اللهمّ صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها
السلام عليكِ يا عصمة الله الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)
14. قالت فاطمة (عليها السّلام) في خطبتها: لله فيكم عهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله بيّنة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان متجلّية ظواهره، مديم للبريّة استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، ومؤدّ إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنيرة، ومحارمه المحرّمة، وفضائله المدوّنة، وجمله الكافية، ورخصه الموهوبة، وشرايعه المكتوبة، وبيّناته الجليّة، ففرض الإيمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة زيادة في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجّ تسنية للدين، والعدل تسكيناً للقلوب، والطاعة نظاماً للملّة، والإمامة لمّاً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام، والصبر معونة على الإستيجاب، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة، وبرّ الوالدين وقاية عن السخط، وصلة الأرحام منماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء للنذر تعرّضاً للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين تغييراً للبخسة، واجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة؟ والتنزّه عن أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم، والعدل في الأحكام ايناساً للرعيّة، وحرّم الله عزّ وجل الشرك إخلاصاً للربوبيّة. فاتّقوا الله حقّ تقاته فيما أمركم به، وانتهوا عمّا نهاكم عنه.
15. قالت مولاتنا الزهراء (عليها السلام): البِشْرُ في وجهِ المؤمن يُوجب لصاحبِه الجنّة، والبِشرُ في وَجهِ المعانِد المُعادي يَقي صاحبه عذاب النار.
16. قالت مولاتنا الزهراء (عليها السلام): ما يصنَع الصائم بصيامِه إذا لم يصُن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.
17. قالت مولاتنا الزهراء (عليها السلام): في المائدة إثنا عشرة خصلة، يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع فيها فرض، وأربع فيها سنة، وأربع فيها تأديب. فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر. وأما السُنّة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع، [ولعق الأصابع]. وأما التأديب فالأكل بما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس. ورُوي أنّه أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) ذات يوم، فقال: يا فاطمة! هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت: ?، والّذي أكرم أبي بالنبوّة، وأكرمك بالوصيّة،
ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أطعمناه مذ يومين، إلاّ شيء كنت أُؤثرك به على نفسي، وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين (عليهما السلام). فقال عليّ (عليه السّلام): يا فاطمة! ألا كنت أعلمتني، فأبغيكم شيئاً؟ فقالت: يا أبا الحسن! إنّي لأستحي من إلهي أن أُكلّف نفسك مالا تقدر عليه…