كشف تقرير اوروبي عن اتصالات سرية اجرتها قطر مع الحوثيين عبر وسيط ، بعد نجاحهم في انهاء نفوذ السعوديين في اليمن باعلانهم عن ” الاعلان الدستوري ” وانهاء سيطرة الرئيس عبد ربه هادي واستقالة الحكومة اليمنية ، وعرض القطريون، التنسيق والتعاون مع الحوثيين ضد النفوذ السعودي في اليمن ودعم قيادة الحوثيين للثورة الشعبية في اليمن .
ونقل رادو اوستن النرويجي في تقرير له عن دبلوماسي اوروبي سابق يعمل موظفا في مقر الاتحاد الاوروبي ” ان القطريين عرضوا على الحوثيين عبر وسيط لبناني التعاون والتنسيق بين الجانبين وتقديم هبة مالية لليمن بقيمة خمسمائة مليون دولار مقابل قيام الحوثيين بفتح ملف محافظات ” نجران ” و ” عسير ” و ” جيزان ” اللتي ضمتهما السعودية الى اراضيها بشكل نهائي ، بموجب اتفاقية نهائية للحدود بين البلدين التي تصل الى نحو 1800 كلم في 12 حزيران (يونيو) 2000 ومساحة عسير 81 الف كيلومتر مربع ، اربع مرات بحجم مساحة الكويت ، ومساحة جيزان 40الف كيلومتر مربع .وقالت المعارضة اليمنية في تلك الفترة ان نظام الرئيس السابق تنازل بموجبها عن إقليم عسير ونجران مقابل نحو 18 مليار دولار توزعها كبار النافذين في النظام.
وحسب “تقرير راديو اوستن ” فان الوسيط اللبناني تلقى جوابا من الحوثيين برفض العرض القطري باثارة ملف ” نجران و عسير ونجران مع السعودية ، ورفض لغة ” تقديم رشاوى” للحوثيين لان سيرتهم السياسية اثبتت انهم يتبعون ثوابت في السلوك السياسي قائم على اعتماد المصالح الوطنية اليمنية وليس الانتقام وفتح الملفات لمصلحة دول اقليمية او قوى خارجية”.
ونقل راديو اسوتن عن الدبلوماسي الاوروبي ” ان النظام السعودي يشهد في الوقت الحاضر تحديات امنية خطيرة في مقدمتها نشوب خلافات حادة بين افراد الاسرة السعودية الحاكمة واطاحة الملك سلمان بجناح ابناء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز والاطاحة بابناء ولي العهد الاسبق سلطان بن عبد العزيز وتصفية وجودهم من مناصب الدولة وعلى رساهم بندر بن سلطان وخالد بن سلطان بالاضافة الى بقية اشقائهما ، بالاضافة الى تنام خطر القاعدة على النظام في الداخل كما حدث في الهجوم على مركز حدودي سعودي مع العاق ومقتل قائد الحدود الشمالية في الهجوم في الشهر الماضي “.
واضاف المصدر الديلوماسي الاوروبي : ” ان اية خطوة يقدم عليها الحوثيون لفتح ملفات نجران وعسير وجيزان ، فانها ستضيف الى الاسرة الحاكمة تحديا امنيا كبيرا ، خاصة وان فتح هذا الملف من قبل الحوثيين اذا وجدوا ان الحاجة تتطلب منهم استخدام هذا السلاح ضد السعوديين ، سيكون له صدى شعبي يمني واسع وبالتاكيد ان فتح هذا الملف سيعطي الحوثيين رصيدا شعبيا واسعا ، خاصة وان اليمنيين يعتبرون عسير ونجران وجيزان محافظات يمنية ” سرقت ” بصفقات مشبوهة بين نظام ال سعود وحكام اليمن ، وانا اتذكر عندما كنت في صنعاء اثناء عملي دبلوماسيا هناك ، في عهد رئيس الحكومة القاضي الحجري في منتصف السبعينات حيث انطلقت تظاهرات غاضبة وهي تهتف ” ياقاضي سير سير من نجران الى عسير ” وذلك للمطالبة بشن الحرب لاسترجاع نجران وعسير وجيزان من السعودية واعادتها الي الوطن الام اليمن “.
يذكر ان جيزان كانت تابعة لمركز الحديدة ، اما عسير ونجران فتعودان لصعدة ، ونجران تبلغ مساحة منطقة نجران 360000 كم2، وعدد سكانها 505,652 نسمة حسب إحصائيات عام 2010 .