الرئيسية / الاسلام والحياة / أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٢٨١ – ٣٠٠

المجد فاختار صفاياها فاصطفاها…»(١).

 

٢٥ ـ جمال الدين يوسف بن تغري بردي الأتابكي (ت: ٨٧٤ هـ):

قال في كتابه «النجوم الزاهرة»: «وفيها [سنة ١٨٣] توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السيد الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين). كان موسى المذكور يدعى بالعبد الصالح لعبادته وبالكاظم لعلمه(٢)، ولد بالمدينة سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة وكان سيداً عالماً فاضلاً سَنِياً جواداً، ممدوحاً مجاب الدعوة»(٣).

٢٦ ـ أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت بعد ٩٢٣ هـ):

نقل في كتابه «خلاصة تذهيب تهذيب الكمال» نصّ قول أبي حاتم المتقدّم من دون أي تعليق عليه مما يدل على قبوله وإمضائه له(٤).

٢٧ ـ عبد الوهاب الشعراني (ت: ٩٧٣ هـ):

قال في «طبقاته»: «أحد الأئمة الاثني عشر، وهو ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين… كان يكنّى بـ (العبد الصالح) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان إذا بلغه عن أحد يؤذيه يبعث إليه بمال»(٥).

(١) المصدر نفسه: ٢٢٢.

(٢) هكذا في المطبوع ولعل الصحيح (لحلمه).

(٣) النجوم الزاهرة: ٢/١١٢ نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.

(٤) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: ٣/٦٣ مكتبة القاهرة.

(٥) طبقات الشعراني الكبرى: ١/٥٥، دار الفكر.

٢٨١

٢٨٢

سنة ثمان وعشرين ومائة. روى عن أبيه، قال أبو حاتم: ثقة إمام من أئمة المسلمين وقال غيره: كان صالحاً عابداً، جواداً حليماً، كبير القدر. بلغه عن رَجُل الأذى له فبعث إليه بألف دينار…»(١).

 

٣١ ـ عبد الله الشبراوي (ت: ١١٧١ هـ):

قال في «الإتحاف بحب الأشراف»: «كان من العظماء الأسخياء، وكان والده جعفر يحبه حباً شديداً…» ثم تحدث عن الإمام ونقل بعض كلامه(٢).

٣٢ ـ الحسن بن عبد الله البخشي (ت: ١١٩٠ هـ):

قال في كتابه «النور الجلي في نسب النبي»: «وهو الإمام الكبير القدر، والكثير الخير، كان رضي الله عنه يسهر ليله ويصوم نهاره، وسمي كاظماً لفرط تجاوزه عن المعتدين، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط، وكانت له كرامات ظاهرة ومناقب باهرة، تسنم ذروة الشرف وعلاها وسما أوج المزايا فبلغ أعلاها…»(٣).

٣٣ ـ الشيخ محمد بن علي الصبان (ت: ١٢٠٦ هـ):

قال في كتابه «إسعاف الراغبين»: «أما موسى الكاظم فكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر

(١) شذرات الذهب: ١/ ٤٨٦. دار الكتب العلمية.

(٢) الإتحاف بحب الأشراف: ١٤٨، منشورات الشريف الرضي، النسخة المصورة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.

(٣) حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ القرشي: ١/ ١٦٧ عن «النور الجلي»: ٩٧.

٢٨٣

العلماء الأسخياء… ولقّب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه»(١).

 

٣٤ ـ محمد أمين السويدي (ت: ١٢٤٦ هـ):

قال في كتابه «سبائك الذهب»: «موسى الكاظم هو الإمام الكبير القدر الكثير الخير، كان يقوم ليله ويصوم نهاره، وسمّي الكاظم لفرط تجاوزه عن المعتدين»(٢).

٣٥ ـ الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد ١٣٠٨ هـ):

قال في «كتابه نور الأبصار» تحت عنوان فصل في ذكر مناقب سيدنا موسى الكاظم…: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحَبْر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله؛ وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به. (ومناقبه) رضي الله عنه كثيرة شهيرة…»(٣).

٣٦ ـ يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: ١٣٥٠ هـ):

قال في كتابه «جامع كرامات الأولياء»: «موسى الكاظم أحد أعيان أكابر الأئمة من ساداتنا آل البيت الكرام هداة الإسلام رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم، وأماتنا على حبهم وحبّ جدهم الأعظم صلى الله عليه

(١) إسعاف الراغبين المطبوع بهامش «نور الأبصار»: ٢٤٦، دار الفكر الطبعة المصورة على الطبعة المصرية المطبوعة سنة ١٩٤٨م.

(٢) سبائك الذهب: ٧٥، المكتبة العلمية.

(٣) نور الأبصار: ١٦٤، طبعة دار الفكر المصورة على الطبعة المصرية لسنة ١٩٤٨م.

٢٨٤

وسلم»(١).

 

٣٧ ـ علي جلال الحسيني المصري (ت: ١٣٥١ هـ):

قال: «جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر، مالا مزيد عليه…»(٢).

٣٨ ـ الدكتور زكي مبارك (ت: ١٣٧١ هـ):

قال في «شرح زهر الآداب»: «كان موسى بن جعفر سيداً من سادات بني هاشم وإماماً مقدّماً في العلم والدين»(٣).

٣٩ ـ السيد علي فكري (ت: ١٣٧٢ هـ):

قال في «أحسن القصص»: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحبر، جمع من الفقه والدين بما لا مزيد عليه…»(٤).

٤٠ ـ خير الدين الزركلي (ت: ١٣٩٦ هـ):

قال في كتابه «الأعلام»: «كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد»(٥).

٤١ ـ محمود بن وهيب القراغولي الحنفي:

قال في «جوهرة الكلام»: «هو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً سمّي بـ (الكاظم) لكظمه الغيظ، وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان

(١) جامع كرامات الأولياء: ٢/ ٤٩٥. دار الفكر، ١٩٩٢م.

(٢) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٢/ ٦٩ عن «الحسين»: ٢/ ٢٠٧.

(٣) أئمتنا لمحمد علي دخيل: ٦٩ عن «شرح زهر الآداب»: ١/ ١٣٢.

(٤) حياة الإمام موسى بن جعفر: ١/١٦٨ عن «أحسن القصص»: ٤/٢٩٣.

(٥) الأعلام: ٧/٣٢١، دار العلم للملايين.

٢٨٥

معروفاً عند أهل العراق بـ (باب قضاء الحوائج عند الله)، وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم…»(١).

 

٤٢ ـ عبد السلام الترمانيني:

قال في «أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين»: «هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان يلقّب بالكاظم لأنه كان يحسن لمن أساء إليه… وكان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد…»(٢).

٤٣ ـ عارف أحمد عبد الغني (معاصر):

قال في «كتابه الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام الكاظم (عليه السلام): «كان أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء.

لقّب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه وكان يخرج في الليل وفي كمّه صرر من الدراهم، فيعطي لمن لقيه، ومَن أراد برّه، وكان يضرب المثل بصرّة موسى وكان أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلة…»(٣).

هذا وقد أجمع أهل هذا الفن على جلالة الإمام موسى بن جعفر وعظم منزلته، نكتفي بما تقدّم من كلماتهم توخياً للاختصار ومنعاً للإطالة.

(١) أئمتنا: ٢/٦٨ عن «جوهرة الكلام»: ١٣٩.

(٢) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: ج١، مجلد٢، ص١٠٧٠. أحداث سنة ١٨٣ هـ.

(٣) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: ١/٤١، دار كتاب للطباعة والنشر.

٢٨٦

٢٨٧

الفصل السابع

الثامن من أئمة أهل البـيت
الرضا
علي بن موسى عليه السلام

٢٨٨

٢٨٩

 

نافذة إلى معرفة الإمام (عليه السلام)

نشأ في بيت الرسالة، وارتضع من معين الوحي، وتربى في أحضان الإمامة؛ فكان قمّةً شامخة، لا يُقاس به عظيمٌ ولا يرقى إليه راقٍ.

صار مدرسة تفيض على الوجود بأنواع العطاء وتغذي البشرية ألواناً من القيم والفضائل والمكارم.

استطاع بحكمته البالغة وبفضل عناية الباري سبحانه وتعالى أنْ يحطم كلّ آمال المأمون العباسي التي أراد تحقيقها من خلال مسرحية ولاية العهد، فحوّل سنة (٢٠١هـ) وهي سنة ولاية العهد إلى سنة ازدهار للتشيع والفكر الشيعي فبيـّن أسُسه ومبانيه وأصوله وحقيقته، كما أنّه ذاد عن الإسلام المحمدي الأصيل «فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة»، فذاع صيته وانتشر خبره ودانت له العلماء وأخذت الناس تقول «والله إنه أولى بالخلافة من المأمون».

فخلُد في ذاكرة التاريخ وأبت الصحف إلاّ أن تسطر في طياتها ثناءً ومدحاً لتلك الشخصية الخالدة، وقبل أن نقدم للقارئ الكريم كلمات علماء أهل السنة في مدح الإمام (عليه السلام)، نضع بين يديه إلمامة سريعة بحيـاة الإمام (عليه السلام):

ـ هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

٢٩٠

ـ كانت لأمّه أسماء عديدة منها: نجمة، وأروى، وتكتم…(١). وتكنى بأمّ البنين(٢)، وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وكانت على ما في بعض الروايات ملكاً لحميدة أمّ الإمام موسى بن جعفر، وورد أنها كانت تعظّم مولاتها حميدة حتى أنها ما جلست بين يديها قط إجلالاً لها، وجاء في الخبر أيضاً أن حميدة قالت لابنها موسى (عليه السلام): يابني! إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك فاستوص خيراً بها، فلما ولدت له الرضا (عليه السلام) سمّاها الطاهرة…(٣).

ـ وُلد (عليه السلام) في المدينة المنوّرة، يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين ومائة (١١/ ذو القعدة/ ١٤٨هـ)(٤).

ـ كان يكنى (عليه السلام) بأبي الحسن ويلقب بألقاب عديدة(٥)، أشهرها الرضا.

ـ تسلّم إمامة المسلمين بعد شهادة أبيه الكاظم (عليه السلام) سنة (١٨٣هـ) وكان له من العمر خمس وثلاثون سنة.

ـ كانت مدة إمامته عشرين سنة عاصر خلالها ثلاثة من حكام بني العباس

(١) انظر «عيون أخبار الرضا» للشيخ الصدوق: ج١، ب٢، رقم٣، ص٢٦، منشورات الشريف الرضي.

(٢) انظر «الإرشاد» للشيخ المفيد: ٢/ ٢٤٥، مؤسسة آل البيت، و «إعلام الورى» للشيخ الطبرسي: ٢/ ٤٠، مؤسسة آل البيت.

(٣) انظر «عيون أخبار الرضا» للشيخ الصدزق: جـ١، ب٢، رقم ٢، ص٢٤.

(٤) البحار: ٤٩/ ٩، رقم ١٦، ١٧، ١٨.

(٥) كالصابر، والرضي، والوفي وغيرها.

٢٩١

وهم: هارون الرشيد، وولداه الأمين والمأمون الذي استشهد الإمام في حكومته.

ـ أُجبر على قبول ولاية العهد من قِبَل المأمون العباسي في سنة ٢٠١هـ(١). ولذلك أُرغم على ترك مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتوجه إلى مرو عاصمة الدولة العباسية آنذاك في سنة (٢٠٠هـ)(٢).

ـ استشهد (عليه السلام) في طوس في آخر صفر لسنة (٢٠٣هـ)(٣).

ـ دفن (عليه السلام) في دار حُميد بن قحطبة في قرية يقال لها «سناباد» في أرض طوس في نفس الموضع الذي دفن فيه هارون الرشيد، وقبر أبي الحسن (عليه السلام) بين يديه في قبلته(٤).

(١) كشف الغمة للأربلي: ٢/ ٨٥٣، منشورات الشريف الرضي.

(٢) عيون أخبار الرضا للصدوق: جـ٢، ب٤٠، ح١٩. ص١٥٨ ـ ١٥٩.

(٣) إعلام الورى للطبرسي: ٢/ ٤١ و٨٦، مؤسسة آل البيت.

(٤) الإرشاد للمفيد: ٢/ ٢٧١، مؤسسة آل البيت.

٢٩٢

 

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:

إليك ـ قارئي العزيز ـ جانباً من كلمات علماء وأعلام أهل السنة والجماعة وهي تشيد بفضل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وتبين جلالة قدره وسموّ منزلته:

 

١ ـ محمد بن عمر الواقدي (ت: ٢٠٧ هـ):

قال: «سمع علي الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم وكان ثقة يفتي بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة»(١).

٢ ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(٢).

٣ ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: ٢٥٠ هـ):

ذكر الإمام الرضا (عليه السلام) في «رسائله» عند مدحه لعشرة من الأئمة في كلام واحد عند ذكره الرد على ما فخرت به بنو أمية على بني هاشم فقال: «ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالم

(١) نقل كلامه سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص»: ٣١٥، مؤسسة أهل البيت، بيروت.

(٢) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: ٣١٠، دار الكتب العلمية.

٢٩٣

زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم»(١).

 

٤ ـ ابن حبان (ت: ٣٥٤ هـ):

قال في كتابه «الثقات»: «وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم… ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته… وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مراراً كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرتُ قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة وهذا شيء جربته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين»(٢).

٥ ـ الحاكم النيسابوري (ت: ٤٠٥ هـ):

قال في «تاريخه»: «كان يُفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن نيف وعشرين سنة. روى عنه من أئمة الحديث: آدم بن أبي إياس ونصر بن علي

(١) رسائل الجاحظ: ١٠٦ جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.

(٢) الثقات: ٨/ ٤٥٦ ـ ٤٥٧، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية.

٢٩٤

الجهضمي ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم…»(١).

 

٦ ـ الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت: ٥٩٧هـ):

قال في «المنتظم»: «علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب… سمع أباه وعمومته وكان يُفتي في مسجد رسول الله وهو ابن نيف [وعشرين] سنة، وكان المأمون قد أمر بإشخاصه من المدينة فلما قدم نيسابور خرج وهو على بغلة شهباء فخرج علماء البلد في طلبه مثل يحيى بن يحيى وإسحاق بن [راهويه] ومحمد بن رافع وأحمد بن حرب وغيرهم…»(٢).

٧ ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت: ٥٦٢ هـ):

قال في «الأنساب»: «والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب…»(٣).

٨ ـ الفخر الرازي (ت: ٦٠٤ هـ):

قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: «والقول الثالث الكوثر أولاده….فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)..»(٤).

(١) نقل قوله ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: ٥/ ٧٤٦.

(٢) المنتظم: ١٠/ ١٢٠، نشر دار الكتب العلمية، سنة النشر: ١٤١٢هـ ـ ١٩٩٢م.

(٣) الأنساب: ٣/ ٧٤، مؤسسة الكتب الثقافية.

(٤) تفسير الفخر الرازي: مجلد١٦، ج٣٢، ص١٢٥، دار الفكر.

٢٩٥

 

٩ ـ عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت: ٦٢٣ هـ):

قال في كتابه «التدوين»: «علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الرضا، من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم. وأكابرهم…»(١).

١٠ ـ العلامة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: ٦٣٨ هـ):

قال في كتابه «المناقب» المطبوع في آخر «وسيلة الخادم إلى المخدوم» للشيخ فضل الله بن روزبهان الأصفهاني: «وعلى السر الإلهي والرائي للحقائق كما هو النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم الناسوتي مصداق معلم المطلق والشاهد الغيبي المحقق، روح الأرواح وحياة الأشباح، هندسة الموجود الطيار في منشآت الوجود كهف النفوس القدسية، غوث الأقطاب الأنسية، الحجة القاطعة الربانية، محقق الحقائق الإمكانية، أزل الأبديات وأبد الأزليات، الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي، قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية، إمام الورى، بدر الدجى، أبي محمد علي بن موسى الرضا (عليه السلام)»(٢).

١١ ـ ابن النجار (ت: ٦٤٣ هـ):

قال في «ذيل تاريخ بغداد»: «وكان من العلم والدين بمكان، كان يفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن نيف وعشرين سنة»(٣).

(١) التدوين في أخبار قزوين: ٣/ ٢٦٩.

(٢) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: ٢٨/٦٥٧، عن «المناقب»: ٩٦، ط. قم.

(٣) ذيل تاريخ بغداد: ٤ /١٣٥. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٧هـ.

٢٩٦

 

١٢ ـ محمد بن طلحة الشافعي (ت: ٦٥٢ هـ):

قال في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول»: «قد تقدم القول في أمير المؤمنين علي، وفي زين العابدين علي، وجاء هذا علي الرضا ثالثهما، ومن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما، فيحكم كونه ثالث العليين، نمى إيمانه وعلا شأنه، وارتفع مكانه، واتسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه، حتى أحلّه الخليفة المأمون محل مهجته… وصفاته سنيـّة، ومكارمه حاتمية، وشنشنته أخزمية، وأخلاقه عربية، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، فمهما عدّ من مزاياه كان أعظم منه، ومهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبة منه»(١).

١٣ ـ سبط ابن الجوزي (ت: ٦٥٤ هـ):

قال في «تذكرة الخواص»: «كان من الفضلاء الأتقياء الأجواد وفيه يقول أبو نؤاس:

قيل لي أنـت أوحد الناس طراً فــي كلام من المقال بديه
لـك فـي جـوهر الكلام فنون يـنثر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى والـخصال التي تجمعن فيه
قلـتُ لا أهـتدي لمـدح إمـام كان جبرائيل خادماً لأبيه(٢)

١٤ ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: ٦٥٥ هـ):

نقل ما تقدم من كلام الجاحظ عند مدحه لعشرة من أئمة أهل البيت(٣)

(١) مطالب السؤول: ٢/ ١٢٨.

(٢) تذكرة الخواص: ٣٢١، مؤسسة أهل البيت، بيروت.

(٣) نقله في «شرح نهج البلاغة»: ١٥/ ٢٧٨.

٢٩٧

٢٩٨

قيل لي أنت أوحد الناس طراً… إلى آخـر الأبيات المتقدمة.

قال: وكان سبب قوله هذهِ الأبيات أن بعض أصحابه قال له: ما رأيت أوقح منك ما تركت خمراً ولا طرداً ولا معنى إلا قلت فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً، فقال: والله ما تركت ذلك إلاّ إعظاماً له، وليس قدرُ مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة هذهِ الأبيات.

وفيه يقول أيضاً:

مُـطـهرون نقيّات جيوبهم تـجري الصلاة عليهم أينما ذُكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه فـمـاله فـي قـديم الدهر مفتخرُ
الله لمّا بـرا خـلـقاً فأتقنه صَــفّاكُمُ واصطفاكم أيهـا البشر
فأنتم الملأ الأعـلى وعندكمُ علم الكتاب وما جاءت به السور(١)

 

١٦ ـ الحافظ الجويني (ت: ٧٢٢ هـ):

قال في «فرائد السمطين»: «الإمام الثامن مظهر خفيات الأسرار، ومبرز خبيات الأمور الكوامن، منبع المكارم والميامن، ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب، عزيز الألطاف، غزير الأكناف، أمير الأشراف، قرة عين آل ياسين وآل عبد مناف، السيد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السر المكتوم، والمخبر بما هو آتٍ، وعمّا غبر ومضى، المرضي عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال، ولذا لقب بالرضا علي بن موسى صلوات الله

(١) وفيات الأعيان: ٣/ ٢٣٦، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

٢٩٩

على محمد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحاب وهما، وطلع نبات ونما..»(١).

 

١٧ ـ شمس الدين الذهبي (ت: ٧٤٨ هـ):

قال في «سير أعلام النبلاء»، الجزء التاسع: «علي الرضا، الإمام السيد، أبو الحسن، علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني… وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان يقال: أفتى وهو شاب في أيام مالك… وقد كان علي الرضا كبير الشأن، أهلاً للخلافة…»(٢).

وقال في الجزء الثالث عشر بعد أن ذكر الأئمة مختصراً وأنهى كلامه عن الإمام الكاظم (عليه السلام) بقوله: «وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن، له علم وبيان ووقع في النفوس…»(٣).

وقال في «تاريخ الإسلام»: «كان سيد بني هاشم في زمانه وأجلهم وأنبلهم… مات في صفر سنة ثلاث ومائتين عن خمسين سنة بطوس ومشهده مقصود بالزيارة رحمه الله»(٤).

١٨ ـ المؤرخ الباحث محمد بن شاكر الكتبي (ت: ٧٦٤ هـ):

قال في «عيون التواريخ»: «وهو أحد الأئمة الاثني عشر، كان سيد بني

(١) فرائد السمطين: ٢/١٨٧ مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر.

(٢) سير أعلام النبلاء: ٩/ ٣٨٧ ـ ٣٨٨ و٣٩٢، مؤسسة الرسالة

(٣) المصدر نفسه: ١٣/ ١٢١.

(٤) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات (٢٠١ ـ ٢١٠) ص٢٦٩ ـ ٢٧٢، دار الكتاب العربي.

شاهد أيضاً

بصواريخ “قدس5” المجنّحة.. القوات المسلحة اليمنية تستهدف مواقع عسكرية للعدوّ

بصواريخ “قدس5” المجنّحة.. القوات المسلحة اليمنية تستهدف مواقع عسكرية للعدوّ باركت القوات المسلحة اليمنية عملية ...