الرئيسية / من / طرائف الحكم / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 14

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 14

الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها.
– وعن غيبة النعماني عن الصادق عن أمير المؤمنين (عليه السلام): واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها. والأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا.
ومنها حق القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله). ففي سورة حمعسق (1) * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *.
– وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال هم الأئمة عليهم السلام. وفي حديث نداء القائم (عليه السلام) حين ظهوره في مكة: وأسألكم بحق الله وحق رسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى برسول الله (صلى الله عليه وآله).
– ومنها حق المنعم على المتنعم وحق واسطة النعمة، ففي النبوي قال (صلى الله عليه وآله): من آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه، انتهى.
وقد اجتمع الحقان لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركة إمام زمانهم (عليه السلام)، ويدل على ما ذكرنا ما في زيارة الجامعة: (وأولياء النعم).
– وما في الكافي (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله خلقنا، فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله، ولولا نحن ما عبد الله.

١ – الشورى: ٢٣.
٢ – الكافي: ١ / 144 باب النوادر ح 5.
(٣٩)
وفي الخرائج عنه (عليه السلام): يا داود لولانا ما أطردت الأنهار ولا أينعت الثمار ولا اخضرت الأشجار.
– وما في الكافي (1) في حديث مرفوع عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة، فما كان لآدم (عليه السلام) فلرسول الله (صلى الله عليه وآله) وما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو للأئمة من آل محمد عليهم السلام.
– وفي حديث آخر (2) الدنيا وما فيها لله تبارك وتعالى ولرسوله ولنا، فمن غلب على شئ منها فليتق الله، وليؤد حق الله تبارك وتعالى، وليبر إخوانه فإن لم يفعل ذلك فالله ورسوله ونحن برآء منه.
– وفي دار السلام من كتاب بصائر الدرجات، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام):
يا أبا حمزة، لا تنامن قبل طلوع الشمس، فإني أكرهها لك إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد، وعلى أيدينا يجريها.
ومنها حق الوالد على الولد فإن الشيعة مخلوقون من فاضل طينتهم، كما أن الولد مخلوق من والده.
– وفي الكافي (3) عن الرضا (عليه السلام): الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا وعلي أبوا هذه الأمة.
– وعن أبي عبد الله (عليه السلام) (4): إن الله خلقنا من عليين، وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من عليين، وخلق أجسادهم من دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم، وقلوبهم تحن إلينا.
– وعن أبي جعفر (عليه السلام) (5): إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا (الخبر).
١ – الكافي: ١ / ٤٠٩ باب أن الأرض كلها للإمام ح ٧.
٢ – الكافي: ١ / ٤٠٨ باب أن الأرض كلها للإمام ح ٢.
٣ – الكافي: ١ / ٢٠٠ باب نادر في فضل الإمام ح ١.
٤ – الكافي: ١ / ٣٨٩ باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم ح ١.
٥ – الكافي: ١ / 390 باب خلق أبدان الأئمة ح 4.
(٤٠)

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...