الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

26) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة

21- وورد في سنن النسائي ان رسول الله (ص)قال:
(مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ، بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِمًا بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)
لا شك ان الجهاد في سبيل الله من أعظم الاعمال اجرا وثوابا،ولكن هناك اعمال تعادل الجهاد في سبيل الله تعالى كالحديث التالي(الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار) .
وقد جاء الى النبي الاكرم صلى الله عليه واله رجلا يستأذنه في الجهاد،فقال له:
أحيٌ والدك؟فقال نعم،فقال صلى الله عليه واله:ففيهما فجاهد.
وفي حديث آخر،قال رسول الله صلى الله عليه واله:
(المجاهد من جاهد نفسه) .
22 – وورد في جامع الترمذي ان رسول الله (ص)قال:
(ما لي وما للدنيا ما انا في الدنيا الا كراكب استظل تحت الشجرة ثم راح وتركها) .
ونستفيد من هذا المثل ضرورة اقبال المؤمن على الآخرة وأن لا ينسى نصيبه من الدنيا، فالإنسان هو خليفة الله في الأرض ينتفع بها ويعمرها،ولكن له اجل في هذه الحياة الدنيا،ثم الآخرة حيث العقاب والثواب فأما في الجنة او في النار،فالإنسان لا يركن الى الدنيا لأنها ليست دار قرار كالمسافر الذي يريد ان يرتاح من عناء ووعثاء السفر،فعلى المؤمن ان يستشعر في نفسه العيش في الدنيا معيشة الغريب عن وطنه فيرضى بالقليل الذي يكفيه ويدخر لدار الغربة من دار الدنيا،لانه يعلم علم اليقين أن الدار الآخرة هي دار القرار وان الدنيا زائلة لا محالة وقد قال جل ثنائه في كتابه العزيز(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) ،فعلى المؤمن أن يغتنم فرصته في الحياة الدنيا ويبادر الى عمل الخير والإكثار من الطاعات والعمل الصالح وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله (إغتنم خمساً قبل خمس،شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل مماتك)
23- وفي حديث آخر ورد في كتاب الامثال من الكتاب والسنة للترمذي،ان رسول الله (ص)قال:
(إنما مثل العالم كمثل ينبوع من ماء يسقي بلده ومن مر به كذا العالم ينتفع به أهل بلده ومن مر به) .
لا شك ولا ريب ان العالم الذي يبث علمه بين الناس هو العالم العامل المخل لله جل شأنه،فمثل هؤلاء العلماء كمثل المصابيح التي تنير الدرب للجميع،وما مثلهم في الارض إلا كمثل النجوم في السماء التي تهدي من في الارض في ظلمات البر والبحر وتوصلهم الى طريق السلامة،كما قال الرسول الاعظم صلى الله عليه واله(إن مثل العلماء في الارض كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإن انطمست النجوم اوشكت ان تضل الهداة) .
فعلى العالم أن لا يبخل بعلمه على الآخرين،فهذه هي زكاة العلم نشره بين الناس،على أن يكون العالم قدوة للناس ويفعل ما يقول.
24- وفي حديث آخر ورد في كتاب الامثال من الكتاب والسنة للترمذي،ان رسول الله (ص) قال:
(مثلي في الدعوة مثل سيد بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا يدعو إلى مأدبته في داره فالسيد هو الله تعالى والمأدبة الجنة والداعي أنا)
لقد بعث الله سبحانه وتعالى النبي الاكرم صلى الله عليه واله رحمة للعالمين،

 

 

وقد اراد صلى الله عليه واله بهذا المثل تقريب المعنى للذهن كي يحث الانسان بشكل عام والمسلم بشكل خاص على طاعة الله والامتثال لاوامره حيث ان الثواب هو الطعام الشهي والتكريم والحفاوة من قبل الله تعالى شأنه وهو السيد والمالك المطلق وهو الذي يدعو الى خير الدنيا والآخرة وهو صاحب الموائد السماوية والارضية وبطاعته تتم النجاة والفوز بالاخرى والرضوان الاكبر.
25- ومنها ما ورد في الحديث الوارد عن نفس المصدر اعلاه وفي نفس الصفحة،حيث قال رسول الله (ص):
(مثل الآدمي ومثل الموت كمثل رجل له ثلاثة من الخلان فقال أحدهم له هذا مالي فخذ منه ما شئت وأعط منه ما شئت ودع ما شئت وقال الآخر أنا معك أحملك لي ما دمت حيا فإذا مت تركتك وقال الثالث أنا معك أدخل معك وأخرج معك مت أو حييت فالأول ماله والثاني عشيرته والثالث عمله حيثما كان فهو معه)
عمل الانسان هو الذي يحدد مصير الانسان في الاخرة فان كان شر فالى النار والجحيم وان كان خيرا فالى الجنة والنعيم،وقد قال الامام علي عليه السلام الدنيا مزرعة الاخرة،او ما ورد عنه عليه السلام في حديث آخر حيث قال اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل.فكل هذه الاحاديث والحديث الآنف الذكر عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله تؤكد على مسألة عمل الانسان وافضليته،فمن احسن عملا يكون قريبا من الله قريبا من الرسول صلى الله عليه واله قريبا من الناس محبوبا بينهم،وفاعل الشر يكون بعيدا عن الله تعالى بعيدا عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله بعيدا عن الناس ومآله الى النار.نستجير بالله من النار ونرجو ان نكون ممن عمل صالحا من ذكر او انثى.ولن يفيدنا آنذاك الاقارب ولا العشيرة ولا اقرب الناس وليكن عملنا دؤوبا في تحصيل مرضاة الله جل وعلا. وكما في جاء في الاية الشريفة التي تقول:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِه وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
فإذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة اشياء كما قال رسول الله صلى الله عليه واله:
(إذا مات ابنُ آدم انقطع عملهُ إلاّ من ثلاث:صدقة جارية، أو علم ينتفعُ به أو ولد صالح يستغفُر لهُ)
26- قال رسول الله (ص) :
(إنما مثلُ صاحب القرآنِ كمثلِ صاحبِ الإبلِ المعقّلةِ،إن عاهدَ عَليها أمسَكَها، وإن أطلَقَها ذَهبَت)
قوله صلى الله عليه واله(إنما مثل صاحب القرآن)أي مع القرآن،والمراد من الصاحب الذي ألفه، قال العياض: المؤآلفة يعني المصاحبة،وهو قوله (اصحاب الجنة)،وقوله ألفه أي ألف تلاوته،وهو أعم أن يألفها نظرا من المصحف أو عن ظهر قلب،فإن الذي يداوم على ذلك يذل له ويسهل عليه قرائته،فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه وقوله(إنما)يقتضي الحصر على الراجح،لكنه حصر مخصوص بالنسبة الى الحفظ والنسيان بالتلاوة والترك وقوله(كمثل صاحب الإبل المعقلة)أي مع الإبل المعقلة،والمعقلة بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف أي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير،شبّه دراسة القرآن الكريم واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد،فما زال التعاهد موجودا فالحفظ موجود،كما ان البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ وخص الابل بالذكر لأنها أشد الحيوانات نفوراً وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة. واما قوله(إن اطلقها ذهبت)اي انفلتت.
27- وفي حديث آخر ورد في كتاب الامثال من الكتاب والسنة للترمذي،ان رسول الله صلى الله عليه واله قال:
(مثل من لعب الميسر ثم قام يصلي كمثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم قام فصلى فيقول قد يقبل الله صلاته)
الصلاة وسيلة لغسل الذنوب وسبب للمغفرة،لأنها تحث الإنسان على العمل الصالح والتوبة من الذنوب وإصلاح الماضي،وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله في حديث آخر(يا على انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتى) . كما أنها تقوي روح الإيمان في الانسان وتزيل الغفلة التي استولت على الكثير من الناس في هذا العصر المادي والإستغراق في الشهوات.فهي وسيلة تذكير وتنبيه فهي نعمة عظيمة إذن،والمعروف ان للاصلاة مقدمات ومنها الوضوء،فقد جعله الله شرطا للصلاة،لذلك نحن نتوضأ بالماء الطاهر الذي يعطي النشاط والحيوية للجسم،كي يدرك الانسان ما يوقوله في الصلاة،قال الله تعالى شأنه لأيوب عليه السلام(اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فالوضوء لا يكون إلا بالماء الطاهر،وهنا مثّل رسول الله صلى الله عليه واله الذي يلعب الميسر كأنه يتوضأ بالقيح ودم الخنزير فكيف يمكن أن يعطي هذا النوع من الوضوء النشاط والحيوية؟
فالإنسان الذي يلعب الميسر لا يكون مطمئناً في صلاته كالذي توضأ بالقيح،وهذا تحذير واضح من لعب الميسر الذي سيتحول مع الوقت الى عادة لها سيطرة حديدية على سلوك الانسان بحيث يصبح مشلول الارادة ضعيف الى درجة لا يمكن معها التوبة الى الله تعالى،ومع الوقت لا يبقى الضعف مع القمار فقط بل ينتقل الى كل شهوة من الشهوات.
28 – وفي حديث آخر ورد في كتاب الامثال من الكتاب والسنة للترمذي،ان رسول الله (ص) قال:
(مثل الذي استرد ما وهب مثل الكلب يقيء فيأكل قيئه)
من الصفات التي تميز المؤمن هي صفة الكرم،أي أن الانسان لابد ان يكون معطاءاً مستعدا للعطاء والبذل،فهذا الامر يساعد على حفظ المجتمع من التفكك والضياع،والهبة نوع من انواع الكرم الذي لابد ان يتصف به المؤمن وليتعود على فعل الخيرات وطيب النفس والجود،فإن تعود على ذلك فلن يمكنه حينها الرجوع عن الهبة التي يهبها الى أحد ما،لانه سيكون من العيب والعار الرجوع عنها وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه واله وشبه الرجوع عن الهبة بقيء الكلب النجس الذي لا يمكن للإنسان التقرب منه فضلا عن أكله.
29- وفي حديث آخر ورد في كتاب الامثال من الكتاب والسنة للترمذي،ان رسول الله (ص)قال:
(إنما مثل أحدكم مثل التاجر يحسب الربح ولا يوفي رأس ماله يوفي أحدكم التطوع ولا يوفي الفريضة) .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...