204
يا محمداه ، يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعرا ، مرمل بالدماء ، مقطع الاعضاء ، يا محمداه وبناتك سبايا ، وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا قال : فابكت والله كل عدو وصديق ، قال : وقطف رؤس الباقين فسرح باثنين وسبعين رأسا مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الاشعث وعمر بن الحجاج وعزرة بن قيس فاقبلوا حتى قدموا بها على عبيدالله بن زياد . قال ابومخنف – حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : دعاني عمر بن سعد فسرحنى إلى أهله لابشرهم بفتح الله عليه وبعافيته فاقبلت حتى أتيت أهله فاعلمتهم ذلك ، ثم اقبلت حتى ادخل ، فاجد ابن زياد قد جلس للناس واجد الوفد قد قدموا عليه فأدخلهم واذن للناس فدخلت فيمن دخل ، فاذا رأس الحسين موضوع بين يديه، واذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة . فلما رآه زيد بن ارقم لا ينجم عن نكته بالقضيب قال له : اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين ، فوالذي لا اله غيره لقد رايت شفتى رسول الله صلى الله عليه وآله على هاتين الشفتين يقبلهما ، ثم انفضح الشيخ يبكي ، فقال له ابن زياد : ابكى الله عينيك فوالله لولا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، قال : فنهض فخرج فلما خرج سمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد بن ارقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله قال : فقلت ما قال ؟ قالوا : مر بنا وهو يقول : ملك عبد عبدا ، فاتخذهم تلدا ، انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة
205
وأمرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد شراركم ، فرضيتم بالذل ، فبعدا لمن رضى بالذل ، قال : فلما دخل براس الحسين ( حسين ) وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيدالله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة ارذل ثيابها ، وتنكرت وحف بها اماءها . فلما دخلت جلست ، فقال عبيدالله بن زياد : من هذه الجالسة ؟ فلم تكلمه ، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه ، فقال بعض امائها : هذه زينب ابنة فاطمة ، قال : فقال لها عبيدالله : الحمد الذي فضحكم ، وقتلكم ، واكذب احدوثتكم ، فقالت : الحمد لله الذي اكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وطهرنا تطهيرا لا كما تقول انت ، انما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، قال : فكيف رايت صنع الله باهل بيتك ، قالت : كتب عليهم القتل ، فبر زوا إلى مضاجعهم ، فسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجون اليه وتخاصمون عنده . قال : فغضب ابن زياد واستشاط ، قال : فقال له عمرو بن حريث اصلح الله الامير انما هي امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشئ من منطقها ؟ انها لا تؤاخذ بقول ، ولا تلام على خطل ، فقال لها ابن زياد : قد اشفى الله نفسى من طاغتيك ، والعصاة المردة من اهل بيتك ، قال : فبكت ثم قالت : لعمرى لقد قتلت كهلى ، وابرت اهلى ، وقطعت فرعى ، واجثثت اصلى ، فان يشفك هذا فقد اشتفيت ، فقال لها عبيدالله : هذه شجاعة ، قد لعمرى ( ط لعمرى قد ) كان ابوك شاعرا شجاعا ، قالت : ما للمرأة والشجاعة، ان لي عن الشجاعة لشغلا ، ولكني نفثى ما اقول . قال ابومخنف عن مجالد بن سعيد : ان عبيدالله بن زياد لما نظر إلى علي بن الحسين قال لشرطى : انظر هل ادرك هذا ما يدرك