اللهمّ صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها
السلام عليكِ يا عصمة الله الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)
31. سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه عن المرأة، ماهي؟ قالوا: عورة. قال: فمتى تكون أدنى من ربّها؟ فلم يدروا، فلمّا سمعت فاطمة (عليها السّلام) ذلك، قالت: أدنى ما تكون مِن ربّها، أن تلزم قُعْـر بيتها. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة بضعة منّي.
32. قال عليّ (عليه السّلام) إستأذن أعمى على فاطمة (عليها السّلام) فحجبتْه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمَ حجبتِه وهو ? يراك؟ فقالت (عليها السّلام): إنْ لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشمّ الريح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشهد أنّك بضعة منّي.
33. قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السّلام): أي شيء خير للمرأة؟ قالت: أن ? ترى رجلاً ولا يراها رجل، فضمّها إليه وقال: ذريّة بعضها من بعض.
34. نقلا عن كتاب مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) نقلا عن كتاب عيون المعجزات: رُوي عن حارثة بن قدامة، قال: حدّثني سلمان، قال: حدّثني عمّار وقال: أخبرك عجباً؟ قلت: حدّثني يا عمّار. قال: نعم، شهدت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وقد ولج على فاطمة (عليها السلام) فلمّا أبصرت به نادت: ادن لأحدّثك بما كان، وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم السّاعة. قال عمّار: فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) يرجع القهقرى، فرجعت برجوعه حتى دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: اُدن يا أبا الحسن، فدنا فلمّا إطمأنّ به المجلس، قال له: تحدّثني أم اُحدثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول الله. فقال: كأنّي بك وقد دخلت على فاطمة (عليها السلام) وقالت لك: كيت وكيت فرجعت. فقال عليّ (عليه السلام): نور فاطمة من نورِنا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أوَلمْ تعلم؟ فسجد عليٌّ شكراً لله تعالى. قال عمّار: فخرج عليّ (عليه السلام) وخرجت بخروجه فولج على فاطمة (عليها السلام) وولجتُ معه، فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي (صلى الله عليه وآله)، فأخبرته بما قلته لك؟ قال: كذلك يا فاطمة. فقالت: اعلم يا أبا الحسن إنّ الله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله عزّ وجلّ ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة فأضاءت، فلمّا دخل أبي الجنّة أوحى الله تعالى إليه الهاماً أنْ اقتطِف الثمرة من تلك الشّجرة، وأدرها في لهواتك، ففعل، فأودعني الله سبحانه صلب أبي (صلى الله عليه وآله)، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتـني، وأنا مِن ذلك النّور، أعلمُ ما كان وما يكون ومالم يكُن، يا أبا الحسن: “المؤمن ينظر بنور الله”.