مترجم: كيف تتواصل الأسماك فيما بينها؟

في دراسة جديدة نشرتها مجلة «علم الأسماك وعلم الزواحف» «إكثيولوجي أند هربتولوجي (Ichthyology & Herpetology)»، استطاع العلماء من خلالها إثبات أن هناك مجموعة من الأسماك تتعامل فيما بينها بالاتصالات الصوتية.

وهذا ما سلَّط عليه الضوء الكاتب الصحافي بن كوكسورث، الذي يهتم بالابتكارات العلمية والبيئة البحرية، في تقريره  المنشور في موقع «نيو أطلس» المتخصص في تغطية الأفكار التي تدفع العالم إلى الأمام، مثل التطور في التكنولوجيا والعلوم وغيرها من المجالات.

سمات الأسماك التي تصدر الأصوات

يُشير الكاتب، في مطلع تقريره، إلى أن البشر لم يكونوا يفكرون عمومًا في أن الأسماك من الكائنات التي تُصدر الأصوات، لذلك، جرت العادة ألا يستخدم الصيادون «أجهزة صوتية إلكترونية تجذب للأسماك» لصيدها. ومع ذلك، أفادت دراسة أجريت حديثًا أن ما يقرب من ثلثي جميع أنواع الأسماك يُرجَّح أنها تتواصل باستخدام الأصوات.

صوت الأسماك العظمية ذات العمود الفقري الطويل

ويوضح التقرير أن فريقًا بحثيًّا من علماء جامعة كورنيل يقوده عالم البيئة آرون رايس قد أجرى بحثًا على فئة من الأسماك تُعرف بالأسماك «شعاعية الزعانف». وتشكل مجموعة الأسماك هذه نحو 99% من جميع الأسماك المعروفة، وكما يوحي اسمها، تتخذ زعانفها شكل شبكات من القشور تدعمها الأشعة العظمية.

وأفاد التقرير بأن الفريق البحثي القائم على الدراسة فحص عددًا هائلًا من الأوراق والتسجيلات الموجودة وغيرها من المراجع التي تدل على السلوك الصوتي للأسماك في كتب القرن التاسع عشر (في الوقت الذي يسبق اختراع مكبرات الصوت)، والأهم من ذلك، أن الفريق البحثي درس أيضًا السمات التشريحية للأسماك «شعاعية الزعانف» المتنوعة، لتحديد أي نوع منها لديها السمات المماثلة لتلك الموجودة في الأسماك التي يمكنها إصدار الأصوات. وتشمل هذه السمات بعض العضلات الخاصة بإصدار الأصوات والمثانة الهوائية وعظام مميزة.

ثلثا الأسماك تتواصل صوتيًّا

يُنوِّه التقرير إلى أن فريق الدراسة توصل في نهاية المطاف إلى أن 175 عائلة من الأسماك «شعاعية الزعانف»، التي تُمثل نحو ثلثي جميع الأسماك، كانت إما معروفًا عنها أنها تتواصل باستخدام الأصوات، وإما ينظر إليها بأنها تفعل ذلك على الأرجح، وكما هو الحال مع معظم الحيوانات الأخرى التي لديها القدرة على النطق، وجدت الدراسة أن أغلب النداءات الصوتية التي تصدرها الأسماك تركز على اجتذاب شركاء التزاوج، أو لمحاولة الدفاع عن مصادر الغذاء ومناطق النفوذ الخاصة بها، أو الإعلان عن مواقعها.

وفي ختام تقريره، يستشهد الكاتب بما قاله آرون رايس، قائد فريق الدراسة، إن: «هذه الدراسة تُقدم دليلًا على أن هناك مجموعات كبيرة من الأسماك تتواصل باستخدام الأصوات أكبر بكثير مما كنا نظن في السابق، وتفعل الأسماك كل شيء، إنها تستنشق الهواء، وتطير، وتأكل أي شيء وكل شيء، وفي هذه الحالة، لن أكون متفاجئًا بشأن ما يُكتشف عن الأسماك والأصوات التي يُمكن أن تصدرها»