حياة الإمام المهدي عليه السلام
3 أيام مضت
شخصيات أسلامية
15 زيارة
(13) وقبل أن أقفل هذا التقديم أرى من الحق أن أعلن أن هذا الكتاب لا يحكي إلا صورة موجزة عن حياة هذا الإمام الملهم، العظيم الذي أعده الله لإصلاح الدنيا، و إقامة ما أعوج من نظام الدين، لا أقول ذلك تصنعا أو تواضعا أو غلوا وإنما الواقع الذي يمليه علي فإن سيرة هذا الإمام وسيرة آبائه وحياته وحياتهم إنما هي صورة كاملة لحياة جدهم الرسول العظيم صلى الله عليه وآله، وامتداد لذاتياته وهو صلى الله عليه وآله قد ملأ فم الدنيا بفضائله وعلومه ولا يحيط بكنهه والكشف عن واقعه أي كتاب فكذلك أوصياؤه وسدنة علمه وحكمته.
وفي الكلمات الأخيرة من هذا التقديم أتقدم بجزيل الشكر إلى سماحة حجة الإسلام الأخ الشيخ هادي القرشي حفظه الله (1) على ما أبداه من التوجيه في بحوث هذا الكتاب سائلا الله أن يمن في حياته ويجزيه عني أفضل ما يجزي أخا عن أخيه.
النجف الأشرف المؤلف باقر شريف القرشي
(1) انتقل رحمه الله إلى رضوان الله وجنانه والكتاب ماثل للطبع فتعازينا للمؤلف وللأسرة الكريمة (الناشرون).
(١٦)
مشرق النور وقبل الحديث عن ولادة المصلح العظيم الإمام المنتظر عليه السلام أمل الإنسانية وزعيمها نعرض – بإيجاز – إلى الأصول الكريمة التي تفرع منها هذا النور الذي سيضئ جميع آفاق الكون ويبدد ظلمات الجهل ويقضي على عناصر البغي والشر والفساد في الأرض وفيما يلي ذلك:
الأب:
أما أبو الإمام المنتظر عليه السلام فهو الإمام الحادي عشر من أئمة الهدى عليهم السلام الإمام الحسن العسكري عليه السلام الذي هو من مصادر الفكر والوعي في دنيا الإسلام ومن سادات المتقين والمنيبين إلى الله تعالى وهو – بإجماع المؤرخين – أعظم شخصية إسلامية فذة في عصره ولقد كان الزعيم المطلق للجبهة المعارضة والمعادية للحكم العباسي الذي بني على الظلم والجور وتنكر لحقوق الناس وقد تعرض الإمام للسجن والاضطهاد وفرضت عليه السلطة الإقامة الجبرية في (سامراء) ومنعت شيعته منعا باتا من الاتصال به… وقد بحثنا عن سيرته وشؤونه في كتابنا (حياة الإمام الحسن العسكري عليه السلام) وسنشير إلى بعض شؤونه في البحوث الآتية.
الأم:
أما أم الإمام المنتظر عليه السلام فيرجع نسبها إلى أعظم شخصية في الروم – حسبما صرح به بعض الرواة – فهي بنت (يشوع) الذي ينتهي نسبه إلى قيصر ملك الروم كما أن أمها ينتهي نسبها إلى شمعون الذي هو أحد أوصياء السيد
(١٧)
المسيح ومن حواريه (1). وكانت هذه السيدة الزكية من سيدات نساء المسلمين في عفتها وإيمانها وطهارتها ويكفيها سموا وفخرا أنها كانت وعاءا لأعظم مصلح اجتماعي في التاريخ بعد أجداده العظام.
وكانت تقابل في بيت زوجها الإمام الحسن عليه السلام بمنتهى الحفاوة والتكريم وذلك لما تتمتع به من سمو الذات ومحاسن الصفات كما كانت السيدة الجليلة عمة الإمام تجلها وتعظمها فقد أحاطها الإمام علما بأن الإمام المنتظر سيكون منها (2).
اسمها الشريف:
ونقل الرواة أسماء كريمة لهذه السيدة الزكية المعظمة كانت تسمى بها وهي:
1 – سوسن (3) 2 – ريحانة (4).
3 – نرجس (5).
4 – صقيل (6).
5 – خمط (7).
وإنما سميت بهذا الاسم لأنها قد اعتراها النور والجلاء بسبب
(1) البحار 13 / 5.
(2) البحار 13 / 5.
(3) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول البحار 13 / 7.
(5) وفيات الأعيان، الإرشاد.
(6) مرآة الزمان (7) البحار.
(١٨)

2025-03-24