإنسان، وتجنيب البشر أنواع القبائح والشرور والمفاسد والرذائل الأخلاقية، وتعريفهم بالفضائل والآداب الحسنة “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق[21].

 

الدعوة إلى الصراط المستقيم والكمال الإنساني

إن سعي الأنبياء وفكرة البعثة في جميع القرون هو تربية هذا الموجود ﴿الإِنسَانَ﴾، هذا الموجود الذي يُمثّل عصارة جميع المخلوقات وبإصلاحه يتمّ إصلاح العالم وبفساده ينجرّ العالم إلى الفساد. كان سعي الأنبياء من البداية إلى النهاية هو دعوة هذا الموجود إلى الصراط المستقيم وشدّه إليه، ليس مجرّد الهداية والكلام فقط بل بالدلالة على الطريق وبكونهم القدوة في الأعمال والأفعال والأقوال من أجل إيصال هذا الموجود إلى كماله اللائق به[22].

 

علاج النفوس، مقصد الشرائع الإلهية

كلّ الشرائع الإلهية مقصدها الأساسي هو نشر المعارف، وذلك لا يحصل إلا بعلاج النفوس وإبعادها عن ظلمة عالم الطبيعة وخلاصها إلى عالم النورانية[23].

أدعية الأئمة عليهم السلام من جهة تهذيب النفس

إن هذه الأدعية تُهيّئ النفوس للتخلّص من العلائق التي تُكبّل الإنسان، والتحرّر من أسر تعلّقات عالم الطبيعة التي قادت الإنسان إلى الضياع والحيرة، وسلوك طريق الإنسانية. إن الطرق الأخرى ليست طريق الإنسان، فطريق الإنسانية هو الصراط المستقيم الذي أشار إليه الأئمة في أدعيتهم ومناجاتهم بطريقة واضحة بعد قصر اليد عن الدعوة العلنية.

لم يكن هدف الأنبياء السيطرة والاستيلاء، ولم يكن هدفهم كسب الدنيا وعمارتها بل كان هدفهم هداية أهل الدنيا وإرشاد هذا الإنسان الظلوم والجهول، الجاهل جداً، إلى الطريق القويم ليسلك منه. إن ذلك الطريق الذي يوصلكم إلى الله تبارك وتعالى هو هذا: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[24]، من الدنيا إلى النهاية حيث كلّ العالم، من الدنيا إلى ما وراءها حيث النور المطلق. لقد جاء الأنبياء لإيصالنا إلى ذلك النور ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ[25]. والطاغوت هو في قبال الأنبياء وفي قبال الله[26].

 

الخروج من الظلمات ودخول عالم النور

جاء الأنبياء لإنقاذنا نحن الذين لم نحظَ بالنور وقد أحاطت بنا الظلمات من كلّ جانب، ليخرجونا من هذه الظلمات المتنوّعة ويوصلونا إلى عالم النور حيث إنّكم إذا وصلتم إلى عالم النور، ستكونون نورانيين من قمة رؤوسكم حتى أخمص أقدامكم، تصبحون نوراً. يصير الكلام الذي تنطقون به نورانياً، الكلام الذي تسمعونه نورانياً. الأذن والسمع والبصر يكون نورانياً. لقد تركت كلّ سمعك ووجدت أذناً نورانية. أعرضت عن بصرك الظلماني ولقيت عيناً نورانية. العين التي تتوجّه بها إلى الله، والأذن التي تتوجّه بها إلى الله[27].

تحرُّر الإنسان من العلائق الدنيوية

الأنبياء بذلوا كلّ جهودهم من أجل تحرير هؤلاء الكفّار والمنافقين وهؤلاء المنحرفين وأسارى أغلال أنفسهم وأغلال تعلّقات الدنيا – وجميع المفاسد ناجمة عن ذلك – كان الأنبياء يريدون تحرير هؤلاء وكانت هذه المهمّة صعبة جدّاً. وهذه المهمّة لم تتحقّق على صعيد العموم (في السابق) حتى يمكن تحقّقها (فيما بعد). ومن الآن فصاعداً لن يتحقّق هذا المعنى كذلك. هذا الإنسان لن يصير آدمياً حتى نهاية المطاف. هناك مثل معروف يقول كم من السهل أن تُصبح عالماً (عالم دين) ولكن كم من الصعب أن تُصبح إنسانًا. وكان شيخنا[28] رحمه الله يقول: ما أصعب أن تُصبح عالماً ومن المحال أن تُصبح إنساناً[29].

 

علماء الدين ومسؤولية تبليغ دعوة الأنبياء

جميع الأنبياء هم معجزة، والجميع جاءوا لصناعة البشر. يريدون أن يسير البشر على الصراط المستقيم الإلهي، وأن يعيش البشر في سلام وصفاء وأخوّة. هذه هي وظيفة المرسلين الإلهيين الذين جاؤوا للأرض كي يرتقوا بالبشر من هذا العالم إلى العالم الأعلى. وعلماء الدين والروحانيون (في مختلف الأمم) لديهم وظيفة، علماء الدين المسيحيون، وعلماء الدين المسلمون، وعلماء الدين اليهود، جميع علماء الدين. وهذه الوظيفة هي التبعية التامة للأنبياء وللذين جاءوا لتربية البشر وإرساء أسس السلام والصفاء بين أفراد البشر. يحتل علماء الدين المرتبة الأولى في مجال تحقيق تطلّعات الأنبياء والتي هي الوحي الإلهي نفسه. فعلى علماء الدين تكليف إلهي، وهو تكليف أعظم وأكبر من تكاليف وواجبات سائر الناس. عليهم مسؤولية إلهية. إنّ علماء الدين مسؤولون إزاء الأنبياء وبين يدي الله تبارك وتعالى. إنّهم مسؤولون عن تبليغ تعاليم الأنبياء إلى الناس والأخذ بأيديهم وإنقاذهم من مشاكلهم[30].

الرشد وتربية أبعاد الوجود الإنساني

ارتقوا ببناء أنفسكم في جميع الأبعاد التي جاء الأنبياء لتربيتها وتكميلها، في الجانب العلمي بكلّ أبعاد العلم، والجانب الأخلاقي بكلّ أبعاد الأخلاق، تهذيب النفس وانعتاقها من زخارف الدنيا، فمنشأ كلّ الكمالات هو تخليص النفس من التعلّقات، وشقاء كلّ إنسان في تعلّقه بالمادّيات. إن تعلّق النفس بالمادّيات يُخرج الإنسان من ركب الإنسانية، والخروج من التعلّقات المادّية والتوجّه إلى الله تبارك وتعالى يوصلان الإنسان إلى مقام الإنسانية. ولأجل هاتين الجهتين كذلك قد جاء الأنبياء: إخراج الناس من التعلّقات، والتشبّث بمقام الربوبية[31].

 

التعريف بمبدأ الوحي

الأ إنَّ جميع القضايا هي من أجل المعنويات. والأنبياءالذين جاؤوا ونشروا الأحكام إنما فعلوا ذلك من أجل تزكية الناس ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ[32]. الجميع جاؤوا من أجل تعريف الناس بمبدأ الوحي وبالسير إلى الله وهدايتهم إلى الصراط المستقيم[33].

 

دعوة موسى عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى تهذيب النفس

راعٍ‏ ينهض بعصاه ويتوجّه إلى فرعون ويطلب منه أن يُسلِم ويُصبح إنساناً. ويتيم صغير… ينهض من الحجاز ويدعو جميع الأمم والشعوب أن تصل إلى الإنسانية كلّها. الهدف هو هذا، أن نصير إنساناً ولكن الأمر مع الأسف صعب.

هناك مثل يقول: “من السهل أن تُصبح عالماً ولكن من الصعوبة أن تُصبح إنساناً“. وكان يقول المرحوم الشيخ عبدالكريم (الحائري اليزدي): “ما أصعب أن تُصبح عالماً ومن المحال أن تُصبح إنساناً، كأنّه محال. والأنبياء قد بعثوا ليجعلوا هذا المحال ممكناً[34].

الإسلام وبناء الإنسان

جاء الإسلام أساساً للبناء، ونظره إلى بناء الإنسان، الجهاد من أجل البناء، وبناء الإنسان لنفسه مقدَّم على كلّ أنواع الجهاد. هذا ما سمّاه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم “الجهاد الأكبر“. فهو إذاً جهاد عظيم وصعب، وكلّ الفضائل تأتي بتبعه. الجهاد الأكبر هو جهاد الإنسان مع نفسه الطاغوتية[35].

 

تربية الإنسان المهذَّب الواعي

إنّ نظام الإسلام ليس نظاماً مادّياً. إنّه نظام مادّي- معنوي. والمادّية التي يقبلها الإسلام هي التي تكون في ظلّ المعنوية، أي المعنويات والأخلاق وتهذيب النفس. لقد جاء الإسلام لتهذيب الإنسان ولصناعته. كل المدارس التوحيدية جاءت لصناعة الإنسان وبنائه. إنّنا مكلّفون بصناعة الإنسان. أنتنّ أيّتها السيّدات اللاتي تحملتّن المشقّة وجئتنّ إلى هنا، إنّكنّ مكلّفات بصناعة الإنسان، مكلّفات بإعداد الإنسان المهذّب في أحضانكنّ.

إنّ هدف الإسلام وهدف جميع الأنبياء هو تربية الناس، وجعل الصورة البشرية إنساناً معنوياً وحقيقياً. المهم في نظر الأنبياء هو أن يصير الإنسان سليماً، وإذا ما تربّى الإنسان فكلّ الأمور تحلّ. البلد الذي فيه إنسان مهذّب لا يُعاني من مشاكل، لأنّ الإنسان المهذّب الواعي يقوم بتأمين جميع أبعاد السعادة للبلد. الإنسان المؤمن بالله تبارك وتعالى، الإنسان الملتزم، الإنسان المهذّب، يقطع يد الظالم[36].

 

الأنبياء والنهي عن تمرّد الإنسان

لأجل هذا نزل القرآن، ولأجل هذا جاء الإسلام، من أجل أن يتربّى الناس، فلولا التربية لكانوا أشدّ افتراساً وإيذاءً من كلّ الحيوانات. الإنسان موجود إذا لم يخضع للتربية، فلن يُضاهيه حيوان ولا موجود في العالم خطورةً وإيذاءً. كلّ الأنبياء الذين بُعثوا جاؤوا لتربية هذا الموجود الذي لو أطلق عنانه لأفسد العالَم. وللأسف فإنّ الأنبياء بدورهم لم ينجحوا في تحقيق مهمّتهم[37].

توفير شرائط التهذيب

للإسلام أحكام وقوانين لكلّ هذه المراحل، لتربّي الإنسان فرداً كاملاً فاضلاً، يُجسّد القانون ويعمل على تطبيقه تلقائياً. ويتضح إلى أيّ حدٍّ يهتم الإسلام بالحكومة والعلاقات السياسية والاقتصادية للمجتمع، لكي يوفّر كلّ الظروف لأجل تربية الإنسان المهذّب الفاضل[38].

 

النظام الاجتماعي العادل لأجل تربية الإنسان المهذّب

ينظر الإسلام إلى القانون بنظرة “آلية“، بمعنى أنّه يعتبره آلة ووسيلة لتحقّق العدالة في المجتمع، وواسطة للإصلاح الاعتقادي والأخلاقي وتهذيب الإنسان. فالقانون إنّما يكون لأجل التنفيذ وإحلال النظام الاجتماعي العادل من أجل تربية الإنسان المهذّب[39].

 

التهذيب في رأس برنامج القرآن

جميع المسائل الواردة في الإسلام، وحتى مسائله السياسية، فإنّها جميعاً مسائل تهذيبية، لأجل صناعة الإنسان. يجب ألا نُسيّس اليوم جميع المسائل، بل يجب أن نضعها كلّها باتجاه المسائل الإسلامية وبخاصة التهذيب. أنتم تلاحظون بأن لحن القرآن في هذا الباب هو أكثر وآكد من كلّ الأبواب الأخرى، بعد عدّة آيات فيها القسم يأتي ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[40]، وهذا يجعلنا نُدرك أنّ أساس المسائل، والذي به تصلح الأمور، هو التهذيب، وأنّ أساس جميع الانحرافات هو عدم التهذيب والدسّ في نفس الإنسان، الدسّ شيطان، ولذلك علينا أن نضع هذا في رأس أولوياتنا[41].

حروب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأجل التهذيب

تلك الحروب التي خاضها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، سواء كانت دفاعاً أو ابتداءاً، كانت هي الأخرى آثار الرحمة الإلهية، لأجل تهذيب الشعوب. فأولئك الذين يُمكن تهذيبهم يجب أن يُهذّبوا وأولئك الذين يُشكّلون مانعاً من تهذيب الأمم يجب أن يُزالوا عن الطريق[42].

 

أهداف الحروب الإسلامية

عندما يُصبحُ الإنسانُ إنساناً يَقومُ بجميع تلك الأعمال، يزرع ولكن لله، ويُقاتل لله. أولئك الذين قاموا بأعباء كُلِّ تلك الحروب ضدّ الكفّار والظالمين كانوا من أهل التوحيد وقُرّاء الأدعية، أكثرُ أولئك الذين كانوا في ركاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ركاب أمير المؤمنين  عليه السلام كانوا من أهل العبادات الكثيرة. وحضرة أمير المؤمنين عليه السلام كان نَفْسُهُ يقومُ للصلاة في خضم اشتداد حمى القتال، المعركة دائرة ويؤدّي صلاته، يُقاتلُ ويُصلّي، وفي اشتداد القتال قام خطيباً مُتحدّثاً عن التوحيد عندما سَأَلَهُ أَحَدُهُم عن التوحيد، وعندما اعترض آخر بأنَّ الوقت غَيْر مُناسبٍ لمثل هذا أجاب  عليه السلام: إنَّا لأجل هذا نُقاتل[43]، فحربنا ليست للدنيا، لم نُحارب معاوية لكي نتسلَّط على الشام. الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والإمام  عليه السلام لم يكن هدفهم (أهل) العراقَ والشامَ بل كانوا يريدون أن يصنعوا الإنسان من هؤلاء، كانوا يريدون أنْ يُنقذوا أرواح الناس من سُلطَةِ المستكبرين. هؤلاء هم أنفسهم أصحابُ الأدعية. الإمام علي عليه السلام نفسه الذي وَرَدَ عنه دُعاء كميل كان يقرأ دعاء كميل وكان هو نفسُهُ المقاتل[44].

سعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام في تربية البشر

إنّ النبي الأكرم وأهل بيته المكرّمين صلى الله عليه وآله وسلم، قد صرفوا تمام أعمارهم في نشر الأحكام والأخلاق والعقائد، وهم أرادوا في ذلك بلوغ مقصدهم الوحيد وهو إبلاغ أحكام الله وإصلاح البشر وتهذيبهم، ولقد استساغوا في سبيل هذا المقصد الشريف أنواع القتل والسلب والإذلال والإهانة، ولم يتوانوا في ذلك[45].

 

تزكية النفوس لتحقيق التوحيد

إنّ هدف القرآن والأحاديث هو تصفية العقول وتزكية النفوس لأجل تحقُّق المقصد الأعلى، التوحيد[46].

[1] صحيفة الإمام، ج 11، ص 80.

[2] م.ن، ج 15، ص 494 – 495.

[3] سورة الجمعة، الآية 2.

[4] سورة البقرة، الآية 257.

[5] صحيفة الإمام، ج 13، ص 503 – 505.

[6] سورة النور، الآية 35.

[7] سورة الحديد، الآية 3.

[8] صحيفة الإمام، ج 19، ص 285 – 286.

[9] سورة الجمعة، الآية 2.

[10] صحيفة الإمام، ج 14، ص 393.

[11] سورة الجمعة، الآية 2.

[12] سورة الزخرف، الآية 32.

[13] سورة العلق، الآية 1.

[14] سورة العلق، الآية 1.

[15] سورة العلق، الآيتان 6 و7.

[16] صحيفة الإمام، ج 14، ص 388 – 390.

[17] ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ سورة آل عمران، الآية 164.

[18] م.ن، ج 12، ص 492.

[19] صحيفة الإمام، ج 15، ص 504.

[20] صحيفة الإمام، ج 17، ص 528.

[21] الإمام روح الله الموسوي الخميني، الجهاد الأكبر، ص 12.

[22] صحيفة الإمام، ج 14، ص 7 – 8.

[23] الإمام الخميني، شرح حديث جنود العقل والجهل، ص 271.

[24] سورة هود، الآية 56.

[25] سورة البقرة، الآية 257.

[26] صحيفة الإمام، ج 13، ص 34 – 35.

[27] م.ن، ج 11، ص 384.

[28] حضرة آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي 1276-1355هـ.ق.- من الفقهاء العظام ومراجع التقليد عند الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري، يعتبر مؤسس الحوزة العلمية في قم سنة 1340 هـ.ق.

[29] صحيفة الإمام، ج 14، ص 12.

[30] م.ن، ج 11، ص 406 – 407.

[31] صحيفة الإمام، ج 8، ص 267.

[32] سورة الجمعة، الآية 2.

[33] صحيفة الإمام، ج 19، ص 51.

[34] م.ن، ج 13، ص 35 – 36.

[35] صحيفة الإمام، ج 8، ص 300.

[36] م.ن، ج 7، ص 531.

[37] م.ن، ج 12، ص 423.

[38] الإمام روح الله الموسوي الخميني، ولاية الفقيه، ص 29.

[39] م.ن، ص 73.

[40] سورة الشمس، الآيتان 9 و10.

[41] صحيفة الإمام، ج 15، ص 513 – 514.

[42] صحيفة الإمام، ج 15، ص 493.

[43] نقل شريح بن هاني يوم وقعة الجمل، قال: إن أعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إن الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه. قالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: “دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم”، الشيخ الصدوق، التوحيد, ص83، تصحيح وتعليق السيد هاشم الحسيني الطهراني، نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، باب معنى الواحد والتوحيد والموحد، ص83، ح3.

[44] الإمام الخميني، تفسير سورة الحمد، ص 147 – 148.

[45] الإمام الخميني، الأربعون حديثاً، ص 631.

[46] م.ن، شرح حديث جنود العقل والجهل، ص 11.

 

 

 

https://t.me/wilayahinfo

 

5

شاهد أيضاً

كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

قاعدة‌: لا يعرف‌ شي‌ء شيئاً إلاّ بما هو فيه‌ منه‌ لاَ يَعْرِفُ شَي‌ْءٌ شَيْئَاً إلاَّ ...